بدون زعل : لماذا تعثرت مفاوضات جدة ؟! ما لم يقله رواة الأخبار

عبدالحفيظ مريود

وفد الجيش يصر، فى نقاش وقف العدائيات، على تسمية (الإرتكازات) ، بدلاً عن (مناطق السيطرة). وفى حال التوقيع يتوجب على الدعم السريع الإنسحاب من هذه (الإرتكازات).

لكن الدعم السريع يؤكد بأنها ليست إرتكازات.. فلا يمكنك أن تعتبر ولايات كاملة ، مثلا ، إرتكازات. كما لا يمكنك أن تعتبر وادى سيدنا، المهندسين…الخ ، إرتكازات للجيش. وفى حال التوقيع : ” لن ننسحب منها إلى المعسكرات”، كما يقترح وفد الجيش.

استعانت الوساطة بخبير من إيغاد. جيفرى يارو ، من دولة زيمبابوى. تعده الأمم المتحدة والمنظمات الإقليمية خبيراً.عقد الخبير ورشة عمل لكل وفد على حدة.. قبل أن يجمع الوفدين فى ورشة عمل موحدة.. الخبير يؤكد إنه – على نطاق واسع – فإن ما يعقب وقف العدائيات هو “التجميد” Freezing، وليس ” الإنسحاب”.. ذلك يعنى عدم التمدد فى أراض جديدة.. لكن وفد الجيش يصر. ليخرج – فيما بعد – بما يطلبه المستمعون وهو “رفض الدعم السريع الخروج من منازل المواطنين والمؤسسات الحكومية”، وهى نغمة وأغنية، جد محبوبة.

شايف كيف ؟

لكن الأكثر حظاً من صمت وفد الجيش هو نقطتان فى المسألة الإنسانية وبناء الثقة. فى بناء الثقة المكون من أربع خطوات، تبقى خطوة القبض على رموز النظام السابق الهاربين من السجون، وقيادات الإسلاميين الضالعين فى تأجيج الحرب، هى الأبرز.. قدم وفد الدعم السريع قائمة تحوى 27 اسماً… وافق عليها وفد الجيش، على أنه استمهل الوساطة 10 أيام للتنفيذ.. وضمان أنه الجيش فعل ذلك هو أن يعلن عن الخطوة، يتم تصوير المقبوض عليهم داخل السجون، وعرض ذلك على الوساطة… بعد المهلة المطلوبة ، عاد وفد الجيش وطلب 10 أيام إضافية. وقد تم منحه المهلة، أيضا. لكنه عجز، لم يرد أن يلتزم بما وافق عليه، أعيته المسألة، كان يراوغ، وهو يعلم أنه لن يفعل… الخ ، كل ذلك وارد.. المهم أنه أعلن فشله فى تنفيذ النقطة الجوهرية فى خطوات بناء الثقة.

شايف كيف ؟

إنسانياً : بات واضحاً أن وفد الجيش يعرقل دخول المنظمات.. وحتى حين تدخل، فإن شاحنات كثيرة تبقى أياماً وأسابيع فى الإرتكازات التابعة للجيش..ليتم تحويلها إلى مناطق أخرى، بحيث لا تصل إلى الخرطوم، كردفان أو دارفور، مناطق سيطرة الدعم السريع. الأدهى هو طلب الجيش إلى الدعم السريع السماح بإدخال “مواد غير عسكرية” إلى المناطق “المحاصرة”.. قابل وفد الدعم السريع ذلك بالرفض، كما هو متوقع.

شايف كيف ؟

يساسق البرهان أملاً فى أن يستبدل منبر جدة بآخر ترعاه وتنظمه إيغاد. عشماً فى تجاوز مطبات منبر جدة ، التى برهنت لاجدية الجيش.. ومتعشماً – أكثر – فى أن تلعب المسيرات الإيرانية الجديدة، التى حصل عليها الجيش، والطائرات المصرية ، فى أن تقلب ميزان المشهد ، بحيث لن يضطر للتفاوض، سواء فى جدة أو غيرها.. بحيث أصبح شعاره (بل بس).

شايف كيف ؟

وفى غضون الثلاثة أشهر القادمة ، سيتضح ما إذا كان موضوع (البل بس) ، هذا ، قادراً على حل المسألة ، وإيقاف الحرب… أم أن نتائجه ستكون عكسية… إذ لا يجب التفكير فى أن “الطرف الآخر” سيكون منتظراً نتائج المسيرات الجديدة…فهو أيضاً – بالتأكيد – حصل على “عدة شغل” جديدة.

شايف ؟.

التعليقات مغلقة.