البرهان هو العقدة والحل بعد 72 ساعة من رحيله

ماسة نيوز : وكالات

 

ظهر قائد قوات الدعم السريع بالسودان محمد حمدان دقلو الملقب بحميدتي ليؤكد أن خصمه قائد الجيش عبدالفتاح البرهان هو العقدة، وأن الحل يمكن أن يكون ممكنا فقط بعد اثنتين وسبعين ساعة من رحيله، في تأكيد جديد على أن الأزمة الحالية في السودان تكمن في الخلاف بين قائد الجيش ونائبه السابق.

وقال قائد قوات الدعم السريع “نعتذر للشعب السوداني بسبب تداعيات الحرب.. لسنا دعاة فتنة أو حرب ونريد السلام شرط تسليم البرهان وقيادات الجيش لأنفسهم”.

وربط مراقبون ظهور حميدتي بين مقاتليه بظهور البرهان قبل أيام بين جنود عبر فيديو بملابس عسكرية وهو مدجج بالسلاح وقابض على قنبلة يدوية بدائية في حركة استعراضية للإيحاء بالقوة، وخاصة باستمرار سيطرته على قيادة الجيش.

ويرسل حميدتي بإشارة واضحة إلى خصمه البرهان وإلى الدول المعنية بالملف السوداني بأنه موجود وهو من يقود المعارك ويتحكم باتجاهات الحرب، وأن لديه استعدادا لتحقيق السلام السريع إذا ما تمت إزاحة البرهان والمحيطين به.

 

ويرى المراقبون أن ظهور حميدتي، فضلا عن إظهاره في صورة القائد المناور سياسيا من خلال الاستعداد للسلام، يوجه رسالة قوية إلى قواته وأنصاره بأنه موجود وقوي وأن أي مسار للسلام لا قيمة له ما لم يحقق لقوات الدعم السريع المكاسب التي تقاتل لأجلها، وليس أقلها تحييد البرهان والمقرّبين منه عن القيادة.

ونشطت تصريحات القادة العسكريين في الفترة الأخيرة، وهو ما يوحي بأن الخيار العسكري يراوح مكانه، وأن لا أحد بإمكانه أن يمر إلى الحسم العسكري، وهو ما يعني توجيه رسالة غير معلنة فيها دعوة إلى تسريع المسار التفاوضي سواء في جدة أو برعاية أفريقية.

ومنذ يومين ظهر مساعد قائد الجيش السوداني الفريق أول ياسر العطا ليطلق اتهامات في كل اتجاه ويرفع من سقف الشروط والتهديدات سواء لقوات الدعم السريع ولقوى الحرية والتغيير داخليا، أو لكينيا خارجيا، وهي اتهامات رأى فيها المراقبون بأنها تخفي ضعفا وعجزا عن تحقيق مكاسب عسكرية نوعية.

وفي ظل المراوحة العسكرية الميدانية يميل محللون سياسيون إلى أن الطرفين العسكريين المتخاصمين في السودان سيكونان مضطرين للعودة إلى مسار جدة كونه المسار الذي يلاقي قبولا من مختلف الأطراف، عكس الرعاية الأفريقية للحوار التي يتحفظ عليها الجيش.

حميدتي يرسل إشارة واضحة إلى البرهان بأنه موجود وهو من يقود المعارك ويتحكم باتجاهات الحرب، وأن لديه استعدادا للسلام

وأعلن السفير الأميركي بالخرطوم جون غودفري الجمعة عن وصوله إلى السعودية للتشاور بشأن جهود حل أزمة السودان.

وقال غودفري في بيان نشرته السفارة الأميركية بالخرطوم “يسعدني أن أعود إلى السعودية للتشاور مع الشركاء بشأن الجهود المتعلقة بالسودان”، دون المزيد من التفاصيل.

والخميس، أعلن الجيش السوداني عودة وفده التفاوضي إلى البلاد للتشاور، فيما قالت قوات الدعم السريع إن وفدها باق في مدينة جدة السعودية.

وترعى السعودية والولايات المتحدة منذ 6 مايو الماضي مفاوضات غير مباشرة بين الجيش وقوات الدعم السريع أسفرت في 11 من الشهر ذاته عن أول اتفاق في جدة بين الجانبين للالتزام بحماية المدنيين.

كما تم إعلان أكثر من هدنة وقعت خلالها خروقات وتبادل للاتهامات بين المتصارعين، ما دفع الرياض وواشنطن إلى تعليق المفاوضات.

من جانبه، دعا حاكم إقليم دارفور مني أركو مناوي إلى “تكثيف الجهود لإيقاف الحرب في السودان وتحقيق الاستقرار”. جاء ذلك خلال استقباله عضو مجلس السيادة الطاهر حجر رئيس “تجمع قوى تحرير السودان” في مدينة الفاشر بولاية شمال دارفور.

وقال مناوي في تدوينة على فيسبوك “استقبلنا الطاهر حجر عضو مجلس السيادة الانتقالي ورئيس تجمع قوى تحرير السودان الذي وصل إلى مدينة الفاشر”. وأضاف “نسعى إلى عقد المزيد من اللقاءات والحوارات لإكمال مباحثات الخروج من الأزمة الواقعة من أجل أمن البلاد ووحدتها تحت هذه الظروف الحساسة”.

ويتبادل الجيش وقوات الدعم السريع اتهامات بالمسؤولية عن بدء القتال وارتكاب انتهاكات خلال الهدنات المتتالية.

وبين حميدتي والبرهان خلافات من أبرزها المدى الزمني لتنفيذ مقترح لدمج قوات الدعم السريع في الجيش، وهو بند رئيسي في اتفاق مأمول لإعادة السلطة في المرحلة الانتقالية إلى المدنيين.

ومنذ منتصف أبريل الماضي، يخوض الجيش وقوات الدعم السريع اشتباكات لم تفلح سلسلة هدنات في إيقافها، ما خلّف أكثر من 3 آلاف قتيل، أغلبهم مدنيون، ونحو 3 ملايين نازح ولاجئ داخل البلاد وخارجها، بحسب الأمم المتحدة.

ونشرت قوات الدعم السريع عبر صفحتها على موقع فيسبوك مساء الجمعة مقطع فيديو يظهر فيه حميدتي وهو “يخاطب جماهير الشعب السوداني العظيم، من ميدان المعركة متوسطاً جنوده”، على حد قولها. واعتبر حميدتي أن “قيادة الجيش تعمل بتعليمات من قادة النظام السابق في السودان”. وأضاف “نحن أبرياء من المتفلتين واللصوص

التعليقات مغلقة.