بيان: المؤتمر الشعبي :الأمانة العامـــــة
ماسة نيوز
بسم الله الرحمن الرحيم وبه نستعين
قال تعالى: ﴿ هَٰذَا بَلَاغٌ لِّلنَّاسِ وَلِيُنذَرُوا بِهِ وَلِيَعْلَمُوا أَنَّمَا هُوَ إِلَٰهٌ وَاحِدٌ وَلِيَذَّكَّرَ أُولُو الْأَلْبَابِ﴾ [ سورة إبراهيم: 52]
وقال تعالى: (إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَن تُؤَدُّوا الْأَمَانَاتِ إِلَىٰ أَهْلِهَا وَإِذَا حَكَمْتُم بَيْنَ النَّاسِ أَن تَحْكُمُوا بِالْعَدْلِ إِنَّ اللَّهَ نِعِمَّا يَعِظُكُم بِهِ ۗ إِنَّ اللَّهَ كَانَ سَمِيعاً بَصِيراً) [سورة النساء:58].
وقال تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اسْتَجِيبُواْ لِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُم لِمَا يُحْيِيكُمْ وَاعْلَمُواْ أَنَّ اللَّهَ يَحُولُ بَيْنَ الْمَرْءِ وَقَلْبِهِ وَأَنَّهُ إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ [24] وَاتَّقُواْ فِتْنَةً لاَّ تُصِيبَنَّ الَّذِينَ ظَلَمُواْ مِنكُمْ خَاصَّةً وَاعْلَمُواْ أَنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ [25] وَاذْكُرُواْ إِذْ أَنتُمْ قَلِيلٌ مُّسْتَضْعَفُونَ فِي الأَرْضِ تَخَافُونَ أَن يَتَخَطَّفَكُمُ النَّاسُ فَآوَاكُمْ وَأَيَّدَكُم بِنَصْرِهِ وَرَزَقَكُم مِّنَ الطَّيِّبَاتِ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ [26] يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَخُونُواْ اللَّهَ وَالرَّسُولَ وَتَخُونُواْ أَمَانَاتِكُمْ وَأَنتُمْ تَعْلَمُونَ[27]) [سورة الأنفال].
الإخوة والأخوات الكرام عضوية المؤتمر الشعبي
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
إلتزاماً بعهد الولاء والتوالي مع المؤتمر الشعبي ظلت الأمانة العامة ترفد العضوية بكل التطورات في ساحة المؤتمر الشعبي والساحة العامة من أحداث وتدابير سعياً لمشاركة العضوية وتفاعلها، بيانات وومنشورات وصفحات تفاعل ومؤتمرات. واليوم وبفضل الله وقوته وتوفيقه استطاع المؤتمر الشعبي أن يتبوأ موقعه المتقدم في مسيرة العمل الوطني واضعاً نصب عينيه هدفاً (أن تحقن الدماء، أن لا يتفتت السودان، أن لا ينحسر الإسلام) من خلال مواقفه المتسقة مع مبادئه ورؤيته الثاقبة، وعمله الجماعي المتكاتف. كذلك شرعت الأمانة في تجديد المؤسسات بناءاً قاعدياً متصاعداً نحو المؤتمر العام، فإنعقدت مؤتمرات بعض الولايات وعدد مقدر من المحليات والوحدات في الجزيرة وكردفان ودارفور والنيل الأبيض وغيرها.
في خضم هذا الحراك خرجت دعوة لإقامة إجتماع بالتوقيعات لمجلس شورى المؤتمر الشعبي، مضت تلك الدعوة متجاوزة للنظام الأساسي للشعبي الذي ينص صراحة على المتحدث باسمه، والمنوط به الترتيب لاجتماعاته، ومسئوليات ومهام مختلف مؤسساته. فأقيم مؤتمر صحفي وأرسلت وفود تطوف على الولايات للترويج لذلك المسعى، وتحركت آلة إعلامية ظاهرة وخفية ساعية حثيثاً لشق صف الجماعة وإمعاناً في الإساءة لقيادتها وطعناً في موقفها السياسي وتشكيكاً في مسعاها لمعالجة أزمة الوطن الماثلة.
الإخوة والأخوات الكرام
إن هذا الموقف الذي يشكل خروجاً على النظام الأساسي وهيئات ومؤسسات الشعبي، يتوجب الوقوف عنده، أولاً تذكيراً ونصحاً بالمعروف، ومن بعد ذلك تصحيحاً لمساره المعوج. وقد تداولت الأمانة العامة مجمل الأوضاع، وخلُصت الي أن دعوة الشورى بالكيفية التي تراها وساقتها المجموعة الداعية للانعقاد الطارئ ومارستها، تخالف ما عليه العمل وفق النظام الأساسي واللوائح، عليه رأت الأمانة العامة تمليك العضوية تفاصيل مسيرة الفترة السابقة وبسط الحقائق على النحو التالي:
في مارس 2021م أرسل الأخ/ الأمين العام الدكتور علي الحاج محمد رسالة للأمانة العامة مذكراً بنهاية فترة تكليفه التي بدأت بانتخابه في العام 2017 م، مؤكداً في رسالته إلى المؤتمر العام عبر الأمانة العامة أن لا نية له ولا رغبة للترشح للأمانة العامة عند إنعقاد المؤتمر، وطالب بأن تتحول الأمانة العامة إلي لجنة تحضيرية لإقامة المؤتمر العام. وليس من حق الأمانة تأخير الرسالة أو تأجيلها دون الرجوع إلى الأمين العام، ولكن الأمانة أعطت نفسها الحق في التمديد للأمين العام والأمانات الولائية أيضاً…. إلخ. ولم تفعل الأمانة حينها شيئاً يذكر بشأن التحضير للمؤتمر العام. وربما كان هذا الأمر هو أكبر خلل في هذا الشأن.
بعد مضي حوالي ثمانية أشهر لخطاب الأمين العام المذكور، ومع حدوث تطورات سياسية كبيرة في البلاد بما في ذلك محاولة الإنقلاب المزعومة الفاشلة في 21 سبتمبر 2021م والانقلاب الثاني في 25 أكتوبر 2021م، قام الأمين العام إثرها بتعديل الأمانة العامة وفقا للنظام الأساسي ووفقا لمتطلبات المرحلة وحرصاً على البناء التنظيمي بغية الوصول إلى المؤتمر العام.
إن توصيف المؤتمر الشعبي لما حدث في 25 أكتوبر 2021م بأنه إنقلاب ليس جديداً وإنما هو تأكيد وإلتزام بما جاء ببيان تأسيس المؤتمر الوطني الشعبي في 27 يونيو 2000م، وبالطبع فإن هذا الموقف كانت له تداعيات سياسية داخلية وخارجية لا نود الخوض فيها.
ربما يكون قد كبر الأمر على بعض الذين تم إعفاؤهم من التكليف فأصبح يتخذ مواقف ربما تتماهى مع الإنقلابيين أو ربما تتعارض مع سياسات الحزب بحسب الإسفيريات وبحسب ما جرى في بعض أجهزة الإعلام.
لعل هذا المنهج المغاضب كان جديداً لعضوية المؤتمر الشعبي ولكنه ليس غريباً ولا مدهشاً عندما نتحدث عن التحول الديمقراطي، فمن حق هؤلاء وغيرهم أن يفعلوا ما يشاؤون ولكن وفقا للنظام الأساسي. فالتحول الديمقراطي والحريات التي ندعو ونسعى إليها هي كلها مقيدة بنظم طوعية أساسية وممارسات ربما كانت تقليدية قد تصل بعضها إلى أعراف تنظيمية بالنسبة للحزب وأعضائه، وهذه كلها مسائل طوعية، وبالطبع قد تتبدل الولاءات وتتغير طوعا لا جبرا في مراحل التحول الديمقراطي تلك، ولذا فإننا نستصحب هذا الأمر ونتحسب له عند المضي نحو الديمقراطية.
أعلنت مجموعة من العضوية عن تشكيل لجنة تحضيريـة لإقامة إجتماع لشورى الشعبي بالتوقيعات، وعقدت مؤتمراً صحفياً ضربت فيه موعدا وشرعت في جمع الأموال بعيداً عن أمانة الشعبي العامة، في خروج علي النظام الأساسي وفي سابقة غير معهودة، وحددت الأجندة ومضت لترتيبات الأصل فيها أن تقوم بها الأمانة العامة للمؤتمر الشعبي بعد أن يتم تسليمها قائمة الموقعين إن وجدت. وصارت التساؤلات تترى: من الذي يقوم بجمع الأموال؟ وماهي مصادرها؟ ومن يصرفها؟ وكيف؟ كل ذلك من وراء ظهر الأمين العام، والأمانة العامة، فأي شورى تلك؟ وأي عهد هو؟ وأي أمانة؟. كما أننا لم نعهد في أدبيات الشعبي نشراً لكشوفات البذل المالي دعك عن بذلها في الأسافير والمنصات، فما هكذا عقدت شورى من قبل وماهكذا ينبغي للشورى أن تعقد اليوم.
توقيعات الشورى هذه لم تسلم حتي هذه اللحظة للأمانة العامة لتأكيدها بحسب المتبع، وإنما إنتشرت في الأسافير والمجموعات، وكلها جاءت بعد انعقاد المؤتمر الصحفي المذكور.
ولمزيد من المعلومات عن التجاوزات بشأن النظام الأساسي وشأن انعقاد الشورى، رجاء الرجوع إلى بيان الأمانة العدلية بالمؤتمر الشعبي (يونيو 2022م). ولمزيد من المعلومات بشأن العضوية والأعضاء والدعوات وما جرى بشأنها يمكن الرجوع إلى أمانة الاتصال التنظيمي بالمؤتمر الشعبي.
إنه من نافلة القول أن دواعي الشورى ليست حاضرة في الأحزاب والكيانات السياسية فحسب، بل في السودان ككل، فقد تزايدت الإحن والمحن وصار الموت في مختلف بقاع السودان يحصى بالمئات، مما يستدعى تشاوراً أشمل وتداعياً أعم لرتق الفتق وحقن الدماء وحفظ الأنفس، ولكن الشورى ليست كلمة تطلق هكذا، وإنما لها إجرائيات وإداريات تحكمها لوائح وممارسات منضبطة وأعراف.
ومن المعلوم أن المؤتمر الشعبي والرجاء فيه في هذه الظروف ما عاد شأناً داخليا فقط، بل هو شأن سوداني عام، بل حتى هو همٌ لكثيرين من إخوتنا في قارات العالم المختلفة من الذين تربطنا بهم آصرة الأخوة، فقد تقاطر في الأيام الماضية الحادبون والمشفقون على المؤتمر الشعبي إخوة وأخوات كرام من داخل السودان وخارجه، فرادى وجماعات يأملون خيراً، والأمانة العامة للشعبي تشكر لهم سعيهم وتسأل الله لهم أجره (وَالَّذِينَ تَبَوَّؤُوا الدَّارَ وَالإِيمَانَ مِن قَبْلِهِمْ يُحِبُّونَ مَنْ هَاجَرَ إِلَيْهِمْ وَلا يَجِدُونَ فِي صُدُورِهِمْ حَاجَةً مِّمَّا أُوتُوا وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ وَمَن يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ[9] وَالَّذِينَ جَاؤُوا مِن بَعْدِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلِإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالإِيمَانِ وَلا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلًّا لِّلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا إِنَّكَ رَؤُوفٌ رَّحِيمٌ[10]) [سورة الحشر].
بين يدي هذا الموقف، وإعتبارا بالماضي، وتطلعا للمستقبل، يدعونا أدب الجماعة والإئتلاف لمناصحة إخوتنا القائمين على أمر الاجتماع هذا وتذكيرهم (وَذَكِّرْ فَإِنَّ ٱلذِّكْرَىٰ تَنفَعُ ٱلْمُؤْمِنِينَ) [الذاريات: 55] بضرورة الالتزام بالنظام الأساسي ولوائح المؤتمر الشعبي، الذي تنتظم الآن مؤتمراته تمهيداً للمؤتمر العام، وإننا في الأمانة العامة وعلى الرغم من كل ما سبق، ومن واقع إلتزامنا ومسئوليتنا وأمانتنا نمد إليهم أيدينا بيضاء: “أن اتقوا الله وارجعوا عن مسعاكم هذا”، وإننا في الأمانة العامة هيئة وشخوصاً ومعذرة منا إلى ربنا ندعو الله أن يغفر لنا ما قد يكون خرج من تراشق بقول أو لغو من أي من منتسبينا، ونعفو عما أصاب شخوصنا من أذى في سابقات الأيام عسى الله أن يجعله كفارة لنا. ومن بعدها فإن كان لأي من المنتسبين للشعبي من العضوية الملتزمة أمر يود أن يقدمه للمؤسسات فأبواب الشعبي كالعهد بها مفتوحة من أدنى مستواياتها إلى أعلاها فـي حرية تامة دون حجر، متى ما روعي الالتزام بالنظام الأساسي واحترام المؤسسية، كما ونؤكد أن الأمانة بقدر حرصها على جمع الصف ووحدة الكلمة، تحرص أيضا على الإلتزام باللوائح والتراتيب التنظيمية التي إنعقد عليها عهد الولاء للشعبي.
(لاَ يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلاَّ وُسْعَهَا لَهَا مَا كَسَبَتْ وَعَلَيْهَا مَا اكْتَسَبَتْ رَبَّنَا لاَ تُؤَاخِذْنَا إِن نَّسِينَا أَوْ أَخْطَأْنَا رَبَّنَا وَلاَ تَحْمِلْ عَلَيْنَا إِصْرًا كَمَا حَمَلْتَهُ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِنَا رَبَّنَا وَلاَ تُحَمِّلْنَا مَا لاَ طَاقَةَ لَنَا بِهِ وَاعْفُ عَنَّا وَاغْفِرْ لَنَا وَارْحَمْنَا أَنتَ مَوْلانَا فَانصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ) [البقرة: 286]
(رَبَّنَا لاَ تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا وَهَبْ لَنَا مِن لَّدُنكَ رَحْمَةً إِنَّكَ أَنتَ الْوَهَّابُ) [آل عمران: 8]
(فَذَكِّرْ إِنَّمَا أَنتَ مُذَكِّرٌ [21] لَّسْتَ عَلَيْهِم بِمُصَيْطِرٍ[22]) [الغاشية]
﴿ وأَوفوا بعهد الله إذا عاهدتم ولا تنقضوا الْأَيمان بعد توكيدها وقد جعلتم الله عليكم كفيلًا إن الله يعلم ما تفعلون ﴾. [النحل:91]
ونسأل الله الهداية والتوفيق والسداد
المؤتمر الشعبي الأمانة العامة
22 يونيو 2022 م
التعليقات مغلقة.