(حميدتي) سيل الحق وزهق الباطل

رؤية وواقع / خليل كرشوم حسن

(1)

محمد حمدان دقلو (حميدتي) مخطئ من ظن إنك جانفت الصواب وخالفت الحق من خلال تصريحاتك وبيانك للحقائق والوقائع التي يدور رحاها داخل أروقة سياسة النفاق والكذب والقش والمراوغة، اغلب الساسة  للحق هم كارهون، ما بال فيهم الباحث عن السلطة والمال والجاه لأجلها اتخذوا سبل النفاق والخداع والكذب والمراوغة دفاعا عن مأربهم.

حميدتي أن انتقدك الناس فاعلم إنك ناجح وان حقدوا عليك فاعلم انك مبدع وان حاربوك فاعلم انك نصير الحق وان احبك الناس جميعا فاعلم انك منافق .

ولأنك يا حميدتي وبسجيتك وطبيعتك وبتلك اللهجة الواقعية البسيطة صرحت  بقول الحق وبيان ما يحاك تحت الطاولة ولأنك خالفت أهوائهم ورغباتهم نعتك البعض بالسطحية وعدم المعرفة والإدراك لأنهم  اعتادوا على الفساد والظلم وأصبح الحكام هم هلاك الشعب ورعاة الفاسدين والمرتشين واللصوص والقتلة الذين أحرقوا دارفور والنيل الأزرق وجنوب كردفان، فقد آليت على نفسك قول الحقائق والكشف عن ستر المغطى والمدسوس فإن قول الحق فن لا يبلغة إلا العمالقة الافذاذ .

(٢)

(إن لم تستطع قول الحق  فلا تصفق للباطل )، والباطل قد أضحى جزء من معادلة السلطة ، والتبرير سيد الموقف

والموقف المعادي لتوجهات السلطان أصبح عقوبة في منظومة مفاهيم  الحكام والسياسين ، وأضحى الصراخ  من قسوة  الجوع والفقر والعوذ والمرض والألم والانتهاكات في الحريات مصيبة تطارد الشعب، وأن كان الصراخ من أجل لقمة العيش، والمطالبة باستحقاق العدالة  والاعتصام والتظاهر أضحت إزعاج للسادة سكان القصور الفارهة.

وبالجهة المقابلة ضرب واعتقال وقتل على الإشهاد، وسادة القوم من الحكام والسياسين  على مختلف ألوانهم  في لعبة المحاصصة منشغلين والاشتغال هنا له اصوله وقواعده التي لا يجيدها المهمشون والجالسون على ارصفة جمر الأنتظار.

(٣)

والتيه والتوهان وخربشة الموازيين وضياع الحق وسيطرة كلام الباطل، هي إرادة القابعين في سدة الحكم وفي ظل الاستكانة والخنوع والخضوع وجعجعة الكلام، لابد من الصراخ  والعويل، ولابد من محاولة رسم لوحة الواقع الذي نحيا، ولابد من مواجهة الحقيقة بالذات  ، ولابد أن نعي ان ثمة انكسار بانفسنا قد حدث، وأن في النفس الكثير من التناقض وثمة ضجيج مشاغب يغزو  الوجدان بالكفر باقاويل الحكام الذين دنسوا حياة شعوبهم وشربوا من دمائهم  ، وهم واهمون في بحر التنظيرات والوطن المكلوم يرزح تحت وطأة إثبات الذات والهوية، تلك الهوية التي أصبحت مشرذمة منقسمة ما بين الجغرافيا وقوانينها والتي لطالما اعتبرناها واحدة موحدة.

ابعدوا عنا تسيس انتماءاتنا الجغرافية لنكون أكثر سودانية وأكثر انسجاما مع فطرتنا بعيدا عن التمييز والتعصب والكراهية.

(٤)

في ظل كل هذا والسجال سيد الموقف والذهاب بعيدا لمصر وجنوب السودان بحثا عن توافق وتصالح لأجل الهيمنة على من  تبقى من موارد  الوطن المريض، فما العمل يا سادة القول البليغ أن كان حميدتي لا يفهم ولا يعي،  فأنتم الذين ترسمون لاختطاف الوطن والإقناع بإمكانية رغد العيش والسلام والاستقرار تحت جنح التسليم بواقع الأمر والإستسلام لحيثيات معادلة العقلنة والتعقل للتطبيع مع إسرائيل معلوم أننا نعيش لحظة تاريخية فيها الكثير من مشاهد التناقض.

ولكن فإن خير الهمم العالية ما جانفت الرمم البالية فما تعرض له حميدتي من انتقادات حادة أرجو ان لا تنحط عن قيم الأخلاق وآداب الإختلاف في الرأي.

التعليقات مغلقة.