هل انسل العسكر من معمعة السياسة طوعا ام كرها!!بارود صندل رجب/المحامي
ماسة نيوز
بخطاب البرهان اليوم فان العسكر القوا بالكورة في مرمي القوي المدنية بانسحابهم من حوار الالية الثلاثية،،وبغض النظر عن مدي التزام العسكر بمخرجات الحوار فإن مجرد انسحابهم من الحوار يعني ابعاد القوات المسلحة من مسرح السياسة وهذا ليس مجرد تقدم ملحوظ في مضمار اخراج القوات النظامية من سباق السياسة بل يعد نجاح للقوي الثورية وخاصة الشباب ولجان المقاومة التي الت علي نفسها اسقاط انقلاب الخامس والعشرون من اكتوبر، فلولا هذا الحراك المستمر منذ ثمانية أشهر والذي فرض حصارا خانقا علي المكون العسكري لما اقدم العسكر علي هذا التنازل،،
وقبل الخوض في الحوار والياته ومالاته فاننا نلحظ ان قرارات البرهان فوق انها مبهمة جاءت ناقصة،،فهي مبهمة كون انها تتحدث عن حل مجلس السيادة بعد تشكيل الحكومة وعن تشكيل المجلس الاعلي للقوات المسلحة،،،من يكون هذا المجلس العسكري ومن يحدد صلاحياته؟وماذا يحصل لو ان الحوار انتهي الي رفض تشكيل المجلس الاعلي للقوات المسلحة، حسب رؤية البرهان والمكون العسكري لا سيما ان البرهان اكد التزام الجيش بما يسفر عن الحوار،،ولم يكن واضحا في تصور العسكر من جود رأس للدولة مجلسا أو فردا،،اما كون ان القرارت جاءت ناقصة بل تضمر مكر العسكر سعيا للتطاول في الحكم، ذلك انه لم يتحدث عن حكومة لتسيير الامور الي حين الاتفاق علي حكومة تشكلها قوي الحوار،،،ظلت البلاد بدون راس للحكومة منذ انقلاب الخامس والعشرون من اكتوبر،،ثمانية اشهر،،وليس مستبعدا ان يستمر الحوار لفترة طويلة،،فكان علي البرهان اما ان ينصب نفسه رئيسا للحكومة القائمة او ان يسمي احد الوزراء رئيسا مكلفا للوزراء الي حين اتفاق القوي السياسية علي رئيس للوزراء ذلك مدعاة لاطمئنان القوي المدنية التي لا تثق في العسكر،،،اما استمرار الوضع الحالي، تغييب الحكومة وسيطرة العسكر علي مفاصل البلاد انتظارا لاتفاق القوي المدنية يبطن امرا اخر،،،،
وبعيدا عن سوء الظن،،فان العسكر استجابوا لمطالب الشارع الي حد كبير،،وبالمقابل فان علي القوي الثورية خاصة الشباب ولجان المقاومة الانخراط في الحوار بصورة جادة وان تكون هي قطب الرحي فهي قادرة علي ممارسة ضغوط علي القوي السياسية لاتفاق الحد الادني وبالتعجيل علي تشكيل الحكومة، ،،هذا دورها الان بعد نجاحها في إسقاط الانقلاب،،اما القوي السياسية فهي امام معضلة حقيقية اما أن ترتقي الي مستوي المسئولية الملقاة علي عاتقها لاخراج البلاد من مازقها وتتناسي خلافاتها واطماعها والا سوف تخرج من المولد بلا حمص،، اي تنازع بين القوي السياسية واي محاولة للاقصاء فان النتيجة الحتمية هي بروز حكومة فولكر،،وستكون أسوأ حكومة،،،
نلاحظ في ثنايا خطاب البرهان انه وجه رسائل لجهات عدة منها قوله ان القوات المسلحة لن تكون مطية لاي قوي سياسية للوصول الي السلطة هذه الرسالة موجهة بصورة اساسية لقحت التي مازالت تبصبص حول العسكر طمعا في نصيب من السلطة،،ادرك العسكر اخيرا ان شراكته لقوي الحرية والتغيير في الحكم كان خصما من رصيده الوطني وحيدته،،وان اصلاح تلك الاعوجاج لا يتم الا بعودة العسكر الي قوميتهم وان يكونوا علي مسافة واحدة من جميع القوي السياسية،،وذات الرسالة موجهة ايضا لعناصر المؤتمر الوطني التي نشطت بعد انقلاب الخامس والعشرون من أكتوبر وسعت لاحتواء العسكر،،ذهبت الرسالة الي القول ان لاعودة لعناصر المؤتمر الوطني خلال الفترة الانتقالية وان اي اشارات بان لها اليد الطولي في ادارة البلاد ما هي الا احلام زلوط،،،
التعليقات مغلقة.