من يوقف نزيف الدم في دارفور؟بارود صندل محامي
ماسة نيوز
خزلتنا اتفاقية سلام جوبا التي لم تحقق شيئا يذكر وكان الامل ان تضع الحرب أوزارها ويوقف الاقتتال اي كان شكله لينعم اهل دارفور بالامن والامان ومن ثم الحديث عن عودة اللاجئين والنازحين وتحقيق العدالة والمصالحات والتنمية ولكن اتت الرياح بما يشتهيه اهل دارفور،،،فمنذ التوقيع علي اتفاق جوبا الي يومنا هذا لم نبارح هاجس الامن،،،ظلت الدماء الذكية تراق مدرارا لا ندري باي ذنب يقتلون،،،في غالب الاحيان القاتل والمقتول من اهل دارفور،،،لماذا يتقاتلون وعلي اي شئي يتنازعون؟
ما عدنا نتحدث لا همسا ولا ركزا عن السلام،،السلام الذي تبخر ولم يعد له وجود الا في قراطيس يحتفظ بها الموقعون يبدونها كلما جاءت مناسبة رسمية،،،بالامس القريب تجددت الاقتتال في غرب دارفور في اكثر من موقع وتزامن ذلك مع جولة حاكم الاقليم،،وقد استمعنا الي حديث غاضب للحاكم يوزع الاتهامات يمينا ويسارا ورغم صحة بعض الاتهامات الا ان الحديث في مجمله يفتقر الي المسئولية والي الكياسة،،الي من يشتكي الحاكم؟،،وهذه ليست المرة الاولي التي تحدث الاقتتال،،تكمن المشكلة وقد قلناها تكرارا ومرارا لكن لا يطاع لامثالنا من الافندية والملكية امرا،،حاكم الاقليم ليس له سلطات واضحة لم ينشأ الاقليم بقانون،،ليس هنالك قانون اسمه قانون اقليم دارفور،،هذا الوضع غريب،،،ليس معروفا ماهي العلاقة بين الولاة والحاكم،،هل هم مسئولون امام الحاكم في اداء مهامهم؟اين حكومة الاقليم بل أين مؤسسات الحكم الاقليمي؟الامر هرج ومرج،،بين حاكم لا يملك من السلطة الا اليسير ولكنه يتمتع بكامل امتيازاته،،ومعه نائب مخضرم اداريا وسياسيا،،محمد عيسي عليو ولا ندري اي الملفات يتابطها،،ووزير مالية ليس لديه موارد مالية خالي الوفاض،،،وولاة يعينهم رئيس الوزراء ويعزلهم قائد الجيش ويعين اخرين مكلفين،،لم ينجح اي وال في تعين حكومة كاملة في ولايته،،،هكذا الولاة امراء علي الولايات يامرون وينهون بلا قانون ولا لوائح مسطورة،،،
فات علي الحاكم وهو(فل مرشال)كما يحلوا لانصاره ان يسموه انه لا يملك سلطة تحريك القوات المسلحة فهذه القوات لها قانون راسخ واعراف مكتوبة وهي لا تتحرك الا باوامر من القيادة العامة التي علي راسها السيد البرهان،،لذلك قد اقترحنا ان يضمن في قانون الحكم الاقليمي لدارفور الذي لم ير النور ولن يراه،، نصوص تعطي سلطة للحاكم تمكنه من استخدام القوات النظامية والقوات المشتركة المعنية ببسط الامن في دارفور،،دون الرجوع الي الخرطوم،،،كان يفوض القائد العام بعض سلطاته لحاكم دارفور في التعامل مع القوات النظامية،،،والا سيظل الحاكم يصرخ في وادي عبقر أو في اي واد من وديان وانهار دارفور كلما تقع حادثة تفقع المرارة وترفع الضغط والسكري،،،
الي اين وصلت الترتيبات الامنية التي اصبحت مثل الغول والعنقاء نسمع عنها ولا نراها،،،ترتفع الاصوات ويلتقي القادة وتتحرك الكمرات ثم تخمد كل ذلك ليعقبها فترة بيات،،،اين الجنرال النشط سليمان صندل حقار الرجل الذي يتمتع بمواهب متعددة ومتنوعة،،فبحكم موقعه في قيادة الترتيبات الامنية كان له صولات وجولات ولكنه في الاونة الاخيرة استغرقته السياسة،،،النضال ضد قحت والعمل مع قحت الجديدة،،وهلموجرا،،،
اما بقية عقد قيادات الحركات المسلحة فقد تفرقت ايادي سبأ ،جبريل ابراهيم دخل الي اتون مالية الدولة فوجدها معتله فحاول علاجها لا بالمسكنات كما كانت تحصل دائما ولكن اعمل مبضع الخبير الجراح،،،ولكن اليد الواحدة لا تصفق،،غياب الاستراتيجيات الواضحة افشلت خططه،،وانقلب الامر عليه وحمل كل ثقل التداعيات الاقتصادية،،الجميع يمسك بتلاليبه،،،يسالونه عن الخبز والوقود وغاز الطبخ ومياه الشرب والكهرباء،،،وويحملونه ارتفاع الدولار وتقهقر العملة الوطنية،،،والرجل يبذل جهد خارق وهو يقاتل الدولار يصرعه مرة وتصرعه مرات،،هو مشغول بارضاء اهل الخرطوم لاشباع حاجاتهم التي لاحد لها،،اظنه لا يجد اي نفاج لينظر الي مشاكل دارفور،،،فضلا عن حلحلتها،،،لو سالناه عن الاموال المخصصة لدارفور في اتفاق جوبا في ميزانية عام 2022وهو مبلغ يفوق سبعمائة مليون دولار امريكي،،،لا ندري ماذا يقول،،،لو رصد المبلغ سيظل مجرد حبر علي الورق ليس لشح الاموال ولكن اولويات اهل الخرطوم لا تسمح بذلك،،وان الاعلام الاصفر سوف يقلب ظهر المجن علي الوزير،،،جاهزة تلك النعوت،،العنصرية،،التمييز،،،الكوزنة،،،تجيير موارد الدولة لصالح دارفور غياب العدالة،،،الخ
اما القادة الذين ولجوا الي القصر الجمهوري،،،الهادي ادريس والطاهر حجر،،مشغولان بمبادرة تخرج البلاد والعباد من المشاكل التي بعضها اخذة برقاب بعض،،،لا وقت لهمها لسفاسف الامور في دارفور،،هموم قومية لا تعلو عليه هموم اقليمية أو ولائية،،،والخلاصة ان لا بواكي لاهل دارفور وسيستمر اراقة الدماء وذهاب الريح الا ان يقيد الله التيار الثالث لاهل دارفور والذي ينضج علي نار هادئة،،،ليتسنم قيادة السلام الحقيقي مع اهل المصلحة،،يرونه بعيدا ونراه قريبا،موعدنا عقب عيد الفطر،وما ذلك علي الله بعزيز،،
بارود صندل رجب/المحامي
التعليقات مغلقة.