لماذا نتمسك بشعار لا للحرب و ندعوا الي وقف القتال :بارود صندل رجب/المحامي

ماسة نيوز : الخرطوم

ظللنا منذ اندلاع القتال ندعوا الي وقفه والجنوح الي الحوار والتفاوض ،،ادراكا منا بان الحرب ليست نزهة وان الدخول اليها ليس كالخروج منها ،، مع علمنا ان الضرورات تبيح الحرب احيانا لدفع ضرر اكبر ولكن استمرارها وتطاولها اصرارا لحسم ونصر مبين قد يتحقق ولكنه بكلفة عالية وارتدادات يصعب تداركها ،،لا سيما اذا كانت هنالك مجال لوقفها مبكرا بالتفاوض والحوار،، كأن يجنح احد طرفي القتال الي السلم او كليهما،، هذا من ناحية ومن ناحية اخري فان اي طرف في اي حرب لا بد ان له هدف ومقصد،،و قد تتعدد الاهداف ،، ففي حالتنا في حرب الخرطوم فان القوات المسلحة اجبرت علي القتال علي حسب زعمها،،دفعا لضرر واقع علي البلاد،،استيلاء ال دقلو علي السلطة بالقوة،،واختطاف الدولة لصالح قوي اجنبية ،، وبالتالي تعاملت من واقع مسئوليتها الدستورية والاخلاقية ووفق قانونها واعتبرت الدعم السريع قوة متمردة،، والسؤال الذي يطرح نفسه هل استطاعت القوات المسلحة احباط التأمر وقطعت الطريق علي القوة المتمردة لبلوغ مقصدها ؟
بعد حوالي اربعين يوما من الحرب المستعرة ،،نستطيع ان نقول ان القوات المسلحة تمكنت من استيعاب الصدمة والمباغتة وقلبت الامور راسا علي عقب وافشلت المخطط وامتلكت المباداءة وفي المقابل تراجع المعتدي،،،وفي الجانب الأخر الدعم السريع وحسب ادعائها فان دخولها الحرب قسرا هدف الي اجهاض انقلاب الفلول،، فعليه نستطيع ان نقول ان هذا الهدف قد تحقق الي حد ما بحسبان ان فلول النظام السابق من الصعوبة بمكان ان يعودوا الي الحكم فقد تباعدت المسافة بينهما بعد الاحداث الاخيرة بأكثر مما كان،،بغض النظر عن دورها المزعوم في صناعة الاحداث !!
اضف الي ما ذكرناه فان قيادة القوات المسلحة ومنذ امتصاصها الصدمة الاولي دعت الي السلام والحوار ووصفت الحرب بانها عبثية ،،ليس هذا فحسب بل ظلت تكرر في كل بياناتها وتدعوا منتسبي الدعم السريع الي القاء السلاح والالتحاق بالقوات المسلحة وفق الاسس والقواعد التي تحكمها ،وبالمقابل قبلت قيادة قوات الدعم السريع ايقاف القتال وفتح باب الحوار والتفاوض،، حتي انها تنازلت عن شرطها الاساسي المتمثل في ضرورة القبض علي القائد العام او قتله بل ذهبت الي ابعد من ذلك بقبولها الجلوس معه للتفاوض ،،،
اذن فما من مبرر موضوعي لاستمرار الحرب !!
ماسي وفظائع الحرب التي وقعت حتي اللحظة يصعب تعديدها،،كما وان ارتدادات الحرب بدأت تطل براسها،،اتساعها،،دخول عناصر قبلية او جهوية بما ينذر بالحرب الاهلية وان القوي الاجنبية القريبة والبعيدة تطربها اضعاف البلاد بل جعلها اثرا بعد عين ،،ولا يخفي علي احد استعداد طلائع الاجنبي بالدخول من باب وقف الحرب وحماية المدنيين من عنف الطرفين !! و من باب العمل الانساني الاغاثي ،،
لو ان قواتنا المسلحة تلقي السمع لدعاة استمرار الحرب ممن يدعون الوقوف معها في خندق واحد،، وهم زمرة من الاعلاميين والخبراء الاستراتيجين ونفر من السياسيين،،الذين يزينون الامر بان الدعم السريع قد انتهي امرها عسكريا وسياسيا وتحولت الي جيوب وشتات بلا قيادة ولا سيطرة تنهب وتدمر بلا هدف ولا مقصد ،،وان انتشارها في العاصمة دليل ضعفها وقلة حيلتها وان مسالة القضاء عليها وسحقها مجرد ايام معدودات وان الشعب علي قلب رجل واحد خلف قواتها وقادر علي الصبر والاحتمال مهما تطاولت الحرب ولا يقبل باقل من الابادة الكاملة للتمرد،، هذه الفئة لدوافع لا نعرفها تسوق البلاد الي حتفها وعلي فرض صحة رائها فان الواقع الذي يصعب حجبه يشير الي الكلفة العالية التي لا تستطع البلاد تحملها ولو تحقق النصر المبين !!
لا ندعي اننا ننتسب الي الخبراء الاستراتيجيين والعسكريين ولا الي العالمين ببواطن الامور ولكننا نحاول قراءة الواقع الماثل وما يحيط بها من ارتدادات داخلية وخارجية،،وناخذ ايضا بنبض الشارع انسان الشارع العادي المكتوي بنار الحرب ولسان حاله يقول اوقفوا الحرب،،لا للحرب،،
اضف الي ما ذكرناه فان تصريحات قادة القوات المسلحة،،وبالاخص تصريحات الفريق اول ياسر العطا الرجل الثالث في تراتيبية الجيش،،وتصريحات العميد الدكتور طارق الهادي هذه التصريحات الاخيرة تلقي بظلال من الشك حول قرب سحق كامل للتمرد واعلان النصر المبين،، قد يحتاج الانر بعض الوقت ،،،
لعل البعض لا يري فيما نقول الا هراء وباطلا محضا ومحاولة يائسة لانقاذ التمرد ،،ولكننا قد تطبعنا علي الا تغمنا المذمة ولا تفرحنا المدحة ،،قل هذه سبيلي ادعوا الي الله علي بصيرة ومن معي في المؤتمر الشعبي حتي يقضي الله امرا كان مفعولا،،
هل يكفي ما ذكرناه اسبابا معقولة تدعم جبهة لا للحرب اوقفوا الحرب ؟والسلام

التعليقات مغلقة.