خطاب نائب والي ولاية غرب كردفان خلال الإحتفال التي إقليم بميدان الحرية بالفولة لتنصيبه

 الفولة : ماسة نيوز

المجد والخلود لشهداء الحرية والسلام، شهداء الكفاح المسلح وشهداء الثورة السودانية على إمتداد تاريخ بلادنا العظيمة.

  • الرفيق القائد مالك عقار اير، عضو مجلس السيادة، رئيس الحركة الشعبية لتحرير السودان – شمال ، القائد العام للجيش الشعبي لتحرير السودان
  • الدكتور / الهادي إدريس، عضو مجلس السيادة ، رئيس الجبهة الثورية السودانية
  • الأستاذة / بثينة إبراهيم دينار، وزيرة الحكم الاتحادي
  • الأستاذ / خالد جيلي والي ولاية غرب كردفان (ذات الحكم الذاتي) المكلف والأخوة الموظفين والعاملين في حكومة غرب كردفان .
  • السادة / ممثلو الأجهزة الأمنية، الجيش والدعم السريع والشرطة وجهاز المخابرات العامة.
  • الرفاق / القيادات السياسية والعسكرية للحركة الشعبية والجيش الشعبي لتحرير السودان – شمال
  • السادة / ممثلو الجبهة الثورية.
  • السادة / النظار والعمد والمشايخ والأعيان ممثلو الإدارات الأهلية وقيادات المجتمع المدني بغرب كردفان.
  • السادة / ممثلو الإتحادات المهنية والنقابات والروابط والجمعيات ومنظمات المجتمع المدني بغرب كردفان.
  • السيدات والسادة / ممثلو الأحزاب والتنظيمات السياسية ونشطاء العمل السياسي والإعلامي.
  • الاخوة والاخوات / ممثلي وممثلات المرأة والطلاب والشباب.
  • السادة / ممثلو المجتمع الدولي والإقليمي والمنظمات.
  • الاخوة والاخوات في الإعلام .
  • الاخوة والاخوات، الأبناء والأمهات مواطني غرب كردفان
  • الضيوف الأكارم من مختلف ولايات السودان الذين تكبدوا المشاق لمشاركتنا هذا اليوم العظيم.
  • أيضاً التحية للفريق أول ركن عبدالفتاح البرهان رئيس مجلس السيادة القائد العام لقوات الشعب المسلحة.
  • الفريق أول محمد حمدان دقلو نائب رئيس مجلس السيادة، القائد العام لقوات الدعم السريع ،رئيس الوفد الحكومي المفاوض
  • الفريق أول شمس الدين كباشي عضو مجلس السيادة، وكل التيم الحكومي المشارك في مفاوضات جوبا لسلام السودان.
  • أيضاً التحية للرفيق القائد ياسر سعيد عرمان، نائب رئيس الحركة الشعبية ، رئيس وفد الحركة المفاوض، وأعضاء الوفد لما بذلوه من جهد وصبر وتحمل المسؤولية.

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أحييكم بتحية السّلام والإنتصار، وأحي صمودكم وتضحياتكم ومقاومتكم لكآفة أشكال المعاناة وصبركم على الحروب والتهميش والاقصاء.

إن هذا السلام هو سلام ٌلجميع السودانيات والسودانيين وبنوده جاءت بمكاسب كثيرة لأهل السودان بصورة عامة ولمواطني غرب كردفان على وجه الخصوص وآثارها الإيجابية على حياة كل السودانيات والسودانيين والأجيال القادمة أؤلئك الذين ليسوا معنا الان، ومستقبلاً .أما أن تشكرنا الأجيال على إيجابياته أو يلوموننا في حال لم نحقق ما إتفقنا عليه في إفاقية جوبا لسلام السودان.

إن كآفة السودانيين شركاء في صناعة هذا السلام كلا من موقعه وباسلوبه ووسائل نضاله، نذكر على سبيل المثال لا الحصر بالبندقية، القلم والكلمة، واؤلئك الذين ساهموا في بناء قدرات الأجيال الذين قاموا بثورة ديسمبر المجيدة ولا ننسى أؤلئك الذين تعاطفوا بقلوبهم من أجل انجاز السلام والتغيير معاً.

لقد عالجت هذه الاتفاقية مسألة إعادة هيكلة الدولة السودانية على أسس جديدة من ضمنها المشاركة العادلة في قضايا السلطة والثروة والمساواة في الحقوق والواجبات على أساس المواطنة المتساوية هذه المعالجة لن تمر دون صراع مرير حولها، وهو صراع بين القديم والجديد.

  • المواطنين الكرام:

لقد عانت ولاية غرب كردفان  طوال تاريخها من التهميش والإقصاء رغم ما تمتلكه من موارد هائلة حيث أنها الولاية الأولي لإنتاج البترول في السودان بالإضافة لما تقدمه للمركز من صادر الثروة الحيوانية والزراعية كل هذه الإسهامات لها دور كبير وعظيم في تسيير الإقتصاد السوداني ورفد الخزينة العامة للدولة، إلا أن المؤسف  جزاء الولاية كان التهميش التنموي والإقتصادي والإهمال المتعمد من الحكومات المركزية بالإضافة لزج إنسانها وإستخدامه في الحروب الداخلية والقبلية كوقود للحرب وأنه لأسوء استغلال في تاريخ الدولة السودانية وسيتوقف هذا الامر ولن يعود الي الابد بفضل ثورة ديسمبر المجيدة وإتفاق جوبا لسلام السودان والذي نحن بصدد تنفيذه مع شركائنا من أبناء الولاية الذين يتحملون ويتقاسمون معنا المسؤولية.

أؤكد ان هذا الموقع هو تكليف وأمانة أكثر من كونه شرف وهو مسؤولية نتحملها في منعطف تاريخي حرج تمر به كل البلاد والولاية على وجه الخصوص.

أود ان أُطمئن الجميع وأعلن بأنني سوف أسعى جاهداً مع شركائنا بالولاية في إشراك كآفة مكونات شعب غرب كردفان المتنوعة وقواها الحية التي شاركت في صنع ثورة التغيير في تنفيذ برنامج الثورة والعبور بالولاية الى بر الآمان. سوف نعمل مع شركائنا بكل شفافية لتكوين الحكومة بالولاية والتي تمثل وتعكس كل مكونات الشعب السوداني الموجود بالولاية.

سوف تنصب أولويات برنامج حكومتنا في كيفية تنفيذ السلام على أرض الواقع عبر الإسراع في تطبيق البروتوكولات التي تلي الولاية، بغية استتباب الوضع الامني في الولاية ومحاصرة وايقاف وإطفاء بؤر الصراعات والنزاعات القبلية التي تشهدها الولاية من حين لآخر.

سوف نحرص مع شركائنا من منطلق مسئوليتنا على إشراك المرأة والشباب في كل مستويات السلطة التنفيذية والقضائية والتشريعية في الولاية بما فيها مشاركة المراة في الأجهزة الأمنية.

إن التحديات التي تواجه الولاية كبيرة وجسيمة، وفي مقدمتها الصراعات في مناطق البترول بجانب التحديات الأمنية والنعرات القبلية، ومعالجتها تكمن في تطبيق مبادئ العدالة وإحترام القانون والإحتكام للقضاء وعدم اللجوء لأخذ الحقوق بالقوة أو بسلطة الأمر الواقع أو حسب هوى النفس، وهي تفرض على الجميع القيام بأدوار إيجابية لمعالجة ومحاصرة هذه الظواهر، من خلال الحفاظ على مكتسبات السلام وتعزيز دور الإدارة الأهلية والطرق الصوفية ورجال الدين والمرأة والشباب في بناء السلام وتعزيز القيم الإجتماعية الأصيلة التي تميز بها شعب ولاية غرب كردفان

سنعمل بكل جدية على تخفيف الضائقة المعيشية التي أقعدت الناس والانطلاق نحو إعادة الإعمار وتحقيق التنمية والعمل مع الجميع لمحاربة الفساد والمحسوبية وإزالة التمكين عبر طرق قانًونية صارمة مع الإلتزام الأقصى بسيادة حكم القانون كمنهج للممارسة السياسية.

إن من أهم أولويات حكومتنا هذه هي تقديم الخدمات الأساسية من الصحة ومياه الشرب والعناية بالتعليم العام والعمل على تأهيل مؤسسات التعليم العالي بالولاية وفتح مجالات التعاون مع الجامعات الأخري وتأهيل المدارس الأساسية والثانوية والمستشفيات.

إن قضايا الرحل والرعاة والمزارعين هي أيضاً في سلم أولويات حكومتنا وسنعمل بما جاء في إتفاق السلام في هذه القضايا.

  • المواطنين الكرام:

إن ما ورد من تقسيم السلطة في بنود هذا الإتفاق كانت لأسباب واضحة وهي إيجاد الية للمشاركة في فترة الإنتقال وخصصت نسب لموقعي السلام ودعوني أقف على ما خصص للحركة الشعبية في المنطقتين (إقاليم، النيل الأزرق، جنوب كردفان/ جبال النوبة وولاية غرب كردفان) في السلطة التنفيذية 30% بالإضافة الي منصب حاكم ولاية النيل الأزرق ومنصب نائب حاكم/ والي في ولايتي جنوب كردفان وغرب كردفان.

والسلطة التشريعية بنسبة 30% في إقليم النيل الأزرق ولايتي جنوب كردفان/ جبال النوبة وغرب كردفان.

 كذلك المفوضيات سيكون التعيين فيها وفق الكفاءة.

  • المواطنين الاعزاء.

 فيما يتعلق بنظام الحكم لقد حصلنا على الحكم الذاتي دون المساس بوحدة السودان مثلما ورد في المادة 8 “اتفق الطرفان أنه دون المساس بوحدة السودان شعبا وارضا او السلطات الحصرية او المشتركة او المتبقية المنصوص عليها ضمن هذا الاتفاق، تتمتع المنطقتان بحكم ذاتي تمارس فيه السلطات المنصوص عليها في هذا الاتفاق.

وقد أكد ذلك بالتطبيق والممارسة الفعلية للحكم الذاتي المرسوم الدستوري رقم (09) الذي أصدره الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان بتاريخ الخامس عشر من شهر فبراير لسنة ٢٠٢٢م، وبذلك يصبح الحكم الذاتي والصلاحيات والسلطات المنصوص عليها في الإتفاق وآجبة النفاذ.

بهذا السلام نكون قد هزمنا الأنظمة التي تسببت في تدهور السودان منذ وقبل الإستقلال، أنظمة المركز بمسمياتها العديدة بعد هزيمة ذلك العدو لابد من توظيف طاقاتنا التي اهدرت في الحروب نحو العدو القديم المتجدد دوماً والذي لا يقل فتكاً عن الحرب والمتمثل في (الفقر والجوع والجهل) هذا الثلاثي الذي أقعد الدولة السودانية سنين عدداً يحتاج منّا بان نوجه طاقة الحرب لمحاربته واجتثاثه من جذوره لأننا نصبو الى بناء سودان جديد تكون فيه المواطنة هي أساس للحقوق والواجبات سودان ديمقراطي يحترم التعدد والتنوع ويحتفي بهما.

أما تقاسم الثروة فهي بنسبة 40% ولمدة عشرة سنوات، من ثم يكون هنالك مؤتمر بين الطرفين وأصحاب المصلحة والوساطة لتحديد النسبة الدائمة لولاية غرب كردفان، وأن هذه المكتسبات هي ملك لكآفة مواطني غرب كردفان، وأوصيكم بالحرص على متابعتها وعدم التنازل عنها مهما كلف الأمر، ولقد كانت هذه الفكرة مسنودة بتضحيات ونضالآت الحركة الشعبية والجيش الشعبي لتحرير السودان، ولكن الثروة والمنفعة هي لكافة سكان الولاية.

وأيضا من مكاسب اتفاقية السلام إصلاح الخدمية المدنية القومية والولائية مع تخصيص نسبة ٤.٣٪ لصالح مواطني الولاية من جملة الوظائف القومية.

  • الى النازحين واللاجئين.

بهذه الاتفاقية سننهي اثار الحرب واللجوء والنزوح عبر برنامج مفوضية عودة اللاجئين والنازحين بتنظيم رحلات عودتكم الي مناطقكم الأصلية بعد تهيئة المناخ الملائم وتوفير الخدمات والمرافق الصحية والتعليمية والطرق والأسواق وسبل كسب العيش ووسائل الإنتاج والمشاريع المساعدة، خاصة أهلنا المشردين في الخرطوم حيث هنالك ما يقارب ٨٠٠٠ من مواطني غرب كردفان مشردين في مدن الخرطوم يقطنون الرواكيب تحت العمارات ويعيشون حياة بائسة تفتقد لابسط مقومات الإنسانية والحياة الكريمة.

  • الى مواطني ولاية غرب كردفان كآفة:

هناك واجبات تقع على عاتقكم وبمساعدة المنظمات والحكومات.للتحول من مجتمع متأثر بالحرب الي مجتمع مدني مسالم وهذا يتطلب من الجميع:

التسامح والتعافي وطي صفحة الحرب ومرارتها وفتح صفحة السلام والوئام.

التعايش السلمي والتراضي الإجتماعي وقبول الآخر المختلف ثقافياًذ وعرقياُ وعقائدياً.

  الحد من النعرات القبلية والعنصرية والجهوية.

معالجة النزعات بالأعراف والقانون.

التعاون مع الجهات الرسمية والشعبية والمنظمات والهيئات.

العمل والإنتاج.

إرساء السلام.

نسعى لتوفير الأمن وحماية المواطنين والدفاع عن حقوقهم.

سيكون هنالك صندوق لرعاية اسر الشهداء وصندوق آخر لقدماء المحاربين والمعاقين.

إستيعاب وتشغيل الكوادر من الشباب والشابات بالولاية في الوظائف التي تتناسب مع تعليمهم ومؤهلاتهم مع مراعاة التمييز الإيجابي لمواطني الولاية.

سنعمل على إزالة العقبات التي تحول دون تشغيل أبناء الولاية في الشركات العاملة في مجال النفط.

  • المواطنين الكرام:

إن الحركة الشعبية في حوجة ماسة الي المكونات الأخرى والتحالفات أمر حتمي لتنفيذ هذا الإتفاق كما كانت ضرورية في التفاوض والوصول الي الإتفاق نفسه ويكاد يكون مستحيل بان نمشي وحدنا في الطريق لتنفيذ العملية السلمية دون الآخرين لتنفيذ إتفاق السلام وإدارة المرحلة الإنتقالية نحتاج لكتلة متجانسة متفقه على الأقل في الحد الأدنى من المصالح والرؤية.

 إن هذا الإتفاق ليس غاية في حد ذاته بل نعتبره خارطة طريق / وآليه لتحقيق المطالب وتحقيق أهدافنا المتمثلة في السودان الجديد/ سودان المواطنة المتساوية/ السودان الذي يحترم التّعددية ويحسن إدارتها. هذه ليست أماني وأحلام لانه بتوقيع الإتفاق إنتقلنا من المعارضة والمطالبة الي مرحلة المشاركة ومن الثورة الى الدولة هذه المرحلة تحتاج منّا جميعا للعمل سوياً بعقلِ مفتوح وأن ننتقل من مربع الإحتجاج الذي أضر بقضايانا الى مربع الفعل والمشاركة الفاعلة وتحمل المسؤوليات الملقاة على عاتقنا.

خلف هندسة السلطة وحسابات الثروة هنالك معنى آخر للسلام، فما هو هذا المعنى؟ ما الذي يعنيه السلام لولاية غرب كردفان؟ هنالك كثيرون ـ هنا وفي غير هذا المكان ـ يحسبون أن الغاية من السلام هو توزيع الوظائف، وإقتسام مواقع السلطة، واكتناز المال عبر إستغلال الممتلكات العامة، أو هو الهيمنة على الآخرين. الذين يفكرون على هذا الوجه يقرأون من نص آخر غير النص الذي وقعناه. إن أهدافنا أكثر سمواً من ذلك، وبدائلنا ورؤيانا أكثر نبلاً.

النص الذي أحمله يقول أن السلام هو تحقيق الأماني التي يترجاها المواطن العادي من سلام يتطلع مشغوفاً لتحقيقه. فالسلام في فكري وفي أعماق روحي هو وعد بتوفير الحياة الكريمة الفاضلة للصغار والشباب والمسنين في ولاية غرب كردفان، الذين تحملوا في صمت وكبرياء فقدان أبنائهم في حرب التحرير وهم يحسون بالعجز واليأس. هو وعد لهؤلاء أننا لن نخون أبداً الأهداف التي ضحى بارواحهم من أجلها ابناؤهم الشهداء. هو أيضاً وعد لأرواح شهداء الحرب وضحاياها في الجانب الآخر ولذويهم أن السلام العادل المُشَرِّف هو الذي سيبرئ الجراح التي أدمينا بها بعضنا البعض.

يجب أن نوظف هذا الإتفاق من أجل خلق تأثير حقيقي في إدارة الفترة الإنتقالية والتي هي الأخرى لديها تحدياتها ومن ضمنها تنفيذ هذا الإتفاق الذي يحتاج منا كما أسلفت الى صناعة كتلة متجانسة تقود عملية الإنتقال بسلاسة ودون أقصاء أحد ويجب أن لا ندع الوظائف تنسينا الهدف الرئيسي أو ندع فرصة للآخرين لكي يستوعبونا لأغراضهم لذلك نحتاج لإختيار كادر لديه قدرات لإحداث التغير وفق برنامج حكم نتفق عليه لإدارة الولاية.

يحتاج هذا الإتفاق الى تسويق حقيقي للشعب السوداني وكشعب ولاية غرب كردفان لديكم دوركم في هذا العمل، هذا الإتفاق لابد أن يلامس حياة المواطن ويخاطب قضايا المعيشة اليومية وهذا لايتم في يوم واحد أو شهر واحد انما هو عملية مستمرة.

نود ان نشير سوف يكون من صميم اهتمامنا نحن وشركائنا في حكومة غرب كردفان الإهتمام بالثروة الحيوانية والزراعة لما تذخر به ولايتنا من موارد وامكانيات هائلة في هذا المجالين سنسعى للإهتمام بقطاع الثروة الحيوانية وتطوير وتحديث بنياتها التحتية الموجودة ولا سيما محجر الخوى  والسنوط وإفتتاح وإنشاء محاجر أخري بالولاية وكذلك الزراعة سنعمل على تطويرها وإستزراع المساحات غير المستخدمة بتشجيع وتحفيز المزارعين والمنتجين وتوفير بيئة محفزة وجاذبة للمستثمرين تشجعهم للاستثمار الزراعي في الولاية.

أيضاً ستكون من أولي اولوياتنا مع شركائنا في الولاية والجهات ذات الصلة في الحكومة المركزية الاهتمام بتوطين الصناعة في الولاية ولا سيما كخطوة أولي الصناعات التحويلية لتوفير الاإكتفاء الذاتي ومن ثم التصدير لخارج الولاية، وسيكون أمر مصنع الألبان بابنوسة من صميم إهتمامنا مع الجهات ذات الصلة في الخرطوم وتحديداً وزارة الصناعة حول إمكانية تشغيله في ذات مجاله أو تحويل المصنع للصناعة في مجال آخر وسبق أن أثرنا هذه النقطة مع الوفد الحكومي في مفاوضات جوبا وكان الرد أن هنالك دراسات جدوي تعمل في الغرض للوصول لنتائج حول الاستمرار في مجاله او الانتقال للصناعة في مجال اخر وسنتابع هذا الامر في حكومة الولاية.

الطرق والجسور ستكون أيضاً من أهم إهتمامنا مع شركائنا في الولاية وستكون أولويتنا ربط حاضرة الولاية بمحلياتها المختلفة بالطرق الداخلية سنعمل بالتنسيق مع الجهات ذات الصلة في هذا الأمر من وزارة الطرق والجسور والهيئة القومية للطرق والجسور.

فيما يخص الترتيبات الأمنية، لقد كان الهدف النهائي والجوهري من إتفاق الترتيبات الأمنية هو الوصول الى جيش وطني واحد مهني وقطاع عسكري وأمني جديد موحد وليكون هذا الجيش مهمته الرئيسية حفظ أمن البلاد وأن لايتدخل في الشؤون السياسية وأن لا يتبع لآي جهة أو حزب بل هو جيش الوطن بكل تعدده وتنوعه.

إن الإصلاح الإقتصادي والسياسي مرتبط ببناء وتطوير القطاع الأمني والعسكري بالسودان لأن الترتيبات الأمنية متصلة بتنفيذ الاإتفاق السياسي، لقد تم تسيس أجهزة نظامية حساسة مثل جهاز المخابرات والشرطة ، هذه الأجهزة في فترة النظام البائد كانت عبارة عن سلطة وحكومة قائمة بذاتها تعتقل من تشاء وتعذب من تشاء وبيدها مقاليد ومصائر كل الناس، في هذا الإتفاق تم تحديد المهام الأساسية لهذه الأجهزة والتي سيكون الجيش الشعبي جزءاً منها هذه المهام تتلخص في أن تكون قوات الشرطة قوات مهنية ليس لديها إنتماء لحزب أو جماعة أو فصيل وولاؤها للوطن فقط وستقوم بكافة عمليات حفظ الأمن الداخلي بما فيها المنشأت الإستراتيجية ومكافحة الجريمة المنظمة وحماية الأسرة والطفل، أما جهاز المخابرات العامة فهو جهاز قومي ومهني  مهمته الأساسية حفظ أمن السودان وجمع المعلومات ومكافحة الأنشطة التخريبية والتجسس وجزء من قوات الجيش الشعبي من الضباط وضباط الصف والأفراد سيتم دمجهم في جهاز المخابرات وستكون هناك لجنة فنية مشتركة من الطرفين لمهام الدمج.

أدعوا الإداراة الأهلية لممارسة دورها الطبيعي والمعروف لقد ترعرعنا في ظل الإدارة الأهلية، نحترم النظار والعمد والشراتي والشيوخ والسلاطين، نحترم آليات الدولة لتقنينها وتحسين فعاليتها، لقد عملت الأنظمة على إستغلال الإدارة الأهلية لتوطيد حكمها منذ الإستعمار الإنجليزي الذي أستعان بالإدارة الأهلية لمساعدته في تقوية قبضته جاء النظام البائد باسوأ إستغلال وجعل الإدارة الأهلية أدوات قمع لشعوبها التي يفترض ان يتم حمايتها، ومنحتهم رتب عسكرية مختلفة.

أود أن أقول نحن نحترم الشيوخ والسلاطين والنظار والعمد ولكن الذين يحملون الرتب من الإدارات الأهلية في القوات المسلحة، الشرطة وجهاز الأمن والمخابرات فمكانهم الثكنات العسكرية تلك المؤسسات العريقة التي لها واجبات ومهام، إدارة الأهل هي من نصيب الإدارة الأهلية إرثا وأرضاً لقد خصصنا بند سميناه الترتيبات الأمنية المناط منها الوصول الي جيش سوداني مهني واحد يراعي التعددية السودانية، كيف نقبل باجسام معسكرة ونحن ننادي بنزع السلاح بما في ذلك إعادة الدمج والتسريح.

في هذا المنحى الأمن والتنمية والإستقرار يعني بسط هيبة الدولة وزرع الطمأنينة في قلوب المواطنين بحيث يمارسوا حياتهم اليومية دون توجس او خوف. هذا يعني العمل المستمر للجنة امن هذا الولاية التي أنا ساكون جزءا منها. لا للتفلتات الأمنية تحت مسميات مختلفة، بفعل فاعل من أشخاص نفعين تساندهم بعض المؤسسات التي لا تحب إستقرار الولاية ولا السودان نفسه. نحن في لجنة الأمن سوف نتشدد في المحافظة على الإستقرار والأمن في الولاية تحقيقاً للعدالة الإجتماعية والمحافظة على إستقرار الولاية وشعب غرب كردفان.

  • في الختام:

أود أن أؤكد التزامنا التام وعزمنا وجديتنا بتنفيذ إتفاق السلام النهائي وهذا الإتفاق ملك للشعب وليس للحركة وأؤكد ان الحركة الشعبية وشركائها في الولاية ستشارك الجميع في تنفيذ هذا الإتفاق إلا من أبى ومن أجل اعادة ولاية غرب كردفان الى سيرتها الاولي والمكان الذي تستحقه.

كما نجدد عهدنا بالتمسك بشعارات الثورة والسلام، وبمدنية الدولة، وديموقراطية الحُكم.

أودُّ في هذه السانحة أن أُجدِّد دعوتي لكآفة مكونات ولاية غرب كردفان بالعمل سويا، والتسامح ونبذ العنصرية والجهوية من أجل المصلحة العامة، والى كل السودانيات والسودانيين بمختلف مكوناتهم السياسية والعسكرية ومنظمات المجتمع المدني والفاعليين في الساحة السياسية بالجلوس في حوار شفاف وأضح وصريح والتوافق على برنامج سياسي يُعالج نواقص الماضي ويخرج بلادنا من هذا المأزق التاريخي ونُنجِزُ ما تبقى من أهداف الثورة والانتقال الديموقراطي المُتعلقة، وإكمال هياكل السلطة، وإقامة المؤتمر القومي الدستوري، وصولاً لانتخاباتٍ حرةٍ ونزيهة.

المجد والخلود لشهدائنا الابرار ولكل شهداء المقاومة والثورة السودانية.

آدم كرشوم نورالدين

٩ مارس ٢٠٢٢م

الفولة : حاضرة ولاية غرب كردفان

التعليقات مغلقة.