شخصية تشربت بالقيم والمورثات السمحة …. الدكتور عبدالله عبدالكريم 

القاهرة : الفريق شرطة / عبدالله محمد عمر

أفضال أولاد الشيخ عبدالكريم جبريل على أهلهم المسيرية.

مواصلة لهذا الموضوع فإن ضيفنا الثاني من أولاد الشيخ عبدالكريم هو العالم البروفسور الدكتور الطبيب عبدالله عبدالكريم والذي نشأ أيضاً في ضرا والده وأعمامه وتشرب بذات القيم والمورثات السمحة بل وزاد على ذلك العلم حيث بدأ دراسته بمدرسة المجلد الأولية الشرقية ثم مدرسة رجل الفولة الأميرية الوسطى ثم مدرسة خورطقت الثانوية ثم جامعة الخرطوم وتخرج في كلية الطب.

عمل في بداية حياته العملية طبيباً في مستشفيات كل من السوكي، الدويم، المناقل ثم مستشفى الخرطوم ثم إلى مستشفى ود مدني مديراً لها ومحاضراً بكلية الطب بجامعة الجزيرة.

تجدر الإشارة هنا إلى أن مواطني السوكي والدويم المناقل طالبوا بالغاء نقله عبر شكاوي وصلت لوزير الصحة مما يؤكد أنه كان طبيباً إنساناً وشخصية متميزة لا توجد منها نسخة نظراً لما قدمه لأهالي تلك المناطق من خدمات جليلة.

ظل ضيفنا يقدم الخدمات الطبية للأهل بتلك المناطق بل كان يحضر الي الخرطوم كل ما سمع بأن هناك حالة مرضية مستعصية لاي شخص من الأهل ويقف بنفسه على ذلك.

قاد الدكتور عبدالله الكثير من القوافل الطبية الي مستشفيات المنطقة المختلفة لعلاج الأهل في كل التخصصات وأذكر أنني ذهبت معه مرة في قافلة لمناطق كجيرة، بابنوسة، الدبب ومناطق أخري.

كانت داره تعج بالأهل الذين يحضرون الي العلاج عندما كان بالخرطوم وكذلك داره في مدني بعد إنتقاله إليها حيث الخدمات الطبية في سخاء دون منّ أو ضجر ، هذا بجانب أن داره الرحيبة كانت عبارة عن داخلية للطلاب من أهله وعموم الأهل وخرجت هذه الدار العشرات منهم الطبيب والقانوني والإقتصادي وغيرهم.

كان لضيفنا الكريم القدح المعلي في تصديق كلية الطب بجامعة غرب كردفان مستقبلاً، علاقاته كطبيب وعضواً بنقابة أطباء السودان.

قدم الطبيب الإنسان عبدالله الكثير من المعدات الطبية والعينات والأدوية لمستشفيات المنطقة عامة، كما جلب الأطباء الإختصاصيين لهذه المستشفيات.

ظل ضيفنا يحضر إلي المنطقة في إنجازاته الراتبة ومعه الأدوية النادرة والمنقذة للحياة  فكانت دارهم عبارة عن عيادة للأهل كل الناس على مدار الساعة.

مثلما كانت داره الرحيبة قبلة للأهل لدواعي العلاج والإستشفاء كانت أيضاً قبلة لهم في ظروف الحرب الماثلة عندما خرج الناس من الخرطوم فاوت هذه الدار العديد من الأسر والعشرات من الناس بالترحاب والبشر.

البروفسور عبدالله عبدالكريم شخصية نادرة تمتاز بحسن الخلق والهدوء والرزانة والتوازن والإستقامة، وذلك بشهادة الجميع وكل من عاصره وعاش أو تعامل معه في  والإبتسامة لا تفارقه ولم يكن في يوم من الأيام طرفاً في أي خلاف مع شخص ما. طيلة حياته بل كان ودوداً ، خلوقاً ليتجسد فيه قول الشاعر :

إنما الأمم الأخلاق ما بقيت فإن هم ذهبت أخلاقهم ذهبوا

وقال من قبله رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم (إنما بعثت لاتمم مكارم الأخلاق).

الحديث عن الشخصية يطول ويطول ولعل الأهل الكرام قد أكدوا في مناسبات عديدة ومواقف مختلفة رضائهم التام والكامل عنه.

أطال الله في عمره ومتعه بالصحة والعافية وأثابه بالفردوس الأعلى من الجنان بقدر ما قدم لأهله ومنطقته ووطنه من جليل أعمال وخدمات.

التعليقات مغلقة.