زيارة ناظر عموم المسيرية الزرق لمنطقة البطحة / دميك بغرب كردفان

تقرير : الصادق محمد / علي بيتر

  • منطقة حلة برنو بالإجماع … تتصدر الأمن والتعايش السلمي والقبول بالآخر

  • العموديات : أدينا القسم (عرب ونوبة) أن نحافظ علي السلام والأمن

تشكل منطقة البطحة ـ دميك بولاية غرب كردفان ، إحدى القرى في المنطقة، حيث تعد أنموذجاً في التعايش السلمي والسلم الإجتماعي بين سكان المنطقة والقري المجاورة لها وهم أمنون على ممتلكاتهم وأرواحهم، لا سيما وأن بها نحو إثنين وعشرين ألف نسمة من مختلف القبائل بغرب كردفان، وتبرز حلة برنو كإحدي أهم منطقة تتصدر الأمن والتعايش السلمي والقبول بالآخر.

وزادت أهمية منطقة البطحة / دميك في أعقاب الحرب التي أندلعت في الخامس عشر من أبريل من العام 2023 م، ففي أعقاب الأسبوع المنصرم قام ناظر عموم المسيرية الزرق الأستاذ / الصادق الحريكة عزالدين بزيارة لها برفقة عدد من رجال الإدارة الأهلية وأعيان المنطقة، وإلتقي عددا من المواطنين، حيث تناولت الزيارة قضايا الأمن والإستقرار والتعايش السلمي.

 ناظر عموم المسيرية الزرق الأستاذ / الصادق الحريكة عزالدين، لفت الإنتباه إلي غياب هيبة الدولة، وقال في ظل هذا الغياب، علي الإدارة الأهلية واللجان المجتمعية أن تقوم بدورها وتملأ  الفراغ ، وأضاف نحن معكم وندعمكم ونقف من خلفكم حتي تحافظوا علي أمن المنطقة، مشيراً أن الحرب دمرت الوطن ومزقت نسيجه الإجتماعي.

الخرطوم كانت في يوم من الأيام مصنع قرار العرب والأفارقة الآن دمرت بسبب الحرب.

وأكد الحريكة أن منطقة البطحة / دميك بها أكثر من (22)  قبيلة متعايشة ومتفاهمة في ظل الوضع الراهن وأمن بقوله هذا هو المسار والمنفذ الحقيقي لسلام المنطقة لابد أن تحافظوا علي هذا التنسيق الجميل وخص بالحديث شباب المنطقة وحثهم علي الإجتهاد والتشدد علي محاربة ومكافحة الظواهر السالبة التي أصبحت أمر واقع بسبب إنفراط عقد الأمن، وحيا جميع اللجان والإدارات الأهلية بالمنطقة واشاد بدور الشباب ووعيهم الكبير مشيداً بنموذج منطقة حلة برنو للتعايش السلمي داعياً أن يعمم هذا النموذج كل المنطقة وما أحوجنا لذلك.

الصادق : في غياب هيبة الدولة علي الإدارة الأهلية واللجان المجتمعية أن تقوم بدورها وتملأ الفراغ

وتناول الصادق خلال حديثه عدداً من الموضوعات التي تخص مواطني المنطقة، مبيناً أن مدينة بابنوسة تعتبر واحدة من مناطق الإستنارة بكردفان وكنا نفتخر ونباهي بها، وسعينا كإدارة أهلية أن نجنبها الحرب ولكن شاءت إرادة الله وإندلعت الحرب فيها الآن ودمرت مبانيها وبنيتها التحتية.

المواطنون نزحوا منها وهذه هي إفرازات الحرب لذلك أوصيكم أن تحافظوا علي تعايشكم هذا حتي تجنبوا منطقتكم ويلات وإفرازات الحرب السالبة.

واكد أنهم في الإدارة الأهلية للمسيرية من دعاة التعايش السلمي معلناً ندعمه لكل المبادرات التي تحقق هذا الهدف، متطرقاً إلي النزاع بين المسرية وحمر بقوله : (خلافنا مع أهلنا (حَمَرَ) يجب أن يحل بالطرق السلمية وليس بالعنف والحرب. وظللنا ندعو لذلك منذ بداية الخلاف بيننا وحتي الآن.

أما مشكلة لقاوة الأخيرة مع أهلنا النوبة ما زلنا نقول أن لقاوة تسع الجميع وأن المسيرية لوحدهم لا يستطيعوا أن يعيشوا فيها ولا النوبة أو الداجو يستطيعوا العيش بمفردهم حكمة الله إقتضت أن نعيش كلنا فيها وهذا يتطلب من الجميع أن يتعايشوا ويتفاهموا ويقبلوا ببعض.

هذا وكان ناظر عموم المسرية الزرق في مستهل حديثه قدم إعتذاره لتأخره في  الزيارة بسبب كثرة المشاكل بالمناطق الأخري، وأبان (لكن رغم غيابنا أنتم مجتمع منظم ومرتب وبوحدتكم حافظتم علي أمن منطقتكم لذلك تستحقوا كل الشكر والتقدير.

  • الصادق : بابنوسة تعتبر واحدة من مناطق الإستنارة بكردفان ونفتخر بها وسعينا كإدارة أهلية أن نجنبها الحرب

  • عمودية دميك والعنينات

وكيل عمودية دميك العمدة صلاح كوه، رحب بزيارة ناظر المسيرية الأستاذ الصادق الحريكة عزالدين الي المنطقة، وأكد تمسك كل مكونات المنطقة بالتعايش السلمي لأنه المخرج الوحيد لحفظ أمن منطقتنا وقد أدينا القسم كلنا (عرب ونوبة) علي أن نحافظ علي السلام والأمن.

من جانبه قال وكيل عمودية العنينات عبدالرحمن سلم، عندما إنطلقت الحرب الأخيره تعاهدنا كلنا كسكان لهذه المنطقة علي أن نحافظ علي تعايشنا الإجتماعي وأمن منطقتنا وتم تكوين لجنة من كل فئات المجتمع لحفظ الأمن والسلم ومحاربة الظواهر السالبة والحمدلله الآن منطقتنا تعيش في أمن وإستقرار أفضل من غيرها.

في غضون ذلك أستعرض مقرر نظارة المسيرية الأستاذ / موسي أحمد شايب، حالة الأمن والإستقرار في منطقة برنو بإعتبارها نموذجاً للسلام الإجتماعي والتعايش السلمي، ودعا شايب إلي تعميم هذه التجربة علي كل مجتمع المسيرية، وأعلن أن الإدارة الأهلية تدعم كل مبادرات التعايش السلمي لأن الوضع الراهن يتطلب منا الوحدة وتفويت الفرصة علي الأعداء، مشيداً بتجربة اللجان التي أشرفت علي تجربة نجاح فكرة الأمن والإستقرار بمنطقة البطحة دميك.

  • ترحيب بالزيارة

أما رئيس لجنة العرف والصلح بالمنطقة عبدالحميد حسن، فرحب بزيارة الناظر الصادق وبشره أن مجتمع منطقة البطحة / دميك محتمع متفاهم ومدرك لأهمية التعايش السلمي لذلك متمسكين به وكل مشاكلنا الداخلية يتم حلها عبر قانون العُرف وبالتراضي التام.

فيما أشار رئيس لجنة أمن المجتمع سليمان الطالب، إلي عدد القبائل بالمنطقة والبالغ (22) قبيلة كلها مؤمنة بأهمية التعايش السلمي وهذا ما ساعد علي نجاح تجربة (مجتمع برنو) للتعايش السلمي إنسجام الشباب مع الإدارة الأهلية، مبيناً أن المنطقة أستقبلت عدداً كبيراً من نازحي الحرب بصدر رحب والآن يعيشون في أمن وطمأنينة.

الصادق : خلافنا مع أهلنا (حَمَرَ) يجب أن يحل بالطرق السلمية ولقاوة تسع الجميع

إلي ذلك عبر رئيس شباب المنطقة حماد أبوالقاسم حسن، عن شكره للناظر الصادق وزيارته التفقدية ووقوفه علي أحوال رعيته، وأكد حماد أن شباب المنطقة بمختلف إثنياتهم وتوجهاتهم السياسية علي قلب رجل واحد ومتمسكين بالتعايش السلمي لأنه المخرج الوحيد لإستقرار المنطقة، واضح أن مجتمع حلة برنو يعتبر أنموذجاً للسلام الإجتماعي والتعايش السلمي في ظل هذه الحرب، مجدداً تمسكهم بوحدة المججتمع المحلي وفق تفاهم وإنسجام مع الإدارة الأهلية، من أجل حفظ الأمن بمنطقة دميك مشيراً إلي تكوين لجنة من الشباب والإدارات الأهلية والتي أصدرت عدداً من القرارات المهمة لمحاربة الظواهر السالبة وحفظ الأمن، من ضمنها التشدد علي منع حمل السلاح داخل السوق ، مؤكداً أن هذه القرارات وجدت إستجابة كبير من الشباب والمواطنين.

التعليقات مغلقة.