*أيقونة الزمان الجديد* أنور عبدالرحمن

ماسة نيوز

——————-
هَب أنني طفتُ السماء مُحلقاّ
وبنيتُ قصراً في الفضاء وخندقا
أو أنني أصبحتُ أول حاكمٍ
بلغ الأعالي دون خوفٍ وارتقى
ورُزِقتُ خيراتِ الكواكب كلها
وملكتُ جيشاً كالنجوم وفيلقا
أيفيدُ هذا حين أول سكرةٍ
عند المماتِ بدون زادٍ أو تُقى؟!!
تقول الحكاية بأن حمارا استيقظ فوجد نفسه في مواجهة أسد شرس، فأيقن بالهلاك، وأدرك أنه مأكول مأكول. فأغمض عينيه فلما فتحهما، وجد أن الأسد خاف فهرب من أمامه مذعورا .
أحس الحمار بالدهشة ثم لما ذهبت الصدمة واطمأن أعترته شجاعة مفاجئة فنهق حتى جفل الأسد وازداد سرعة فى هربه من أمام الحمار . فتشجع الحمار ولحق الأسد يطارده ويعدو من خلفه في البرارى وكان الجميع يرون حمارا يطارد أسدا و الحمار ينهق ويركض وراءه بينما الأسد يهرب من أمام الحمار مذعورا.والحيوانات و الطيور والزواحف تتعجب من غرابة المشهد ، وظن بعضها أن سنن الحياة قد انقلبت وان الشمس توشك أن تشرق من مغربها فأرتفعت أصواتها تشجع الحمار أيقونة الزمان الجديد. وشرعت بعضها تقدح أذهانها للتفكير فى ذكاء الحمير ومناقبها الأخرى . وفكرت الطيور كيف ستؤلف الأغانى الجديدة على منوال نهيق الحمار.
ومهما كان الأمر عجيبا والمنظر غريبا فإنه صار مدار حديث الجميع ومحط إنشغالهم . بيد أنه فى لحظة واحدة مفاجئة توقف الأسد ، ونظر الى الحمار بهدوء وهو يبتسم ، ويقول : هيا يارفاق إلى الوليمة.
كيف تصدق أن أسدا يهرب من حمار؟ أنا لم أكن اهرب منك يا حمار. بل كل ما فى الأمر أنى راهنت رفاقى الاسود انى قادر على الإتيان بالطعام لهم( ديلفرى) .
من يريد أن يقدمنا (ديلفري) لأي جهة كانت فليكن علي علم أننا لسنا حمير ولم ينهار صمودنا عندما كان المؤتمر الشعبي فى العام 2000 قد تم إعتقال أمينه العام بعد مزكرة التفاهم التي تم توقيعها مع الحركة الشعبية لتحرير السودان بقيادة جون قرنق وحينها تم إغراق الجامعات بهاشتاق Ok قرنق مع وضع رمز 👍🏿.. من قام بذلك هم طلاب المؤتمر الوطني الذين كانوا يسمون أنفسهم (حطين) واذكر جيدا حينما كانت أقلامهم الحمراء تسطر ابشع العبارات تجاه الشيخ حسن رحمة الله تتنزل عليه بصحفهم الحائطية بجامعة الخرطوم.. حينها إستدرك الأخ أحمد محمد عمر أنهم أغبياء لأن كتاباتهم كانت بالأقلام فقام بشراء قلم وطاف علي كل الملصقات الحائطية وأمام كل حطين وضع (من) فنكسوا رؤوسهم وصاروا كالحمار الذي ظن أنه يطارد أسدا ..
ونحن في خلوة يوسف يأتي إلينا أناس من أقاصي دارفور مآذرين ومهونين علينا الأمر ولسان حالهم يقول بورك في الشباب الطامحينا فقد هرب من المسؤولية رجال أشداء أقوياء بل حتي من المؤتمر الشعبي هناك من أعلن إنسلاخه ظنا منه أن السجن شر .. فالسجن الذي أرادوه لنا إذلال صار لنا عزة وكرامة وأرادوه لنا محنة فحولناه إلي منحة كثيرون يرون أني أقف وأستدل بكوبر وسجنها العملاق الذي هابه البعض فنفض يده وتنازل عن تاريخه بل بصق عليه فكوبر محطات مهمة لايعرفها إليها إلا من توقف عندها وأتذكر جيدا ما كان يردده الشيخ يوسف لبس رحمة الله عليه أن الحياة تجارب وخير التجربة أقساها وصمدنا
حال المؤتمر الشعبي الذي وجدنا بعد خروجنا كان أفضل مما هو عليه الأن رغم التبدل القليل الذي وجدنا في تنافر النفوس ..
مجموعة كوبر كانت ومازالت وستظل هي المجموعة التي لسان حالها يردد :
وأصبح لايري في الركب قومي وقد عاشوا أئمته سنينا
وكنا حين يرمينا أناس بطغيان
ندوس له الجبينا وأيضا صمدنا وسنظل صامدينا فيا إخوتي إن مايحدث بالمؤتمر الشعبي يثير الضجر مما نسمع ونقرأ وحتي لايكون أحدنا كأيقونة الزمان الجديد علينا بتزكر أركان البيعة و طيب الحديث و التوادد وإغلاق ثغرات يستغلها الشامتين فكل شئ إلي زوال وخير الذاد التقي والتاريخ لايرحم نعم الخلاف والاختلاف إذا لم يحدث فذلك يعني أن هناك خطأ و لكن الملاسنات والإساءات الشخصية والنعرات القبلية فهذا مالا نرضاه لنا ولغيرنا وهناك ادب للإختلاف ، هل ادلكم علي كتاب إن قرأتوه علمتم أن علينا الصبر فالطريق طويل والذاد لدي البعض قليل *(خلق المسلم )* للإمام الغزالي ..هذا واقول لك الله يادعوة الخالدين.. نواصل

التعليقات مغلقة.