الجنون الذي لا يقود إلا لمزيد من الجنون

بقلم / دكتور : سليمان آدم "مجار"

إليك عني،  المقاومة الشعبية ستفشل أو على أقل تقدير ستؤدي إلى نتيجة مختلفة عن تلك التي أرادها هؤلاء القوم.

قرار إعلان المقاومة الشعبية ماهو إلا إمتداداً لتخبطات ممتدة منذ صبيحة إعلان الحرب كما أثبتت الأيام هذا الإفتراض، وبالتالي فإن إعلان الحرب كان هو التخبط الأكبر أو الخطأ المميت  fatal mistake” في سلسلة التخبط هذه.

بهذا الأخطاء والتخبطات دمروا منزلك، قضووا على مصدر دخلك، جعلوك نازحاً أو لاجئاً واليوم يريدون الإجهاز عليك من خلال أعطاك بندقية والزج بك في معركة ! معركة من ؟ إنها معركتهم هم بكل تأكيد. تلك المعركة التي أشعلوها ليدشنوا عودتهم للسلطة على جماجم خصومهم.

ثم الآن يسترخصون كل تلك التضحيات ويريدون منك أن تموت !  نعم أن تموت من أجل كرامتهم. أي أنانية تلك ؟ وأي قوة عين هذه ؟.

المقاومة كما يريدها هم ستظل خطأ آخر في سلسلة أخطاءهم وتخبطهم. هم، أعلنوا العداء لكل المنظمات الإقليمية والدولية ودول المنطقة لمجرد تخمينات لا تمت للحقيقة بصلة ثم كان ذلك خطأ فادحاً ضرب عزلة مريرة على قادة العسكر وطموحهم الخائب في السلطة.

دفعوا القوة السياسية دفعاً لتأكد صلاتها بالدعم السريع ليستأثروا بالجيش وعندما فعلت تلك القوى عادوا يتباكون ويلطمون الخدود لأن قوى سياسية وطنية تقاربت مع قوى يفترض أنها أجنبية وغازية…. إلخ.

دمروا كبرى شمبات التاريخي لأن أحدهم أعتقد أن بتدميره لن تتمكن (المليشا) من فزع بعضها البعض في أمدرمان. بل ذهب لأكثر من ذلك في تعديد فوائد تدمير الكبرى في أن المليشا لن تتمكن من الهروب عبره إلى دول الغرب الأفريقي الكبير! الآن مر أكثر من شهرين ولم تهرب المليشا ولم يحقق الجيش إنتصاراً وكان ذلك أيضاً خطأ فادحاً.

ثرثر أحدهم ربما يكون منتش ربما يكون واع ، أن المليشا تستفيد من مصفاة الجيلي في الحصول على الوقود اللازم لحركة سياراتهم … إلخ. والآن دمروا المصفاة لكن المعركة لم تتوقف ، والدعم السريع لم يخسر أو على الأقل لم يتراجع خطوة إلى الوراء. ولكن ثبت جلياً أن قرار تدمير المصفاة كان خطأ فادحاً وتخبط مريع.

ستثبت الأيام أن عملية مليشة الشعب ، والزج بالمواطنين في أتون حرب خاسرة عبر ما يعرف بالمقاومة الشعبية سيكون خطأ فادحاً آخر أو على الأقل سيؤدي إلى نتيجة أو نتائج أكثر مصادفة وعشوائية، لأن من يقود المشهد مرضى بداء الكراهية والتعصب والتطرف “والمتطرفون لا ينتصرون بالضرورة” أو كما قال صامويل هنتجتون.

التعليقات مغلقة.