السودانيين في الداخل والخارج …اسباب الفشل والنجاح :عبدالعزيز يعقوب- فلادليفيا

ماسة نيوز

ayagoub@ Gmail .com

الشعور بالفشل شعور سيء جدا يصيب الانسان بالدونية والاحباط ويحرك كل الطاقات السالبة فكرا وعملا ومشاعر في عقل وقلب الانسان ويقود الي اليأس والقنوط ، ولكن الاسوء من الفشل هو ان لا يحاول الفاشل تغيير الواقع واستعادة التركيز والعزيمة وزراعة الامل وصناعة النجاح.
العلوم الانسانية والبشرية تشهد بان الانسان له طاقة ايجابية كامنة يمكن استغلالها ايجابا بتعديل السلوك، وطبعا تعديل السلوك ليس فقط للاشخاص الذين يواجهون تحديات عقلية او اعاقات جسدية وعقلية فحسب بل لاي سلوك خرج من اطار القيم الفاضلة، او سلوك قلص العطاء وعطل الانسان من ان يعيش بشكل طبيعي او ان يكون منتجا، او اصاب الانسان باضطراب في المشاعر او نال من المقدرات والمواهب.
هل نحن السودانيون فاشلون؟؟؟
الواقع يوكد بان السودانيين فرادي يحققون نجاحات كبيرة وضخمة ويشهد لهم اداءهم في دول الاغتراب والمهاجر بذلك بل ويُشهد لهم من الاخرين بالاداء المتمييز اكاديميا وعمليا، وفيهم الكثير من رجال الاعمال الناجحين والمهندسين والاطباء واساتذة الجامعات والفنيين من الجنسين في الخليخ والمملكة المتحدة والولايات المتحدة يشار اليهم بالبنان.
وتوكد الشواهد العامة بان افراد هذا الشعب لهم مقدرة ذهنية وعقلية جيدة ولهم مقدرة علي التكييف مع بيئة العمل والالتزام بالقوانين اياً كانت والتعامل معها بكل مهنية والالتزام بكل شروطها وحقها.
ولكن.. يبقي السؤال لماذ لا نستطيع نحن السودانيين ان نعمل معا لبناء بلادنا؟. وهل المقدرات الذهنية والعقلية ومواصفات الشخصية السودانية بها اعتلال وتحتاج الي اعادة التاهيل وتعديل للسلوك الجمعي، الذي يقود الي وحدة الاهداف وتحقيق العدالة والسلم المجتمعي والتنمية والرفاهية لكل افراد الشعب السوداني؟؟.
اعتقد ان امراض الشخصية عند اهل العلم في العلوم النفسية يمكن ان تجد بعض التفاسير لذلك وساطرح بعض الاشكالات التي ذكرتها من قبل في مقالات متفرقة عن امراض الشخصية التي تعيق العطاء ويمكن ان تصبح مدمرة لصاحبها ولكل شي حوله
1. الكراهية وقيم الاستعلاء العرقي.
2. التنافس السالب في النظام التعليمي العام في بلادنا ” الذي يصفق للاول ويزف الطيش”
3. عدم احترام الوقت واحترام قيمة العمل وقوانين العمل والتحايل عليها.
4. الشعور العام بالدونية امام العالم الغربي ، ومحاولة اجترار تجاربهم علي المستوي الشخصي والعام .
5. الطبيعة الاحادية في الراي والتفكير تقود الي صناعة ديكتاتور صغير في كل فرد مما يعيق العمل الجماعي واحترام الاخر.
6. السعي للكسب السريع الذي لايقبل التدرج، مما ادي الي ان تصبح الوظيفة العامة باب من ابواب المفسدة والرشوة والدخل غير المشروع.
7. ينظر المجتمع الي المهن الفنية والحرفية وكانها سُبه مما ادي الي عزوف الشباب عن التوجه للمهن الحرفية والفنية مما اعاق ذلك تطور المهن الحرفية والفنية وهي اساس التنمية وتاسيس الصناعات وسبب ذلك خللا في الوظائف لان اي شخص يريد ان يكون الاعلي “مدير” وظيفة من اقرانه، في تنافس سالب ومدمر.
8. الحسد والكراهية موجودة في الشخصية السودانية بنسب متفاوتة يحدها ويحجمها في البعض التعليم وقيم الدين والاخلاق.
9. الانانية وحب الظهور واظهار القوة بعدم الالتزام بالقانون ” اكبر من القانون وعنده ضهر” في السودان كمظهر من مظاهر القوة والتفاخر الاجتماعي والسطوة وعدم المسئولية والاكتراث لمصالح الاخرين.
10. عدم الاهتمام بالنظافة وصحة البيئة وخصوصا في الممتلكات العامة، وهذا قد اضر بصحة البيئة واضر جدا باعتدال مزاج الشخصية السودانية، وقاد ذلك الي تقليل وانعدام الانتاج.
ما ذكرت ليس القصد منه التقليل من الشخصية السودانية وانما القصد ان نضع ايدينا علي مكامن الخلل، واعتقد اننا نحتاج الي ثورة اصلاح اجتماعي اكبر من ثورة ديسمبر لاصلاح الانسان لانه هو العامل الاهم والاكبر الذي يجب الاستثمار فيه لتحقيق التطور والتنمية والنهضة الشاملة. وهذه دعوة الي اهل العلوم الاجتماعية والنفسية واهل الدين والفلاسفة وقادة المجتمع وطلاب العلم للمساهمة في تحقيق التوعية وابتكار حلول ووسائل تسهم في ايجاد مخارج للخروج من الازمة وخدمة المجتمع.
ونواصل في الحلول
عبدالعزيز يعقوب فلادليفيا

التعليقات مغلقة.