بداية هشة لهدنة السودان … وتحذير أممي من تزايد “سريع جدا” لأعداد اللاجئين
ماسة نيوز : وكالات
شهدت الهدنة التي دخلت حيز التنفيذ يوم الاثنين 22/05/2023 في السودان ومن المقرر أن تستمر أسبوعا بداية هشة، إذ أفاد مراسلنا في العاصمة الخرطوم (إسلام عبد الرحمن) بتحليق مقاتلات في سماء المدينة واستمرار المواجهات في بعض المناطق.
وبعد خمسة أسابيع من المعارك الضارية بين الجيش وقوات الدعم السريع شبه العسكرية اتفق الجانبان يوم السبت على هدنة تستمر سبعة أيام بدأت في الساعة 9:45 مساء بالتوقيت المحلي (19:45 بتوقيت جرينتش) يوم الاثنين بهدف إفساح المجال لتوصيل المساعدات
وخلال الساعات التي سبقت دخول الهدنة حيز التنفيذ شن الجيش ضربات جوية مكثفة في أنحاء العاصمة الخرطوم على قوات الدعم السريع.
وعلى الرغم من استمرار القتال خلال اتفاقيات سابقة لوقف إطلاق النار، فهذه هي الهدنة الأولى التي يجري الاتفاق عليها رسميا بعد إجراء مفاوضات.
آلية مراقبة أمريكية-سعودية
ويشمل الاتفاق آلية مراقبة يشارك فيها الجيش وقوات الدعم السريع بالإضافة إلى ممثلين عن السعودية والولايات المتحدة، اللتين توسطتا في الاتفاق بعد محادثات في جدة، وأكدت الولايات المتحدة أن الاتفاق سيخضع لمراقبة دولية لأول مرة.
وقال وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن سنحاسب من ينتهك وقف إطلاق النار في السودان من خلال عقوبات نفرضها ووسائل أخرى متاحة، مؤكدا أن الهدنة ستدعم بآلية مراقبة عن بعد تدعمها الولايات المتحدة.
وفي اتصال هاتفي مع إذاعة مونت كارلو الدولية رأى الخبير في شؤون القرن الإفريقي ابراهيم ادريس سليمان أن هنالك مسؤولية إنسانية ودولية تقع على الرياض وواشنطن اللتان ستراقبان وقف إطلاق النار ليس فقط على أرض الميدان، بل وبوسائل تكنولوجية تتعلق بالاقمار الاصطناعية كما نص بند في الاتفاق.
تصريحات لطرفي النزاع قبيل لهدنة
وقال الجيش السوداني إن القوات المسلحة السودانية ملتزمة بنص اتفاق جدة على وقف إطلاق النار، وشدد في بيان على أن الاتفاق يقتصر على الجوانب العسكرية والفنية الخاصة بترتيبات وقف إطلاق النار المؤقت، إضافة إلى الترتيبات الخاصة بحماية المدنيين والمستشفيات، ولا يتطرق للقضايا السياسية.
في المقابل، وصف يوسف عزت المستشار السياسي لقائد قوات الدعم السريع في السودان، اتفاق وقف إطلاق النار في جدة بأنه خطوة جيدة وإيجابية، وقال إن قوات الدعم السريع ملتزمة بالهدنة ووقف إطلاق النار.
وقبل قليل من سريان وقف إطلاق النار، أصدرت قوات الدعم السريع رسالة صوتية من قائدها الفريق أول محمد حمدان دقلو (حميدتي) شكر فيها السعودية والولايات المتحدة لكنه حث رجاله على الصمود حتى النصر أو الشهادة، وقال “لن نتراجع إلا بإنهاء هذا الانقلاب ومحاكمة كل من أجرم في حق الشعب السوداني والعودة إلى المسار الديمقراطي”.
تحذير من سرعة تزايد أعداد اللاجئين
وقال فولكر بيرتيس، مبعوث الأمم المتحدة إلى السودان، إن وقف إطلاق النار يجب أن يسمح للمدنيين بالتحرك ويتيح وصول المساعدات الإنسانية.
وأضاف في إفادة بمجلس الأمن الدولي بنيويورك “هذا تطور يستحق الترحيب، مع أن القتال مستمر وتحركات القوات مستمرة حتى اليوم، رغم التزام الجانبين بعدم السعي لتحقيق ميزة عسكرية قبل سريان وقف إطلاق النار”.
وتقدّر الأمم المتحدة عدد الذين سقطوا حتى اليوم في المعارك الدائرة في السودان منذ 15 نيسان/أبريل بنحو ألف قتيل، فضلاً عن أكثر من مليون نازح ولاجئ.
تسعون ألف لاجئ في تشاد
وحذّرت مفوضية الأمم المتّحدة لشؤون اللاجئين من أنّ عدد الذين يلجأون إلى تشاد هرباً من المعارك الدائرة منذ أكثر من شهر في السودان “يتزايد بسرعة كبيرة” وقد بلغ حوالي 90 ألف لاجئ، بعد أن كانت قدّرت عدد هؤلاء قبل ثلاثة أيام فقط بنحو 76 ألف لاجئ، وقال مسؤول أممي إنّه “أكثر من 90% من هؤلاء اللاجئين هم من النساء والأطفال”.
وخلال مؤتمر صحافي في نجامينا، قال رؤوف مازو، مساعد المفوّض الأعلى في المفوّضية لشؤون العمليات للصحافيين إنّه “حتّى الآن، نعتقد أنّنا نقترب من 90 ألف شخص”، وأضاف في ختام زيارة إلى تشاد استمرّت أربعة أيام وتفقّد خلالها هذه المخيّمات الواقعة في شرق البلاد الصحراوي أنّ المفوضية تخشى “موسم الأمطار الذي سيبدأ قريباً وسيشكّل عقبة إضافية أمام تقديم المساعدة لهم”، وتابع “نهنّئ تشاد على تضامنها” مع هؤلاء اللاجئين لكنّ “تشاد لا تستطيع أن تفعل ذلك بمفردها”.
وأضاف “نحضّ المجتمع الدولي على تقاسم هذا العبء مع الدول المجاورة للسودان وتقديم دعم عاجل” لها.
>> استمع إلى : صحيفة العربي الجديد.. حرب السودان تزعزع استقرار الجوار الأفريقي الهشّ
وفي 17 أيار/مايو، أطلقت الأمم المتّحدة وشركاؤها نداء لجمع تبرعات بقيمة 3 مليارات دولار لمساعدة ملايين الأشخاص في السودان ومئات آلاف آخرين فرّوا منه إلى البلدان المجاورة، بما في ذلك 470 مليون دولار “لدعم اللاجئين والعائدين والمجتمعات المضيفة في جمهورية أفريقيا الوسطى وتشاد ومصر وإثيوبيا ودولة جنوب السودان
التعليقات مغلقة.