شــــــــوكــة حـــــــــوت_ شيــطـان التفـاصــيـل_ ياسرمحمدمحمود البشر
*كل المعارك والحروب التى شهدها العالم لم تنهِ بالقوة العسكرية ولم تحسمها البندقية بما فيها الحربين العالمتين الأولى والثانية وتعتبر البندقية مجرد وسيلة للوصول إلى غاية أخرى وكل الحروب فى العالم إنتهت بإتفاقيات ومعاهدات بعد أن يقوم الساسة بسحب البساط من تحت أرجل العسكر ويجلسون ليتحاوروا ويتفاوضوا على جماجم الضحايا وأنين الجرحى وخراب الحرب فيتم الإتفاق على معاهدات ترضى طموح الساسة قبل كل شئ وبعد ذلك تضع الحرب أوزارها وهناك بعض الشرائح من مصلحتهم إستمرار النزاعات والصراعات المسلحة فللحرب عندهم مصالح ومكتسبات ومآرب أخرى*.
*وحتى لا نذهب بعيدا فإن الإتفاق الموقع بالأحرف الأولى بين الحكومة الإنتقالية بالسودان وحركات الكفاح المسلح والذى سيتم التوقيع النهائى عليه فى الثانى من إكتوبر القادم بعاصمة دولة جنوب السودان قد يؤدى إلى إدخال السيوف فى أغمادها ببعض المناطق منها النيل الأزرق ودار فور ومهما كان الثمن فإن الصلح كله خير ومن يأبى الصلح فهو نادم نادم لكن هناك بعض الأصابع والجهات الإستخباراتية تعمل جاهدة لإجهاض مسيرة السلام ويتم التخطيط لها فى نار هادئة من أجل إشعال نار الحرب والفتنة مجددا مع العلم أن الحكومة الإنتقالية بشقها المدنى وحركات الكفاح المسلح والجبهة الثورية كانوا يعملون من أجل إسقاط نظام المخلوع عمر البشير وكان لهم ما أرادوا فعلام هذه الضجة والجلبة طالما أن الهدف الأسمى هو السودان الوطن الواحد*.
*ويمكن القول أن معظم الموقعين على إتفاقية جوبا قد وقعوا إتفاقيات مع النظام البائد من لدن أبوجا ونيفاشا وجاءوا إلى الخرطوم وكان همهم المناصب وليس قضايا الوطن والمواطن وعادوا من حيث أتوا بعد أن واجهوا الحقيقة المجردة والآن تم توقيع جوبا ومن المؤكد أن الحديث عن المحاصصة فى السلطة يسبق الحديث عن الخدمات والتنمية وغدا ستأتى هذه المجموعات الموقعة وكل مجموعة تطالب بحصتها فى مجلس الوزراء والمجلس السيادى والمجلس التشريعى والمشاركة فى حكم الولايات ولو وجدوا فرصة (ألفة) فى فصل دراسى (بأضان الحمار أو كوع النملة) لتنافسوا عليها وتكون هموم المواطن وتقديم الخدمات له فى ذيل القائمة وفى المقدمة تكون المشاركة فى السلطة هى بيت القصيد*.
*ما أسهل عملية التفاوض والحوار فى ظل وجود الوسطاء وما أسهل الوصول إلى إتفاق وما أسهل الإحتفال بتوقيع الإتفاق وما أسهل عملية تبادل الإتفاقيات مع تبادل الإبتسامات الصفراء وما أصعب تنفيذ ما أتفق عليه على أرض الواقع وما أصعب الخوض والحديث عن التفاصيل لأن الشيطان يكمن فى التفاصيل تفاصيل كل شئ تفاصيل دمج القوات وتفاصيل العقيدة العسكرية وتفاصيل التمثيل والمشاركة وتفاصيل وضع الرجل المناسب فى المناسب وتفاصيل جبر الضرر المادى وأشياء أخرى سيحين الكلام عنها فى حينها*.
نــــــــــص شــــــــوكــة
*بمجرد التوقيع على إتفاقية سلام جوبا تكون الثورة السودانية قد طوت نسخة الثورة الأولى الممهورة بدماء الشهداء وتكون الفترة الإنتقالية المنصوص عليها بالوثيقة الدستورية قد إنتهت وتكون الوثيقة الدستورية ذات نفسها قد إنتهت صلاحيتها وتبدأ مرحلة ما بعد توقيع إتفاقية جوبا ستأتى وجوه أخرى وسيناريوهات أخرى ويبدأ مسلسل آخر من السير على المضمار*.
ربــــــــع شــــــــوكــة
*(ديك شرارة فى دبة فزارة القلوب أَبْنّها والكلاب نَبْحّنَها)*
yassir.mahmoud71@gmail.com
التعليقات مغلقة.