قصة قصيرة … رحلة كفاح وتطلع للمستقبل (1ـ 2)
تكتبها لماسة نيوز / براءة برير حاج آدم
كان في أحدي القري القديمة النائية رجل وإمرأة يسكنان ولهما إبنة صغيرة جميلة وكانا يحبان أبنتهم الوحيدة جباً جما يتمنيان لها التقدم في الحياة.
وبينما كان كعادة القرية تناول شاي المساء عند باحات المنزل أمام الراكوبة الواسعة المبنية من المواد المحلية (القش والحطب) وبينما كانا يتجاذبان أطراف الحديث قررا أن تدرس أبنتهم وتتقدم ولكن كانت هناك مشكلة في التعليم وعليها أن تسير بعض الوقت ومسافة ليست بالقصيرة ما بين قريتهم والقرية المجاورة وكان الأب عامل بسيط يرعي الغنم ويحرث الأرض بنفسه في فصل الخريف ويحصد ما زرعه بتفسه بتعاون زوجته، وذات يوم وبينما الأبنة عائدة من المدرسة بعد نهاية الدوام مع الأطفال ، مبسوطة مرحة… ولكنها لا تدري ما يخبئه لها القدر، حيث كانت الأم تحتضر وتلفظ أنفاسها الأخير في نفس الوقت وهي تقول بصوت خافض “أبنتي … التعليم، أبنتي … التعليم” حتي إختفي صوتها وفارق الحياة، وفي ذلك الوقت أدرك الأب أنه رغم الحصل والفراق الأبدي يجب عليه تحمل التعب والجهد والمسؤولية في كيف أت تتعلم إبنته وعندما وصلت الإبنة المنزل رأت الناس يتجمعون حول منزلهم وأدركت أن هنالك شئ ..ما. فهبت الي البيت بسرعة جرياً كانت أن تسقط علي الأرض لتعرف ما يدور هناك، وعندها ووجدت كل الناس يبكون ويصيحون والنساء تشق الجيوب ويثيرن التراب علي رؤوسهن، وهي لا تدري وما هو الشئ الذي أصابهم ولماذا كل هذا، ولكن أخيراً علمت أن أمها فارقت الحياة الدنيا فحزنت أشد الحزن لفقد والدتها.
مرت الأيام وكان الحزن مثل الجبل علي قلبها ولكن لم ييئس الأب وظل يواصل عمله من أجل أبنته وأجتهدت الإبنة ونجحت في إمتحانات الشهادة الثانوية وقدمت للقبول في الجامعات وكان من نصيبها الجامعة التي تعرف “بالجميلة المستحيلة” جامعة الخرطوم” الحالية فقالت في نفسها همساً ثم جهرت : ( كيف أترك أبي لوحده)، ولكن والدها سمعها وقال لها : (لابد من التقدم في التعليم ومواصلة الدراسة وأقنعها بأنه في إنتظار مستقبلها ومنتظرها عندما يأتيه خبر إنجازها وطلب منها أن تتصل اليه كل يوم عبر التلفون وفي يوم أخبرها أن تواصل في الدراسة ولا تأتي القرية وتنظر الي مستقبلها، وعندما تأمن مستقبلها هو سوف يحضر إليها ويعيشا معا في المدينة وينتقل من القرية إلي الحضر، ولكن للأسف كانت تلك وصايا والد لأبته ..إنها وصية الفراق والوداع الأخير وهي لا تدري ما أن الموت قادم لأخذ والدها غدا.
إتصلت الإبنة كالعادة لتطئمن علي والدها ولكنه لم يرد علي هاتفها بل رد عليها شخص آخر وقال بصوت حزين وماساوئ….(إنا لله وإنا إليه راجعون) لقد مضي والدك إلي الدار الآخيرة
….. نواصل،،،
التعليقات مغلقة.