دلالات … إعلان ميلاد المقاومة الشعبية
دكتور : سليمان آدم إبراهيم (مجار)
يبدو جلياً أن إعلان المقاومة الشعبية هو الحلقة الأخيرة في مسلسل مقاومة الأقلية الوارثة لجهاز دولة ما بعد الإستعمار التي صارت تعرف بدولة (٥٦)، دلالات إعلان ميلاد المقاومة الشعبية في الشمال يعني عملياً إعلان هزيمة وموت المؤسسات التقليدية المحتكرة للعنف في الدولة أو على الأقل فقدان الثقة فيها، وبالتالي فشل وتداعي عملية استخدام الجيش كأداة للاستيلاء على السلطة ومنعها من التداول بين مستحقيها من بقية الشعوب السودانية مؤقتاً.
الإيجابي في الموضوع “ده أنو بؤشر” لإمكانية إستقلال الجيش من الأيدلوجيا (الجهواثنية) في يوم من الأيام خاصة إذا ما روعي فيه التمثيل العادل لكل السودان على كآفة الهياكل والمستويات.
أكثر من ذلك إعلان المقاومة الشعبية تحت رايات القبائل (بؤشر) لحاجة كانت مركزية في الحياة العامة السودانية وهي أن الأحزاب السياسية، الحركات المتمردة، المؤسسات التقليدية المحتكرة للعنف في السودان…إلخ. ماهية إلا أقنعة تتخفى خلفها القبيلة في السودان. بمعنى آخر أن القبيلة كانت هي الوحدة البنائية طوال الوقت بينما يتم التلاعب بالعامة.
الدلالة الأهم في إعلان المقاومة الشعبية في (الشمال الجغرافي) أو (الشمال الإثني) وموافقة البرهان على تسليحها بواسطة أسلحة الجيش أو السماح لها بجلب السلاح من أي مكان كما ورد في خطابه الأخير هو إنتهاء مبررات قيام الحرب تماماً لأن السبب المعلن لمحاربة الدعم السريع في ١٥ أبريل هو إرغامه على الدمج فى الجيش منعاً وتفادياً لظاهرة (تعدد الجيش)، (محاربة المليشا)، إحتكار الدولة (لأدوات العنف)…إلخ.
وبالتالي فقدت الحرب ضد الدعم السريع مشروعيتها تماماً وحادت عن أهدافها المعلنة والمنشودة.
التعليقات مغلقة.