دينقا زمان …. الشيخ عبدالكريم جبريل

عضو هيئة علماء غرب كردفان

أفضال أبناء الشيخ عبد الكريم جبريل على أهلهم المسيرية، عمنا الشيخ عبدالكريم جبريل من العمالقة القامات السامقه المشهود لها بالجود والكرم والإقدام في ديار المسيرية فضلاً علي أنه من أهل الله المشهود لهم بالتقوى والورع  ومخالفة الله.

زوجته عمتنا طيبة الذكر الحاجة فاتيتي المرأة العصامية العفيفة الشريفة التقية النقية وكانت دارهم في المجلد مضيافة مفتوحة للأهل والضيوف، وكما قيل وراء كل رجل عظيم أمرأة.

رزق الله هذه الأسرة الكريمة مجموعة من البنين والبنات عكفوا على تربيتهم على التقوى والصلاح وحسن الخلق أصبحوا أعلاماً في المجتمع وقدموا لأهلهم ما لم يقدمه غيرهم وهذا هو موضوعنا في هذا المقال وسنتطرق لما قدمه كل واحد منهم على حدا.

الشيخ عبدالرحمن عبدالكريم جبريل دوحة الظلال الوارفة ويعتبر من الجيل الثاني الذي درس بمدرسة المجلد الأولية الغربية في الثلاثينيات بعد نشأته في ضرا والده وعمه الفكي العارف بالله البحر الغريق وكليهما رجال تقوى وورع ودين وحكمة.

كانت دارهم الرحيبة تستقبل الضيوف والأهل على مدار الساعة فأكتسب منهم الشيخ عبدالرحمن الشهامة وإكرام الضيف والحكمة والدروس والعبر خلال مناقشاتهم للمسائل الإجتماعية المختلفة في هذه المجالس العامرة.

عمل ضيفنا الكريم بالتجارة في مدينة بابنوسة بولاية غرب كردفان وهو من أوائل تجارها وكان دكانه قبلة للأهل الذين يتوافدون من كل المناطق حول بابنوسة ثم إنتقل منها الي منطقة ناما حيث دكانه عامراً أيضاً بالأهل وتٌحل فيه المشاكل الأهلية والإجتماعية وبعدها إنتقل الى مدينة المجلد ومازال دكانه عامراً يقوم بذات الأدوار تجاه الأهل.

كان الشيخ عبدالرحمن يراعي الله في نشاطه التجاري وإتصف بالأمانة والشفافية والنزاهة ممتثلاً لقول الله تعالى : (أوفوا الكيل والميزان).

 لضيفنا الكريم نشاط  إجتماعي آخر، حيث عمل رئيساً للمحكمة الشعبية في مدينة بابنوسة نظراً لتجرده وشفافيته وعدله بين الناس.

تم إختياره أيضاً رئيساً للمجلس الشعبي لمدينة المجلد لأنه خيار من خيار وحقق نجاحات مشهودة في ذلك.

ضيفنا الكريم كان حاد الذكاء وحاضر البديهة لأنه أخذ من آباءه الحكمة والحنكة والحصافة وأدي ذلك لإختياره رئيساً  للجنة العرف لإلمامه بالمورثات والقيم الإجتماعية وقضايا الأهل العرفية وكان قوي الشخصية في قراراته المنسودة بالسوابق وقاد هذا العمل مع زملائه القامات الأستاذ الهرم مصطفى النعيم وبروف العرف بشتنة محمد سالم طيب الله ثراهما.

قادوا هذا العمل لفترة طويلة مما أدى إلى الإستقرار القبلي للأهل كما كانوا يطلبون للمؤتمرات العرفية والمصالحات الكبيرة على مستوى ولايات كردفان ودارفور.

ما زال الشيخ عبدالرحمن مرجعية للعرف حتى الآن للإستئناس برايه السديد كرمز من رموز أولاد عمران، الفضلية والعجايرة المسيرية وظل وسيظل مكان ثقة وإحترام وتقدير للجميع… متعه الله بالصحة والعافية.

ضيفنا الكريم مرحاً وودوداً ويمتاز بالطرفة والنكتة … ويحضرني في هذا المقام أنني زرته في دار شقيقه الدكتور عبدالله الكلاكلة عند حضوره الخرطوم وسألته عن الأهل والبلد ومعاش الناس فقال لي : ( السنة دي الحمدلله الناس كويسين والخريف جاء مشرف والبلد شبعانة لكن الحكومة بقت لينا زي أمنقور)، يقصد بذلك أن الحكومة تأخذ من المواطن زكاة وضرائب وعوائد كثيرة من المحصول ولا تقدم آية خدمات للمواطن شأنها شان طائر أمنقور المعروف فهو في الصيف ضعيف وفي الخريف ضعيف أيضاً رغم توفر الماء والأكل.

من هذه السيرة العطرة لضيفنا الكريم ورغم أنها مقتضبة فإنه قد قدم لأهله ووطنه الكثير لينطبق عليه قول الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم (خيركم خيركم لأهله).

اسأل الله مخلصاً له طول العمر والصحة والعافية وهو ما زال يعطي ويعطي ولم ينزل المعاش كالموظف رغم قد أعطي وما أستبقي شيئاً.

 ولله درك أيها الهرم “ود عبدالكريم جبريل”

التعليقات مغلقة.