سقطت الإدارة الامريكية في أمتحان الأخلاق :عبدالعزيز يعقوب- فلادليفيا

١٢ اكتوبر ٢٠٢٣
ayagoub@gmail.com
هل الضمير الانساني يحمل قيم اخلاقية من ثوابت انسانية ودينية تسري على جميع الشعوب؟! ام هناك ازدواجية في المعايير ؟؟!
هذه اسئلة مشروعة من واقع الاحداث والاطروحات الفكرية التي يتضمنها الدستور الامريكي والاخلاق السياسية والاعراف الاجتماعية والفكر الليبرالي. سقطت الاقنعة وسقطت الادارة الامريكية بالمعايير التي كانت تسوق لها في سوق السياسة واصبحت تعاني من إضطراب كحال الرئيس بايدن!!!، لكن هل المشكلة في القيم الاخلاقية والمبادئ ام في إزدواجية المعايير ؟؟!! هل سقطت دعاوي حقوق الانسان وحماية الاطفال والمدنيين ؟؟!! هل سقطت دعوي إدارة التنوع واصبح التخويف والقهر الامريكي هو سيد الموقف؟؟!! هل تسيد قانون الغاب ان البقاء للاقوي ؟؟!!!
اسئلة طرحتها على صديق دراسة وعمل وهو ناشط في العمل السياسي والديني. فاجاب نحن الليبرالين الامريكان نؤمن بسيادة الدولة وحق مواطنيها في السيادة على أرضهم و إختيار النظام السياسي الذي ينشدونه لإدارة بلادهم.
واضاف بان المواطنيين لديهم حقوق وواجبات اهمها على الاطلاق
ان المواطنيين متساوون في الحقوق والواجبات على ضوء الدستور والقانون بغض النظر عن اللون والدين والجنس.
وان حرية الاعتقاد وحرية التعبير بشكل فردي او بشكل جماعي دون الاعتداء على حرية الاخرين، وان لهم الحق في اختيار ما يرونه مناسب لإدارة بلادهم في اطار القانون والدستور.
سألته عن التمييز العنصري واضطهاد الاقليات وحق الكفاح المسلح عند الليبراليون ؟؟؟
فقال نحن ضد التمييز العنصري واضطهاد الاقليات ونحن في الولايات المتحدة لدينا وثيقة الحقوق والواجبات برغم أنه في فترة تاريخية سابقة تم استعباد الافارقة الامريكان وتمت معاملتهم كرقيق وحدث لهم عزل اجتماعي واضطهاد غير مسبوق ولكن بعد ثورة مارتن لوثر كنج تغير الوضع كثيرا.
وافاد بأن الولايات المتحدة ساندت الشعوب المستعمرة ودعمت حق الكفاح المسلح بحسب قرارت الامم المتحدة وساعدت كثير من الدول في سابق عهد لنيل استقلالها والاستقرار.
سردت له قرارات الامم المتحدة بشان الكفاح المسلح كما يلي لفائده القاريء:
” 1. اعلان الجمعية العامة للامم المتحدة في القرار (١٥١٤) لسنة ١٩٦٠ بشان تصفية الاستعمار اقر بشرعية الكفاح المسلح الذي تقوده حركات الكفاح الوطني ضد الاستعمار والفصل العنصري والاحتلال الاجنبي، وقد تضمن هذا الاعلان حق تقرير المصير كحق قانوني وشرعية الكفاح المسلح.
2. قرار الجمعية العامة للامم المتحدة رقم(١٥٤١)لسنة ١٩٦٠ لتنفيذ حق تقرير المصير والمعايير المطلوبة لتحديد هوية الشعوب والاقاليم التي ينطبق عليها حق تصفية الاستعمار.
3. الاعتراف بشرعية نضال الشعوب الواقعة تحت الاستعمار وممارسة حقها في تقرير المصير بموجب قرار الامم المتحدة رقم (٢١٠٥) لسنة ١٩٦٥ ودعوة جميع الدول لتقديم المساعدة المادية لحركات التحرر الوطني التي تقع في الاقاليم المستعمرة.
4. اعلان التدخل غير المقبول بموجب قرار الجمعية العامة رقم(٢١٣١) لسنة ١٩٦٥ الذي يعتبر استخدام القوة لحرمان الشعوب من تحقيق هويتها الوطنية انتهاكا للحقوق غير القابلة للتنازل وينبغي علي جميع الدول المساهمة من اجل الاستئصال التام للاستعمار وجميع اشكاله.
5. اعلان الجمعية العامة في القرار (٢٦٢١) لسنه ١٩٧٠ رسميا اعتبار الاستعمار جريمة دولية واعادة التاكيد علي حق الشعوب في النضال ضد الاستعمار بجميع الوسائل الممكنة.
6. قرار الجمعية العامة رقم( ٢٦٢٥) لسنه ١٩٧٠ بإعلان مبادي القانون الدولي المتعلقة بالعلاقات الودية والتعاون بين الدول طبقا لميثاق الامم المتحدة الذي اعترف بمبدأ تقرير المصير كحق قانوني واكد علي واجب كل دولة الامتناع عن استخدام القوة لحرمان الشعوب من ممارسة هذا الحق.
7. توضيح الجمعية العامة في قرارها رقم (٣٠٧٠) لسنة ١٩٧٣ ان الشعوب التي تناضل ضد السيطرة الاستعمارية يحق لها استخدام جميع الوسائل بما فيها الكفاح المسلح.”
اكد صديقي علي كل هذه المقررات، وعندها سألته لماذا إذن تقف الولايات المتحدة مع اسرائيل وانتم تعلمون تمام العلم بانهم انتهكوا كل القرارات والقوانين الدولية.؟؟!!
قال لي صديقي ” انت تعلم بان حركة حماس حركة ارهابية تقوم علي الدين المتشدد وتمارس العنف والارهاب بحق الإسرائيلين وانت تري بانهم اسروا واختطفوا ولم يلتزموا بالعهود والمواثيق الدولية وقتلوا عدد كبير من الإسرائيلين المدنيين.
اجبت صديقي بالأرقام والإحصائيات البسيطة المتوفرة علي مواقع الامم المتحدة.
1. عدد القتلي من الاطفال الفلسطنيين منذ عام ٢٠٠٠-٢٠٢٢ علي يد الجيش الاسرائيلي ٢٢٣٠ طفل تقريبا.
2. عدد الضحايا الفلسطينيين منذ ١٩٤٨ يفوق ١٠٠ الف قتيل.
3. عدد المهجرين قسريا في العام ١٩٤٨ يفوق المليون فلسطيني من اجمالي مليون ٤٠٠ الف. إضافة الي تهجير ٢٠٠ الف فلسطيني قسريا في عام ١٩٦٧.
4. عدد الفلسطنيين المقيمين حاليا بالداخل يبلغ ٧.٥ مليون نسمة في فلسطين التاريخية وقطاع غزة مخيمات اللاجئين في الداخل.
5. عدد الفلسطنيين في المهاجر حاليا يبلغ حوالي ٧ مليون نسمة .
6. اقامت اسرائيل منذ العام ١٩٦٧ بعد ضم الضفة الغربية اكثر من ٢٠٠ مستوطنة يسكنها حوالي ٦٥٠ الف نسمة وتسعي الي رفع عدد المستوطنيين الي مليون نسمة بنهاية هذا العام برغم قرارات المجتمع الدولي بوقف التوسع في المستوطنات .
واخيرا قال لي صديقي بان الامر مختلف عما افكر به فيما يطرح علنا بالقانون والشرعية الدولية وان هناك عامل اخر اكبر من القانون والشرعية الدولية وهو عودة المسيح في ارض الميعاد.
هذه قناعات إيمانية لبعض المسحيين واليهود وسوف اعود اليها لاحقا، التحية للشعب الفلسطيني الذي احتلت ارضه وهجر قسريا، والتحية لشباب فلسطين وهم يدافعون عن الاطفال والنساء ويحترمون اخلاق الحرب فلا يقتلون امراة او طفل و لا يستهدفون المدنيين العزل.