تصريحات للسفيرة ليندا توماس غرينفيلد في خلال إيجاز لمجلس الأمن الدولي بشأن المخاطر على الأمن الغذائي في السودان

ماسة نيوز:وكالات


بعثة الولايات المتحدة إلى الأمم المتحدة
مكتب الصحافة والدبلوماسية العامة
بحسب إلقائها
20 آذار/مارس 2024

شكرا سيدي الرئيس. اسمحوا لي أن أبدأ بتوجيه الشكر للمديرة وسورنو ونائب المدير العام مارتينا ونائب المدير التنفيذي سكاو على إيجازاتهم للمجلس بشأن الأزمة الإنسانية التي تسبب بها النزاع الوحشي وغير المبرر، وأتطلع إلى الاستماع إلى بيان المبعوث إلى السودان الذي انضم إلينا اليوم.

وبصريح العبارة، يحتاج الشعب السوداني إلى وصول المساعدات الإنسانية بشكل كامل وبدون عوائق، وهو بحاجة إلى أن يحصل ذلك بشكل فوري. وكما سمعنا لتونا، يعاني عدد قياسي من السودانيين يبلغ 18 مليون نسمة من انعدام الأمن الغذائي الحاد، وسيعاني العديد منهم من انعدام الأمن الغذائي الكارثي في الأشهر المقبلة إذا لم يحصلوا على مساعدات إنسانية عاجلة.

لذلك نكرر اليوم دعوة المجلس من خلال القرار رقم 2724 ولا نكتفي بحث الأطراف على ضمان وصول المساعدات الإنسانية على الفور وبدون عوائق فحسب، بل نحثهم أيضا على الشروع في مفاوضات مباشرة ووقف الأعمال العدائية، إذ لا يمكن أن نأمل في تخفيف الأزمة الإنسانية التي يواجهها الشعب السوداني إذا لم نعالج المسبب الجذري لها.

ونعيد بذلك التأكيد على تحديدنا ارتكاب أفراد القوات المسلحة السودانية وقوات الدعم السريع جرائم حرب في السودان.

نطلب من الأطراف القيام بالمزيد لحماية المدنيين بشكل نشط في كافة الظروف واحترام حقوق الإنسان والامتثال لالتزاماتها بموجب القانون الإنساني الدولي.

ونحث القوى الإقليمية على الكف عن توفير الأسلحة للأطراف المتحاربة في السودان بشكل فوري ونذكرها بأن الأمم المتحدة تفرض حظرا ملزما على الأسلحة في دارفور.

ونؤكد على حظر تجويع المدنيين كوسيلة من وسائل الحرب.

وبطبيعة الحال، وفيما نطالب بإنهاء هذا الصراع، نطالب أيضا بإغاثة الشعب السوداني بشكل فوري ونشير إلى مدى أهمية وصول الجهات الفاعلة الإنسانية إلى كافة المدنيين المحتاجين بغض النظر عن مكان تواجدهم، وذلك لتجنب وقوع كارثة أكبر.

ونجدد في هذا الصدد دعوة القوات المسلحة السودانية إلى إعادة فتح كافة المعابر الحدودية مع تشاد على الفور وبشكل كامل للأغراض الإنسانية، وأهمها معبر أدري الحدودي. وأود أن أشير إلى أننا سمعنا اليوم أن السلطات السودانية قد تكون قد أعادت فتح هذا المعبر الحدودي،وهذه علامة جيدة إذا كان الخبر صحيحا، ولكن لا يمكن أن يكون لمرة واحدة. طرق الوصول البرية القليلة عبر الحدود من تشاد وجنوب السودان غير كافية بكل بساطة، وفتح الحدود مع تشاد بشكل كامل هو الخيار الوحيد لإتاحة تدفق كمية كبيرة من المساعدات الإنسانية.

ويتعين على مجلس الأمن اتخاذ إجراءات سريعة لضمان تسليم المساعدات المنقذة للحياة وتوزيعها والنظر في كافة السبل المتاحة، وبما في ذلك التفويض بآلية عبور عبر الحدود، في حال لم تتراجع القوات المسلحة السودانية عن قرارها بالحد من الوصول عبر الحدود بشكل عاجل.

حضرات الزملاء، ليس من يحتاجون إلى المساعدات وحدهم في خطر، بل أيضا من يسلمون تلك المساعدات. لقد فقد عدد كبير جدا من العاملين الإنسانيين حياتهم أثناء مساعدة من هم على شفير الهاوية. لا ينبغي استهداف العاملين في مجال المساعدات الإنسانية أو مهاجمتهم أثناء محاولتهم تلبية الاحتياجات الملحة للشعب السوداني، بل ينبغي حمايتهم.

ونحث أيضا الجهات المانحة الأخرى على زيادة تمويل الاستجابة الإنسانية للأمم المتحدة بشكل كبير.

الولايات المتحدة هي أكبر جهة مانحة للمساعدات الإنسانية للاستجابة إلى ما يحصل في السودان والدول المجاورة، وقد قدمنا أكثر من 968 مليون دولار منذ أيلول/سبتمبر 2023. ولكن لم تتم تلبية أكثر من 5% من نداء الأمم المتحدة الإنساني من أجل السودان، وهذا أمر غير مقبول. نبقى ملتزمين بمساعدة الشعب السوداني، ولكننا لا نستطيع القيام بذلك بمفردنا.

حضرات الزملاء، لقد تحدثت كثيرا عن زيارتي لمخيم أدري للاجئين حيث التقيت بالنساء والأطفال الفارين من العنف في السودان. ولو تمكنت من رؤيتهم مرة أخرى اليوم، لقلت لهم إن المجتمع الدولي يبذل قصارى جهوده لإنهاء معاناة الشعب السوداني وإن العنف والجوع ينحسرانوسيكون كل شيء على ما يرام.

لا أستطيع أن أقول ذلك الآن. لذا يتعين علينا القيام بالمزيد من أجل هؤلاء الذين التقيت بهم في تشاد ومن أجل ملايين السودانيين الذين يطلبون المساعدة. وعلينا القيام بذلك الآن.

شكرا سيدي الرئيس

التعليقات مغلقة.