بالواضح _ فتح الرحمن النحاس _جريمة إهدار الكفاءآت هكذا تغتال السياسة الوطن..!

عند السنوات الأولى للنظام السابق، ومع إنفاذ سياسة (الفصل للصالح العام)، كتبت معترضاً على ذلك وأوردت بعض (النماذج) لكفاءات منهم الطبيب أبوسن وأحد القضاة وآخرين، وكنت أعلم أن ذلك الطبيب (جراح ماهر) رغم أنه معتقل إلا أن مستشفى بورتسودان كان يطلبه لإجراء عمليات جراحية وبعدها يعاد للسجن، ولم يحدث أنه رفض تحت حجة أنه معتقل…كانت اللجنة المختصة بماسمي (بتثوير) الخدمة العامة، قدمت لي (تبريرات ودواعي) فصل من كتبت عنهم، لكنني لم اقتنع وقلت لهم لابد من التفريق بين الكفاءة والإنتماءآت، ومن يحكم يستطيع تسيير العمل وفق(ضوابط محددة)، تمنع التسيب والإخلال ببيئة العمل…!!

لم يكن النظام السابق وحده من يتحمل وزر هذه الأخطاء، فكل أنظمة الحكم الوطني تعاطتها، وفصلت وشردت بموجب (سلطان سياساتها)، فالأمر (سنة متوارثة) ترقى لمستوى (الجريمة) في حق الوطن، وماهو محزن فإن الديمقراطيات لم تسلم من هذا (العار)، ومانراه ونعايشه اليوم من (تشريد ممنهج) للكفاءأت والخبرات، يفوق الوصف (بالقبح) ويختلط بالأحقاد والتشفي والهمجية…!!
*قلنا من قبل أن الدولة السودانية، ظلت تستثمر في (الطاقات البشرية) وتصرف الأموال الضخمة من تعليم إلى توظيف إلى تدريب، لأجل إحداث التنمية الإقتصادية وإحراز (الرفاهية الإجتماعية)، لكن كل ذلك يذهب (هباء) تحت عجلات السياسة الطاحنة..!!*
*إهدار الموارد البشرية يعني كساح التنمية ويتبعها الإنهيار الإقتصادي والتضخم والعجز المزمن في الموازنة العامة والتهتك الإجتماعي إلى آخر سلسلة (الإنهيار العام)، وأخيراً الحصاد المر وهو (الدولة الفاشلة).. ثم ماهو مؤلم أن تحجم مؤسسات التمويل الدولية عن توفير (دعومات مالية)، طالما هي ترى الداء المزمن المتمثل في إهدار الموارد البشرية، التي ينبني عليها تقدم وتطور الوطن…!!*
*مايحدث الآن من إهدار (بالجملة) للكفاءآت البشرية، سيصيب التنمية الوطنية في مقتل، ولن يستطيع القادمون الجدد، تحقيق أي إنجازات، بحكم (ضعف خبراتهم)،وبالفعل فهاهي النتائج تظهر تباعاً، وليس ذلك فقط، فقد (تعرًت) حقائق من صدعوا رؤوسنا بالأمس وهم ينتقدون ويبخسون الأداء العام للنظام السابق، ويظهرون بمظهر (الخبراء الأفذاذ) فإذا هم اليوم لايساوون ولو (ربع كفاءة) الخبرات السابقة، إن لم تكن خبراتهم أصلاً (صفراً كبيراً)… وغداً سيعرفون الفرق الكبير بين السابق واللاحق، وسيصرخون وسيبحثون عنهَم ولن يجدونهم…!!*
*تحدث وكتب وصاح معارضو الأمس وحكام اليوم، وأظهروا النظام السابق وكأنه عليل (بالصمم والعمي والضحالة)، واليوم وهم على كراسي الحكم، يكتشف الشعب أن رؤوسهم (حاسرة) فلا إبداع ولاعبقرية، غير هذا (الوحل المضحك) في مضغ مفردات مثل النظام البائد والكيزان الحرامية،وسنعبر وسننتصر، فما أتعسها ( مسكنة) وماأبخسه متكأ وشماعة…!!
*إنها أمراض السياسة، يدفع ثمنها الوطن والشعب، وعندما تجد مراتعها في الديمقراطية، يكون المشهد أكثر فجيعة وقبحاً، وربما في الغد القريب يأتي من يسقي حكام اليوم من ذات الكأس وقد يأتي محتواه (أشد مرارة) من سابقه…!!

*سنكتب ونكتب…!!!*

التعليقات مغلقة.