ودق الرواعد الجيش والدعم السريع حاجة من المسكوت عنه الطاهر أبوجوهرة

ماسة نيوز

الان .. الكل يتأمل ويقف عند النهاية الافتراضية للوحة .. ونعني لوحة المشهد السياسي التي من المتوقع أن تأخذ مسارا جديدا في حالة تم التوقيع على الاتفاق الإيطاري بإعلانه السياسي مع الاحتفاظ ببقاء حالة التوترات داخل الجسم العسكري .. لان المسافة الرابطة بين مكتبي القائد العام ورصيفه في الدعم السريع مازالت مترامية تتخللها عشرات الحراسات .. وهكذا هو واقع الحال ولا مزايدة .. وعلى ضوء ذلك ينتظر الناس ، ولان في الانتظار محنة بكل إشكاله هنا تبرز مصاحبات الانتظار الخوف القلق النتيجة .. صحيح .. كتابة روشتة لما يمكن أن يحدث يحتاج لقراءة الحالة التي تقف عليها جميع مكونات المشهد .. الجيش .. الدعم السريع .. الحركات المسلحة .. القوى العسكرية الجديدة .. القوى السياسية الموقعة .. القوى السياسية التي تدعم الايطاري ولكنها غير موقعة علية .. الرأي العام الذي ينتظر خاتمة مطاف العملية من لجان مقاومة ومنظمات مجتمع مدني وواجهات القوى السياسية التي تختبئ خلف يافطات مؤدلجة ذات أشواق مرسومة كواجهات النظام البائد .. وغيرها من الاجسام الوطنية ولاننسى الاخرى ذات العلاقة بالمخابرات .. إذن .. هذه هي قائمة مكونات المشهد التي من المفترض أن تكون على درجة إيجابية معقولة من المسافة التي تقف فيها من الاتفاق والاعلان هذا لكي تكتمل العملية بنجاح معقول ولكن .. فإذا وقفنا عند كل جسم من هذه الاجسام بمعزل فإننا نجد تفاوت حاد تتجلى ملامحه بوضوح ممايجعل عملية التكهن بما يمكن أن يحدث يتجه ناحية متشائمة يصعب خلالها إحداث إختراق .. وكل هذه الاجسام ذات الطابع المدني تنتظر مآلات مواقف العسكر .. ولذلك نتأمل .. فالننظر الي واقع حال المؤسسة العسكرية والتباين الواضح بين الدعم السريع والجيش هذا التفاوات له القدح في معرفة مايمكن ان ينتهي عليه المسار الكلي للعملية .. المعادلة كالاتي الجيش يستعجل والدعم السريع يتحفظ .. تأمل مرة أخرى محتوى الصورى .. فيلاحظ ثمة إستعجال من قبل الجيش في عملية الدمج مما يطرح سؤال عن ماهية الاسرار التي تقبع خلف أدراج العسكريين النافذين الذين يلاحظ كل همهم طي ملف الدعم السريع وبسرعة أولا .. هذا التسرع جعل قيادة الدعم السريع بالتأكيد بان تنظر إليه بنوع من الريبة ، خاصة وحتى الان لم نجد تصريحا رسميا منها تنفي فيه تبعيتها للقوات المسلحة فهي قيادة الدعم مازالت تعترف بهذه التبعية .. إذن طالما الامر كذلك لماذا يستعجل الجيش دمج هذه القوات بإيقاع يفرز أزمات .. للاجابة لهذا السؤال يطرح أيضا سؤال هل عملية الاستعجال هذه طبيعية ؟ أم وراؤها أجسام خارج منظومة الجيش ؟.. يبدو واضحا بأن ثمة أجسام خارج الجيش لها علاقة بعملية الاستعجال هذه ، ولان مايكتب في الاعلام يمكن يساعد في قراءة بعض من صورة المجهول ، فإننا اذا نظرنا للهجمة الواضحة على قوات الدعم السريع التي تجري على صفحات وسائل التواصل نجد على رأسها أعضاء وأقلام كانوا على علاقة بالنظام السابق أو قل المؤتمر الوطني ، وهذا مايجعل حبال الربط لاترفض الوصل بين موقف الجيش المتسرع وموقفهم المهاجم ، فواضح شكل الترتيب ضغط إعلامي عام يقابلة ضغط من داخل المؤسسة العسكرية تكون النتيجة المشي نحو خيار الدمج باسرع مايمكن ، والغريبة في الامر إن الدعم السريع أصلا جاء نتاج تلاقح أفكار بين المؤسسة العسكرية والمؤتمر الوطني ليكون بديلا للقوات التي كانت تحت إمرة موسى هلال الذي بدأ يستقل برايه من المركز فتم إعفاءه بل وسجنه لتبدأ رحلة تشكيل الدعم السريع الذي يبدوا واضحا إن قيادته إستفادت من الدرس الذي ناله موسى هلال فعملت على تمكين نفسها كقوة عسكرية مستعدة لها شخصيتها ورأيها ويبدو إنها نجحت في ذلك ، ومن هنا بدأ الاشكال ، وقد يتذكر الجميع التصريح الذي أدلى به قائد قوات الدعم السريع في الاشهر الاولى بعد الثورة عندما قال : ( قالوا لي ماتتكلم قلته ليهم بتكلم لانو مامكن ياجماعة نحن نشوف الخطأ ماشي ونسكت عليهو ) وأيضا في ذات الايام كان له تصريحا خطيرا عندما قال 🙁 الجماعة ديل قالوا لي عندنا مسرحية قلته ليهم أنا مسرحيتكم دي ما معاكم فيها ) وأضف الي ذلك تصريح قائد ثاني الدعم السريع عندما قال : ( يجب تسليم السلطة للمدنيين بدون لف ودوران ومن الليلة مابنقبل بقتل متظاهر أو إعتقال لسياسيين ) .. اذا نظرنا الي الضمائر المستترة في جمل تصريحي قائد الدعم السريع وقائد ثاني الدعم فاننا نجد إن خطابهم موجهة لقوى داخل الجيش وأخرى خارجة وهي القوى المدنية والعسكرية التي كانت تحكم قبل الثورة ( المؤتمر الوطني والقوات المسلحة ) ولم لا طالما الذين قاموا بالانقلاب على البشير هم اللجنة الامنية للمؤتمر الوطني بسبب ضغط الشارع المعتصم وقتها حول القيادة العامة ، وبالتالي كل جمل تكتيكات مرحلة التعامل مع الدعم السريع تخرج من زوايا بيت النظام السابق في شقه المدني .. ومعروف ان المؤتمر الوطني طوال المواجهات الداخلية إستعان بالقبليات والجهويات مستغلا بعض المخاوف التاريخية لبعض البسطاء خارج دائرة الشريط الهامشي بان حكم الهامش يعني مايعني بالنسبة لاضلاع مثلث الوسط ، وعندما لاحت في الافق إتجاهات قائد الدعم السريع بالعمل على خلق واقع عبره يمكن ان يصل لسدة الحكم ، فحينها إنتبه بعض من مؤثري الشريط النيلي تتقدمهم كوادر المؤتمر الوطني ليقودوا حملة إعلامية شاملة ضد قائد الدعم السريع وضد قواته ، كوصفه بانه جيش لاسرة دقلوا مما يثير الدهشة بانهم هم من صنعوا قوات الدعم السريع فان كان في الامر حرج لماذا ظلوا صامتين طوال هذه السنوات تجاه هذا الخلل ، ولكن يبدوا إن قميص عثمان كان حاضرا على مائدة سيناريوهات الانتهاء من الدعم السريع الذي صار بعبعا لبعض المركزيين أصحاب الامتيازات التاريخية في صحون تقسيم الثروة والسلطة والاشياء أو قل المصلحجية .. من المنبهات الخطيرة التي لم يضع لها حسبان من جانب الذين الان يسارعون من أجل دمج الدعم السريع وتسريحه ولو أدى ذلك لحدوث أزمة فإنه من السهل جدا أن يتمرد كل الدعم السريع أو نسبة منه بمعزل عن قائده أو برضى منه وتعلن حركة مسلحة جديدة وبالتالي تدخل الاوضاع بكلياتها الي نفق جديد .. إذن الحكمة بشكلها الراهن غائبة في منتديات الدمج والتسريح .. واحدة من مشاكل الذين يتعاملون مع ملف الدعم السريع سواء كان في الجيش أو الجانب المدني ربما لقلة التجربة أو معرفة التكتيك المرحلي أو لسبب الارتباكات الناتجة من سرعة عجلة التحولات والمستجدات على الارض نجدهم في الوقت الذي يعملون على إكمال عملية الدعم السريع لتشكيل جيش قومي يدعمون في ذات الاتجاه عمليات لتكوين جيش آخر كقوات درع الشمال التي أعلنت قيادتها تشكيلها في مؤنمر صحفي علني وفي وسط الخرطوم وهذا يؤكد بما لا يدع مجالا للشك وجود جهات عسكرية نافذة مؤثرة لها كلمتها في القوات المسلحة منحت الضوء الاخضر لقيام المؤتمر الصحفي وإلا فلايمكن أن يتجرأ عسكريون تشكيل جيشا غير رسمي من داخل العاصة !! هذا لم يحصل طوال عمر الحركة العسكرية على إمتداد البسيطة .. وبالتالي هناك حماية .. فهذه الحماية لابد من أن تكون قيادة الدعم السريع إستلمت إشاراتها لتحولها لاستفهامات ؟؟؟ كيف تنادي بدمج قوات وتسمح بتشكيل قوات أخرى كحرس الحدود مثلا ؟ وأنت أصلا تنادي بضرورة دمج كافة القوات لتشكيل جيش قومي موحد ؟ هذا هو أس الاشكال الذي يجعل أي قارئ للمشهد أن يتشكك في عملية المسارعة في دمج قوات الدعم السريع بان تكون ذات أغراض وأهداف وطنية خالصة .. إذن .. شكل المشهد بسبر غور المسكوت عنه يسير في إتجاهين تمثلان رأس الرمح في تشكيل ملامح القادم الاول وهو موضوع قومية القوات المسلحة ، وهو مصطلح يحوم حول حمى الكلية الحربية وكيفية دخولها أو الالتحاق بها بإعتبار إنها تمثل اللبنة المغزية للتركيبة الكلية لقيادة القوات المسلحة المطلوب أصلا تكون قومية ، ويتضح بجلاء في حديث قيادات الحركات المسلحة وبعض في الدعم السريع بان قيادات وضباط الجيش جميعهم من ولاية واحدة عدا جزء محدود وهذا يتطلب إصلاح داخل الجيش ، فعندما يتحدث السياسيون وقيادات بعض الحركات الموقعة وغير الموقعة عن قومية القوات المسلحة فهم يعنون ذلك ، وهذا ما أشار له البرهان في إحد لقاءاته ببعض المواطنين بشمال البلاد بان الجيش جيشكم في ذلك الفيديو المسرب الذي واجهه الشارع باستهجان وهجوم حاد على القائد العام للجيش بإعتباره حديث ينم عن جهوية .. وهكذا .. تبدوا ملامح الصورة معقدة المحتوى بين الجيش والدعم ، يصعب من خلالها التكهن بان قيادة الدعم السريع ستقبل بدمج مستعجل لقواتها قبل الحصول على الاجبات للاستفهامات التي يمكن أن تستنبط من جملة ما أشرنا إليه في مقدمتها ، اذا كان الهدف من الدمج هو بناء مؤسسة عسكرية سودانية قحة يشاهد على سنام قيادتها كل السحنات السودانية ؟ وهذا مربط الفرس .. ثم هناك إشكال آخر وهو الامر الثاني يتعلق بقيام الانتخابات ، وهو إن الانتخابات اذا جاءت يبدو واضحا إن نتائجها ستغير مجرى مقاعد الحكم كليا بإعتبار الاكثرية ، فيتجه نحو الهامش وبالتالي توالد ذات الهواجس التي أشرنا إليها في عقبة مخاوف تشكيل جيش قومي أو قل ذو قيادة قومية ، ومن هنا تتجلى التحديات التي تحتاج لمصارحات ومواجهات وطنية صادقة تنتهي بخيار بناء دولة المؤسسات المحترمة التي فيها يستطيع أي شخص أو جهة تجد حقوقها .. المزعج في الامر إن النظام السابق يستقل مخاوف الوسط والشمال وتحريضة ضد أي خطوة لاحقة تنتج سودانا تتقدمه قيادة غير القيادة التقليدية المتعارف عليها في سياقات تشكيلات حكومات السودان القديم ، وهذا ما يجعل المناورات والتنصلات من المواقف هي السائدة طالما الجميع يضع السبابة علة زناد مايمكن أن يتمخض .. إذن .. مجموع الذي أشرنا إليه نجد محله في جملة إعراب المجتمع الدولي المراقب لمجريات العملية السياسية فهو يدرك ذلك تماما ولكنه لايستطيع فعل شئ لانه مجتمع تحكمه مصالحه الخاصة ، ولاننسى إن بيننا من باستطاعته بتقديم كافة العروض التنازلية من أجل أن يبقى في الحكم !! وهذا مايؤزم الموقف ويجعل البلاد مفتوحة أمام كل الخيارات .. ولاننسى إن بعض الدوائر الخارجية لن ترفض اذا وقعت الحرب ، لانها السوق الذي ستبيع فيه وتتبضع .. إذن .. البلاد تبحث عن العقلاء غير المناطقيين ، وهذا هو هشتاق المرحلة ..
ودق :
لعمرك ما الدنيا بدار بقاء
كفاك بدار الموت دار فناء
حلاوتها ممزوجة بمرارة
وراحتها ممزوجة بعناء
رعد :
لازم يكون قومي
كل الرتب فيهو
من حلفا لي جودا
الكل حنبنيهو
دايرين ملامح تُف
موجودة في كل كتف
وكل القديم في الرف
والكاب يقيف دغري
ملون بكل بلدي
لما يقيف طابور
نلقاها رتب الجيش
تمثل جميع بلدي
كل الهدف ياناس
دايرين نمش دغري

التعليقات مغلقة.