إيجاز خاص عبر الإنترنت مع المبعوث الأمريكي الخاص للسودان توم بيرييلو

ماسة نيوز : وكالات

إيجاز خاص عبر الإنترنت مع المبعوث الأمريكي الخاص للسودان توم بيرييلو

وزارة الخارجية الأمريكية
إيجاز خاص

المركز الإعلامي الدولي في لندن

مدير الحوار: طاب يومكم جميعا من المركز الإعلامي الدولي في لندن التابع لوزارة الخارجية الأمريكية. أود أن أرحب بالمشاركين معنا الذين انضموا إلينا من مختلف أنحاء العالم للمشاركة في هذا الإيجاز المسجل مع المبعوث الأمريكي الخاص للسودان توم بيرييلو. ويناقش المبعوث الخاص الجهود الأمريكية الطارئة لإحلال السلام وإنهاء الحرب والأزمة الإنسانية في السودان بشكل فوري.

يسعدنا أن نقدم ترجمة فورية للإيجاز باللغة العربية، لذا نطلب من الجميع التنبه إلى ذلك والتحدث بروية. نستهل الإيجاز ببعض التصريحات الافتتاحية من المبعوث الخاص ثم ننتقل إلى أسئلة الصحفيين المشاركين.

أترك الكلام الآن للمبعوث الخاص بيرييلو. تفضل يا حضرة المبعوث بيرييلو.

المبعوث بيرييلو: شكرا يا ليز. أود أن أشكر الجميع على انضمامهم إلى هذا الاتصال لأن حجم الأزمة في السودان لم يلق انتباها دوليا أو إعلاميا بصراحة، سواء كان ذلك من الصحافة الغربية، أو الأفريقية أو العربية أو غيرها. لذا تعني لي مشاركتكم اليوم الكثير.

أنا أدعى توم بيرييلو وأشغل منصب المبعوث الأمريكي الخاص للسودان وتشرفت كثيرا بطلب الرئيس بايدن والوزير بلينكن مني تولي هذا الدور في فترة بالغة الإلحاح. لقد قمنا في خلال هذه الرحلة بزيارة سودانيين في أوغندا وأثيوبيا وكينيا وجيبوتي ومصر، كما اجتمعنا مع نظرائنا الأفارقة ونقوم حاليا بزيارة نظرائنا في المملكة العربية السعودية قبل أن ننتقل أخيرا إلى الإمارات العربية المتحدة. الشعب السوداني موحد وواضح أكثر من أي وقت مضى، فهو يريد أن تنتهي هذه الحرب على الفور وأن يتاح وصول المساعدات الإنسانية بشكل كامل. يريدون استعادة مستقبلهم. وعلينا نحن جميعا المهتمون بالشعب السوداني، أينما تواجدنا في العالم وهذه المنطقة، أن نتولى بشكل طارئ مشروع إنهاء هذه الحرب وتجنب الأسوأ مع هذه المجاعة الدائرة ومنح الشعب السوداني فرصة تحديد مستقبله بنفسه.

أتطلع إلى الإجابة على أسئلتكم والمناقشة معكم. شكرا.

مدير الحوار: شكرا يا حضرة المبعوث بيرييلو. ننتقل الآن إلى قسم الأسئلة والأجوبة من إيجاز اليوم. ونأخذ السؤال الأول من الأسئلة التي تم إرسالها مسبقا وهو من خوانيتا سالا من بيزنس أند فايننشال تايمز في غانا، وهي تسأل: “ما أولويات مشاركتكم الدبلوماسية في السودان، وبخاصة بالنظر إلى الآثار غير المباشرة الممتدة عبر القرن الأفريقي؟”

المبعوث بيرييلو: شكرا على هذا السؤال يا خوانيتا. يتمثل هدف هذه المهمة بإحلال السلام وإحلاله الآن، وأعتقد أن هذا هدف كافة المدنيين السودانيين الذين تحدثنا إليهم وهدف نظرائنا في الحكومات في مختلف أنحاء المنطقة. هذه حالة طارئة، إذ نشهد بالفعل علامات المجاعة في مختلف أنحاء السودان. لقد سمعنا عن فظائع مروعة، ولا سيما ضد النساء والأطفال، وأعمال تجنيد قسري وحتى عبودية في هذا الصراع الذي يجب أن ينتهي. ونحن الآن نشهد حالة مفجعة مع اقتراب موسم الأمطار ويمكن أن يسوء الوضع أكثر بكثير وقد وصلت الأزمة الإنسانية بالفعل إلى نقطة الانهيار.

لذا يبقى الحل الفعلي الوحيد هنا إسكات البنادق، ولن يتطلب ذلك من الجنرال البرهان والجنرال حميدتي التوصل إلى اتفاق بهذا الشأن فحسب، ولكنه يتطلب أيضا من كافة الأطراف في مختلف أنحاء المنطقة أن يكونوا شركاء في السلام. وبخاصة الأطراف التي تؤجج الصراع بدلا من تغذية جهود السلام. نحن بحاجة إلى هذا التوافق الآن. وأعتقد أن هذه هي الرسالة أولا وقبل كل شيء وقد سمعناها من الشعب السوداني ونظرائنا في مختلف أنحاء المنطقة.

مدير الحوار: شكرا. ننتقل الآن إلى سؤال من محمد ماهر من المصري اليوم في مصر، وهو يسأل: “كيف تنوي الولايات المتحدة التنسيق مع الشركاء الدوليين والإقليميين لتعزيز جهود السلام في السودان؟”

المبعوث بيرييلو: شكرا. لست… عفوا، نعم. شكرا على هذا السؤال يا محمد. لقد شهدنا العديد من الجهود المهمة بالفعل في مختلف أنحاء المنطقة. وأعتقد أن الدور الذي لعبته السعودية في استضافة محادثات جدة قد يجمع بعض العناصر التي تظهر في القاهرة والمنامة وأماكن أخرى. ولكننا بحاجة إلى استئناف المحادثات الرسمية ونأمل أن يحدث ذلك مع انتهاء شهر رمضان وأن تشمل تلك المحادثات الجهات الفاعلة الإقليمية الرئيسية والأصوات الرئيسية من الداخل، وأن نتمكن من التوصل إلى هذا الاتفاق لإنهاء العنف وإتاحة الوصول الكامل للمساعدات الإنسانية.

إذا نتطلع إلى استئناف تلك المحادثات مع انتهاء شهر رمضان.

مدير الحوار: شكرا. ننتقل الآن إلى سؤال مباشر مع محمود أبو بكر من أخبار الشرق. تفضل بطرح السؤال يا محمود.

المبعوث بيرييلو: لست أسمع السؤال إذا كان يتم طرحه.

مدير الحوار: لا أسمعه أيضا. دعونا نعود…

المبعوث بيرييلو: أعتقد أنك تستخدمين وضعية الصامت يا إيليزابيث.

مدير الحوار: شكرا، سنعود إلى محمود في وقت لاحق. سنأخذ أحد الأسئلة التي تم إرسالها مسبقا وهو من جمال بدوي من إندبندنت أرابيا، وهو يسأل: “ثمة الكثير من المبادرات والاقتراحات لحل الأزمة. كيف تنظرون إلى هذه المشكلة؟”

المبعوث بيرييلو: نحن نعتبرها فرصة. أعتقد أن حقيقة وجود العديد من المبادرات المختلفة تعكس القلق المتزايد في مختلف أنحاء المنطقة وتبين مدى إلحاح الوضع. بصراحة، كنا نتمنى لو بدا الأمر ملحا من قبل، ولكن الرسالة الواضحة التي وصلتني من أوغندا وإثيوبيا وكينيا وجيبوتي ومصر هي أن الجميع يدركون اتجاه هذه الأزمة نحو نقطة اللاعودة. ويعني ذلك أن الجميع بحاجة إلى وضع الخلافات جانبا والاتحاد لإيجاد حل لهذا الصراع.

أتحدث كل يوم مع سودانيين فروا من الصراع الدائر ويصفون ما يحصل بأنه “الجحيم على الأرض” وأنا أقتبس كلامهم ويتحدثون عن الموت الوشيك. ثمة انقطاع في الاتصالات في العديد من المناطق، مما يعني أن الناس لم يتمكنوا من التحدث إلى أفراد أسرهم منذ فترة طويلة ولم نحصل على بيانات موثوقة حول عدد من يموتون بسبب سوء التغذية.

لذا علينا أخذ الدروس المستفادة من هذه المبادرات واعتبار حقيقة أن الكثيرين يريدون محاولة حل هذا الصراع أمرا جيدا والاستفادة من ذلك لاستئناف المحادثات الرسمية وإنهاء هذه الحرب.

مدير الحوار: شكرا. نعود الآن إلى محمود من الشرق ليطرح سؤاله. تفضل يا محمود. تفضل يا محمود الخط مفتوح. حسنا، سنأخذ…

المبعوث بيرييلو: تستطيع كتابة السؤال في خاصية الدردشة أيضا يا محمود. هذه مقاربة أخرى يا ليز.

مدير الحوار: شكرا، سنأخذ أحد الأسئلة التي تم إرسالها مسبقا وهو من ثامو كابيسا من قناة أس آي بي سي أفريقيا في جنوب أفريقيا، وهو يسأل: “تحدثت العديد من النساء الأسبوع الماضي عن تعرضهن لانتهاكات على أيدي قوات الدعم السريع بسبب إثنيتهن. ما هو رد الفعل الأمريكي على ذلك؟”

المبعوث بيرييلو: معاملة النساء في السودان في وضع مزر، والحال كذلك منذ بداية هذا الصراع. وقد رأينا ذلك من قبل للأسف . لقد زرت السودان للمرة الأولى في العام 2004 أثناء الإبادة الجماعية في دارفور، حيث شهدنا العنف العرقي والقائم على النوع الاجتماعي والقائم على العنصرين معا أحيانا. لقد شهدنا فترات تم في خلالها استهداف مجموعات سكانية مثل المساليت، ونعلم أن النساء تحملن الوزر الأكبر من ذلك الاستهداف من خلال العنف الجنسي وكذلك من خلال الطريقة التي تستمر بها الأزمة الإنسانية.

لقد تحدثت إلى امرأة فرت مؤخرا ووصفت لي كيف يتعين على النساء الخروج إلى الحقول للعثور على طعام لعائلاتهن، وغالبا ما يتعرضن للاغتصاب ثم يعدن إلى المنزل ويضطررن إلى العودة إلى الحقل عينه في اليوم التالي. هذه الانتهاكات مروعة. لا ينبغي أن تنتهي فحسب، بل ينبغي أيضا مساءلة مرتكبي هذه الفظائع ومن يقومون بقيادة هؤلاء المرتكبين والسيطرة عليهم.

مدير الحوار: شكرا، وقد كتب محمود سؤاله في خاصية الدردشة، وهو يسأل: “هل تنوون الاجتماع بقيادة القوات المسلحة السودانية أو قوات الدعم السريع؟”

المبعوث بيرييلو: نحن نعتبر المشاركة مع كافة الأصوات مهمة ولا شك في أننا نعتبر أن تلك القيادات تلعب دورا رئيسيا، ومن المهم أيضا أن نرى شركاء مستعدين ليكونوا جزءا من عملية السلام. أعتقد أن الجنرال البرهان على وجه الخصوص يلعب دورا في ضمان وصول المساعدات الإنسانية والمضي قدما في عملية السلام، ونحن نعلم أنه ثمة فرص لتحقيق ذلك.

وأعتقد أنه ثمة توافق حول اتخاذ القرار بشأن وحدة السودان وتمتعها بجيش محترف وقوي وموحد وبشأن تمكن الشعب السوداني من تحديد مستقبله. وسنجلس مع كافة الجهات الفاعلة المستعدة للمساعدة في تحويل هذا المستقبل إلى حقيقة.

مدير الحوار: شكرا، سنأخذ السؤال التالي من الدردشة، وهو من ساره العريفي، وهي صحافية في هيئة الإذاعة السودانية، وهي تسأل: “هل كان لفرض الولايات المتحدة عقوبات مؤخرا أي تأثير مباشر أو أحدث أي تغيير في مسار الحرب؟”

المبعوث بيرييلو: نعتقد أن كان لها تأثير. نعتقد أن العقوبات كانت مؤثرة، سواء على الأفراد أو على بعض البنوك والكيانات الأخرى التي كانت تدعمهم. وأعتقد أن كافة المشاركين في هذا الصراع، سواء داخل السودان أو خارجه، يدركون جيدا رغبة الولايات المتحدة في التأكد من فرض تكلفة على من يدعمون هذه الانتهاكات المروعة وينفذونها، من اغتصاب وتجويع السكان وغير ذلك من الفظائع، ونحن نبذل جهدا للعمل مع من يحاولون بناء سودان أفضل وأكثر سلاما.

هل نعتقد أن العقوبات قد أنهت الحرب؟ لا، وهذا ما يكسب جهود السلام أهميتها. ولكن من المهم أيضا أن تعرف تلك الجهات الفاعلة أنه ثمة عواقب لارتكاب هذه الفظائع المروعة. ويأخذنا ذلك إلى ما ذكرته في البداية عن التغطية القليلة جدا لهذا الوضع المروع. التغطية تزداد، وأعتقد أنه كلما زاد اهتمام العالم واهتمام المنطقة بالفظائع التي تحدث للشعب السوداني، تتعزز العقوبات التي سبق أن فرضت وتلك التي قد تفرض في المستقبل إذا استمرت الفظائع.

مدير الحوار: شكرا، سنأخذ أحد الأسئلة التي تم إرسالها مسبقا عن موضوع العقوبات أيضا، وهو من آية سيد من رؤية نيوز، وهي تسأل: “لقد أعلنت الولايات المتحدة عن فرض عقوبات على قادة الميليشيات التي ارتكبت جرائم ضد المدنيين السودانيين، ولكن من الواضح أن تلك العقوبات لم توقف الفظائع. إذن ما هي التدابير الأخرى التي يمكن للولايات المتحدة أن تعتمدها لمحاسبة مرتكبي جرائم حرب؟”

المبعوث بيرييلو: ليست الولايات المتحدة وحدها مسؤولة عن ذلك، إذ يتعين على العالم بأسره أن يشارك في عملية المحاسبة هذه، وسيتحمل الشعب السوداني أيضا جزءا كبيرا من ذلك متى يقرر ما يريده أن يكون جزءا من مستقبله. لا شك في أنه ثمة تحقيقات جارية وقد تنتهي في المحكمة الجنائية الدولية أو في مجالات أخرى، وأعتقد أن الناس يريدون فعلا وقفا لإطلاق النار الآن والبدء بعملية السلام. ثمة الكثير من الأسئلة التي سيتعين على الشعب السوداني الإجابة عليها في السنوات القادمة.

ولكنني أعتقد أن الولايات المتحدة كانت لاعبا بناء لناحية تحديد العواقب على مرتكبي هذه الفظائع، وقد أوضحنا أنها قد تستمر بالتأكيد. نعتقد أن العقوبات قد ردعت بعض الجهات الفاعلة، سواء في الداخل أو الخارج. ولكننا غير راضين ولن نكون راضين قبل أن ينتهي الصراع وتتاح للشعب السوداني فرصة العودة والشعور بالأمان في بلاده وعودة الشعور برؤية ملهمة جدا للسودان الذي كان يتم بناؤه قبل بضع سنوات بناء على العمل الملهم والشجاع للمدنيين السودانيين ومطالبتهم بتحديد مصيرهم.

مدير الحوار: شكرا. سنأخذ أحد الأسئلة التي تم إرسالها مسبقا، وهو من محمود عيسى تردا محمد من تريبيون إيكوس من تشاد، وهو يسأل: “ما هي أولويات الإدارة الأمريكية في السودان؟”

المبعوث بيرييلو: تتمثل أولى أولوياتنا بالتوصل إلى اتفاق سلام ينهي العنف ويضمن وصول المساعدات الإنسانية الكاملة إلى كافة المواطنين على الفور ويعيد البلاد إلى عملية الانتقال المدنية التي خاطر الشعب السوداني كثيرا للتوصل إليها قبل مجرد عامين. نحن نؤمن بأن المستقبل ممكن، ونعتقد أن هذا رأي الشعب السوداني. يقال إنه ثمة الكثير من الخلافات بين السودانيين، ومن الصحيح أنك تجد خلافات نشطة لسنوات عديدة في أي دولة عندما نصل إلى مستوى معين من السياسة. ولكن خلف هذه الخلافات وحدة مذهلة بين السودانيين حول ما يريدونه. لقد التقيت بأكثر من مئة سوداني من مختلف أطياف المجتمع المدني في هذه الرحلة، ويريد كل منهم الشيء عينه، وهذه هي الطريقة التي نسند عليها سياستنا الأمريكية. يريدون إنهاء الحرب والوصول إلى الخدمات الإنسانية الأساسية والتمتع بالكرامة لتحديد مستقبل يتضمن قوة مسلحة سودانية قوية وموحدة وإتاحة الفرصة للناس لتحديد مستقبلهم.

مدير الحوار: شكرا. سنأخذ أحد الأسئلة التي تم إرسالها مسبقا، وهو من صحفي حر في جنوب السودان يدعى ريتشارد سلطان، وهو يسأل: “هل ستشمل أي محادثات سلام مستقبلية بين الأطراف المتحاربة داعميهم الخارجيين؟”

المبعوث بيرييلو: لقد كنا واضحين جدا بشأن ضرورة أن تكون محادثات السلام شمولية. ويتضمن ذلك التأكد من مشاركة شركائنا الأفارقة، سواء من القادة الأفارقة الرئيسيين في المنطقة أو الجهات الفاعلة متعددة الأطراف، مثل الهيئة الحكومية للتنمية (إيقاد) والاتحاد الأفريقي. ونعتقد أيضا بضرورة مشاركة زملائنا في دول الخليج في المحادثات حول مستقبل السودان، وأنا متواجد الآن في المملكة العربية السعودية وسأتوجه بعد ذلك إلى الإمارات العربية المتحدة.

إذا نحن نعتقد بضرورة أن تكون الجولة القادمة من المحادثات الرسمية شمولية، ولكن يجب أن يشارك فيها أشخاص جادون فعلا بشأن إنهاء الحرب وإعادة البلاد إلى الشعب السوداني ومستقبله. وإذا تمكنا من جمع هذه المجموعة، ستتمكن من المساعدة في إنهاء هذه الحرب في غضون أسابيع وليس أشهر. ولكن سيتطلب الأمر مستوى أعلى بكثير من الإرادة السياسية منا جميعا، ولا يمكن أن تتحمل الولايات المتحدة وزر ذلك بمفردها. ولكننا نأمل أن تشارك كافة الجهات الفاعلة في الحل، بما في ذلك من ارتبطوا بالشؤون السودانية تاريخيا واليوم.

مدير الحوار: شكرا. سنأخذ أحد الأسئلة التي تم إرسالها مسبقا، وهو من شربل بركات من الجريدة الكويتية، وهو يسأل: “ما تقييم وزارة الخارجية الأمريكية لتأثير الوجود الإيراني على النزاع الدائر في السودان؟”

المبعوث بيرييلو: تحدثت الكثير من التقارير العامة حول دور إيران في هذا الأمر، ولا شك في أننا فهمنا من الشعب السوداني أنه لا يرغب في أي شيء مماثل وهذا النوع من المشاركة الخارجية، بما في ذلك من خلال بعض العناصر المتطرفة التي كانت متواجدة في البلاد في السابق. أعتقد أن هذا الأمر يثير الكثير من المخاوف. لا شك في أننا سنتابع المسألة وقد سمعنا عنها في خلال محادثاتنا مع السودانيين وفي مختلف أنحاء المنطقة. وهذا مجرد مثال واحد لموضوع قد يؤدي بالفعل إلى وضع كارثي ويكون وقودا تغذي النار التي تحول هذا الوضع إلى حرب إقليمية.

وأعتقد أن هذا أحد العناصر الذي أدى إلى زيادة الإرادة السياسية لدى القادة في المنطقة ليدركوا ضرورة أن نعمل معا ومع السودانيين لحل هذه الأزمة. وأعتقد أن الأمر يبدأ من مستوى الفظائع والقرب من المجاعة كل يوم. ويعتقد البعض أننا وصلنا بالفعل إلى هذا المستوى. ونجد الجهات الفاعلة الخارجية تلعب دورا متزايدا هي الأخرى ولا تمثل المستقبل الذي يتطلع إليه الشعب السوداني.

مدير الحوار: شكرا. سنأخذ أحد الأسئلة من الدردشة، وهو من سايمون ماركس من بلومبرغ نيوز، وهو يسأل: “ما مدى قلقكم إزاء انضمام الفصائل الإسلامية المتطرفة من المجتمع السوداني إلى صفوف القوات المسلحة السودانية وتورط إيران في دعم الجيش؟”

المبعوث بيرييلو: تمثل إرادة الشعب السوداني نقطة الانطلاق بالنسبة إلينا، والواضح هو أنه ثمة إجماع بهذا الشأن. وعلى الرغم من كافة الكلام حول الانقسامات، الإجماع بين السودانيين بشأن ما يريدونه مذهل. يريدون نهاية هذه الحرب وإسكات البنادق والوصول الكامل للمساعدات الإنسانية. ويريد من فروا أن يتمكنوا من العودة ويريدون مرحلة انتقالية مدنية توصلهم إلى نوع الديمقراطية والمستقبل الذي يريدونه جميعا.

يفيد ذلك المنطقة بأكملها. يستطيع أن يكون السودان الديمقراطي المستقر الذي يتمتع بجيش قوي وموحد ركيزة للاستقرار في المنطقة، ولكننا نتجه بدلا من ذلك إلى وضع تترابط فيه الكثير من الجهات الفاعلة على ما يبدو ونشهد عودة العناصر المتطرفة التي قضى الشعب السوداني على معظمها من المنطقة بشجاعة كبيرة ولوقت طويل. وأعتقد أنه يتعين علينا جميعا أن نجتمع حول هذه المسألة ونحاول إنهاء هذه الحرب، أولا لمنع وقوع كارثة إنسانية فعلية وأعمال العنف الدائرة، وأيضا للتأكد من أن السودان سيستعيد المستقبل الذي يستحقه.

مدير الحوار: سنأخذ أحد الأسئلة التي تم إرسالها مسبقا، وهو من سوزي الجنيدي من الأهرام المصرية، وهي يسأل: “كيف يمكن أن تتعاون الولايات المتحدة مع مصر ودول المنطقة للتعامل مع النقص في الغذاء والوضع الإنساني السيئ؟”

المبعوث بيرييلو: كانت زيارتي إيجابية جدا مع نظرائنا المصريين قبل يومين، ولا شك في أنهم يعرفون مدى خطورة الأزمة لأنهم استقبلوا نصف مليون لاجئ من هذه الأزمة. هم يفهمون ما يعنيه انعدام الاستقرار، وليس على الحدود فحسب، بل عبر منطقة البحر الأحمر في الواقع. ولقد لمست جدية عميقة لدى الحكومة المصرية بشأن إنهاء هذه الحرب وضمان وجود مرحلة انتقالية مستقرة مستقبلا، وأعتقد أننا نستطيع أن نكون شركاء بناءين وقد ذكرنا أن عليهم أن يكونوا جزءا من استئناف المحادثات في المستقبل.

مدير الحوار: سنأخذ أحد الأسئلة من الدردشة، وهو من محمد عثمان من بي بي سي، وهو يسأل: “هل تنوون إجراء محادثات مع الإسلاميين، بما فيهم حزب المؤتمر الوطني المشارك في القتال؟”

المبعوث بيرييلو: نحن نستمع إلى مجموعة كبيرة من الناس، وأعتقد أن هذا المصطلح يحمل معان كثيرة بالنسبة إلى الكثيرين في هذا السياق. نحن نحاول أن نستمع إلى ما يريده الناس في مختلف أنحاء البلاد. وأعتقد أنه ثمة الكثير من القلق بشكل عام بشأن عودة قادة الأنظمة السابقة. ولكن أعتقد أنه ثمة اهتمام بتجميع العناصر التي توصلنا إلى عملية السلام.

يهمني أن أستمع في المقام الأول في هذه الجولة إلى النساء والشباب والعديد من الأفراد الشجعان الذين ينشؤون غرف استجابة لحالات الطوارئ ويبذلون جهودا أخرى للحفاظ على الأرواح وإنقاذ جيرانهم وأصدقائهم في الوطن والذين لم يسمعوا خبرا من بعضهم منذ وقت طويل جدا. وأعتقد أن هذه فرصة لئلا يستفيد أي عنصر مما يحصل لاستعادة السلطة، ولكن ليجتمع الشعب السوداني بدلا من ذلك واستعادة المسار الذي كان يسير عليه من قبل.

وأعتقد أننا يجب أن نطلع في خلال هذه العملية على الأصوات من مختلف الأطياف السودانية، إذ نسمع من هناك مدى رغبتهم في أن تتوقف هذه الفظائع. لقد رأينا تقريرا آخر على شبكة سي إن إن يوم أمس أو قبل يومين حول التجنيد القسري للرجال والفتيان من قبل قوات الدعم السريع على مستوى منهجي. لقد سمعنا الخارجين من دارفور يصفون المنطقة بالجحيم على الأرض. هذا ما نحتاج إلى التركيز عليه وهو ما ينهي ما يحصل، وليس العناصر التي ترغب في أن تكون جزءا من ترتيب تقاسم السلطة أو العودة إلى السلطة. نحن بحاجة إلى تمكين الشعب السوداني من إنشاء عملية للمضي قدما تمكنهم من الإجابة على مجموعة من الأسئلة التي يجب أن يحددها الشعب السوداني.

مدير الحوار: سنأخذ أحد الأسئلة من الدردشة، وهو من خالد النور من إيلاف السودانية، وهو يسأل: “لقد ذكرت أن الولايات المتحدة ستتفاوض مع كافة الأطراف النشطة، ولكنكم ذكرتم في بيانات صحفية في السابق أنكم لن تتواصلوا مع أفراد من النظام السابق والإسلاميين. كيف يمكن أن تتوقف الحرب بدون التفاوض معهم؟”

المبعوث بيرييلو: ثمة سبل كثيرة لتحقيق ذلك. أعتقد أننا نشهد الآن فرصة ليجتمع قادة قوات الدعم السريع والقوات المسلحة السودانية معا ويتوصلوا إلى هذا الاتفاق. ثمة جهات فاعلة إقليمية قادرة على الاجتماع معا ومساعدة الشعب السوداني في المطالبة بالمستقبل الذي يريده. وأعتقد أن من يتدخلون، وسواء كانوا من المتطرفين أو أطراف أخرى، ليسوا بناءين لهذه العملية. لا أعتقد أنهم جادون بشأن عملية السلام.

لذا عندما نرى أشخاصا جادين في رغبتهم في أن يشكلوا جزءا من مستقبل سلمي وديمقراطي للسودان، سنرغب طبعا في المشاركة معهم. ولكن عندما يستغل الناس هذه الفرصة ويستغلون الشعب السوداني، يعكسون الأمور. إذا سيتعلق الأمر بسلوك كافة الأطراف الفاعلة، ولكنني أعتقد أن هذه هي اللحظة التي سيرى فيها الناس المفاوضات تتسارع لأننا نقترب جدا من وقوع الأزمة. وأعتقد أن هذه فرصة لمعرفة من الجاد بشأن السلام وبشأن المستقبل الذي يريده الشعب السوداني ويستحقه.

مدير الحوار: إذا لدينا متسع من الوقت لسؤال واحد بعد، وهو من آية سيد من رؤية نيوز، وهي تسأل: “ما هي احتمالات التوصل إلى تسوية سياسية لهذا الصراع؟ هل يمكنكم جمع كافة الأطراف حول طاولة المفاوضات؟”

المبعوث بيرييلو: نحن نعتبر الوقت مناسبا للقيام بذلك الآن. نأمل أن نتمكن من استئناف المحادثات الرسمية قريبا، ونعتقد أنه من المرجح أن يتمخض ذلك عن عملية جدة، ولكنه يستفيد أيضا من الدروس والتقدم الذي تم إحرازه في المنامة والقاهرة وأديس أبابا ومع إيقاد وعناصر أخرى. هذا الوقت حاسم لتجتمع هذه العناصر معا.

في حال كان ثمة أي ذرة أمل من هذه الرحلة… لا شك في أنها كانت رحلة صعبة جدا لأننا ندرك مدى فظاعة الوضع بالنسبة إلى الشعب السوداني، ولكن إذا كان ثمة بصيص من الأمل، فهو الشعور بالإلحاح ويبدو أن ذلك يحظى بمشاركة قوية، وبخاصة من جانب الشعب السوداني، ولكن أيضا من جانب نظرائنا الأفارقة وفي الخليج. ونعتقد أن ذلك يمنحنا فرصة جديدة لإيجاد طريق للسلام الذي يعكس ما يريده الشعب السوداني. ونعتقد أيضا أن الوقت مناسب للقيام بذلك. نحن ننتظر كل أسبوع بدون التوصل إلى اتفاق سلام يجعل احتمال المجاعة أبعد، وتستمر الفظائع التي نعرف أنه تم توثيقها.

لذلك نعتقد أن هذا هو الوقت المناسب لإجراء محادثات شاملة. نحن نعتقد أنه ثمة فرصة لإفساح المجال لاتفاق سلام في ضوء بعض الديناميكيات المتغيرة، ويمكن لهذا الاتفاق أن يصمد ويوفر مسارا للمضي قدما يلبي مصالح الشعب السوداني.

مدير الحوار: ونختتم بذلك اتصال اليوم. أود أن أشكر المبعوث بيرييلو على انضمامه إلينا وأود أن أشكر كافة الصحفيين على المشاركة. في حال كان لديكم أي أسئلة بشأن اتصال اليوم، يرجى التواصل مع المركز الإعلامي

التعليقات مغلقة.