مؤتمر مبادرة نداء اهل السودان!!بارود صندل رجب/المحامي

كثرت المبادرات في الساحة السودانية الي الدرجة التي يصعب معها تعديدها،،وكل هذه المبادرات تشخص المشكلة وتضع لها الحلول الممكنة،،وهذه اشارة الي ان البلاد تعاني من امراض مستعصية فهي في حاجة ماسة الي اطباء لديهم الدربة والخبرة اللازمتين للتعامل مع هذه الاسقام،،،
ويبدو ان غالب المبادرات قد فشلت حتي في الاسهام في تقليل وتسكين الآلام التي تعانيها البلاد،،،
جاءت مبادرة الشيخ الطيب الجد كوصفة جديدة للعلاج كونها انطلقت من تقابة القران الكريم،،،تعلق كثير من الناس بهذه المبادرة واصبحت ام ضوا بان قبلة للجميع يلتمسون عندها الحل والعلاج الناجع لعلل البلاد والعباد،،وبعد مشاورات ومداولات ماراثونية،،انعقد المؤتمر اليوم تحت مسمي مؤتمر المائدة المستديرة،،لم يكن الحضور شاملا لكل الطيف السياسي والمجتمعي ولكنه كان جامعا لتيار واسع من مكونات الشعب،،ومن خلال كلمة رئيس المبادرة الشيخ الطيب الجد ان قطاعا واسعا ايضا لم يلحق بالمبادرة بعد وقد التمس لهم العذر علي أمل ان ينضموا للمبادرة لاحقا،،،كل الكلمات التي قيلت من ممثلي الكتل السياسية والمجتمعية جاءت علي نسق واحد،،الدعوة الي وحدة الكلمة ونبذ الفرقة والشتات وتقديم مصلحة البلاد علي غيرها من المصالح الخ
لو نظرنا الي المشاركين نجد ان القوي السياسية التي ولجت الي المبادرة هي من القوي التي كانت متحالفة مع نظام المؤتمر الوطني في مراحل مختلفة وبطبيعة الحال لا يقلل ذلك من ان هذه القوي لها وجود معتبر في المجتمع وان مشاركتها النظام السابق جاءت من خلال تدابير سياسيىة وبالمقارنة مع بعض احزاب قوي الحرية والتغيير والتي تسيدت الساحة باسم الثورة نجدها اعلي كعبا واكثر تاثيرا وبالتالي فان التخويف بنعت الفلول اصبح بضاعة كاسدة،،لا تجد لها رواجا،،اما التهمة بان المبادرة صناعة خالصة للمؤتمر الوطني تم استغلال الشيخ الطيب للترويج لها،،هي تهمة تفتقر الي بينات بجانب ان نفيها لا يجدي،،،بالرغم من ان لها مستمعين وسوف يضخمونها صراخا وعويلا،،
ايجابيات المبادرة انها لم تتجاهل قطاعات كانت منسية في كثير من المبادرات مثل اهل الفن والثقافة والرياضة والشباب والمراة،،استطاعت المبادرة ان تجتذب قطاعا من شباب لجان المقاومة،،القطاع الذي استعصي ترويضه وفشلت احزاب قحت في احتوائه،،وفشل الحزب الشيوعي في اتخاذه مطية في تحقيق اجندته فاكتفي بضم بعض لجان المقاومة المحسوبة عليه لتحالفه الجديد وبالتالي فان السواد الاعظم من قطاع شباب الثورة يظل مستقلا يتخذ المواقف التي تصب في مصلحة البلاد والتغيير،،الشاهد في ذلك كلمة ممثلة لجان المقاومة التي قدمتها الشابة الواثقة سارة،،هذه الكلمة كانت ملح المؤتمر ودليل وعي لجيل الثورة،،واذا اضفنا اليها كلمة شباب المبادرة التي القاها الشاب هشام،،فاننا امام تيار شبابي واعي وقادر علي قيادة البلاد،،،
من سلبيات المؤتمر ان احزابا كبيرة وفق اخر انتخابات ديمقراطية اجريت في البلاد قد غابت عن المشاركة في المبادرة،،حزب الامة القومي،،،الاتحادي الديمقراطي الاصل،،،المؤتمر الشعبي. هذا الغياب القي بظلال كثيف من الشك حول نجاعة مخرجات المؤتمر وامكانية انزالها في ارض الواقع،،جاءت الاشارة الي ان المبادرة وصلت الي الجميع بدون استثناء،،فما الذي اعاق التحاق احزاب كبيرة للمبادرة؟
من السلبيات ايضا ان المبادرة تكاد تكون منحازة للعسكر بل تبدوا وكانها تسعي الي كسب وده وارضاءه كونه مهيمنا علي الحكم،،ليس مطلوبا من المبادرة ارضاء طرف من اطراف النزاع،،،يجب ان تكون المبادرة علي مسافة واحدة من كل اطراف النزاع، وهذه المبادرة رغم الزخم المصاحب لها سوف تفشل ان لم تبني علي ضرورة انسحاب العسكر من العراك السياسي، حفاظا علي وحدة القوات النظامية وقوميتها ومهنيتها،، استهدفت قواتنا النظامية من جهات كثيرة داخلية وخارجية بهدف تفكيكها ولكنها صمدت،،رغم الاخطاء التي ارتكبتها بدخولها في شراكة سياسية مع احزاب سياسية انبت علي تقاسم السلطة،،وكأنها حزب سياسي،،يجب تصحيح هذا الخطأ الجسيم،،،
من ملاحظاتنا من شرفة المحلل غياب بعض الاجسام السياسية والتي ظهرت في ثنايا المبادرة ولكنها سجلت غيابا،،،التيار الاسلامي العريض،،اين،،محمد علي الجزولي،،،اين حزب غازي صلاح الدين العتباني،،،واين الشخصيات الوطنية المستقلة؟
ظهور د.بشير ادم رحمة والمهندس ادم الطاهر حمدون،،كضيوف شرف علي هامش المؤتمر كان محل تساؤل ماذا يمثلان!! كان يمكن ان يكونا ممثلين للحزب ان قرر الحزب الالتحاق بالمبادرة فيكون لهما صولات وجولات بخبرتيهما المركوزة،، والا فالغياب اولي لهما او حتي العمل من وراء الكواليس،، ظهورهما هكذا ضيوف يقلل من مكانتهما ويظهرهما كانما يتهافتان علي الموائد،،مرة مع التيار الاسلامي العريص الذي ظهر فجاة واختفي كذلك،،ومرة مع هذه المبادرة في تباين واضح مع خط الحزب المرسوم بعناية،،،
نتمني للمبادرة ان تنجح في علاج الاسقام التي تعانيها البلاد وتسهم في اخراجها الي بر الامان،،وما ذلك علي الله بعزيز،،،
والسلام،،،،،،