مستقبل النظام العالمي الي أين ؟

النور حسين علي المدني

تشكل النظام العالمي الجديد الذي أصطلح علي تسميته بعد الحرب الباردة التي أنتصر فيها حلف الولايات المتحدة علي الإاتحاد السوفيتي مما جعلها تسيطر علي موازين القوي العالمية ومعروف أنها دخلت الحرب متأخرة، الأمر الذي جعلها تكسب الحرب ولكن بنهاية التسعينات دخلت الولايات المتحدة في حرب جديدة في العراق بدعاوي إمتلاك العراق للأسلحة النووية ولكن الهدف هو إنهاء نظام صدام حسين الذي ظل عصي علي مطامع واهداف الولايات المتحدة في الشرق الأوسط واصبح مهدد رئيسي لإسرائيل.

واستمرت الولايات المتحدة في سياستها البولسيه في مواجهة العالم الخارجي وسيطرتها علي الأمم المتحدة والبنك الدولي وجعلت من نفسها  بوليس العالم بعد أحداث الحادي عشر من سبتمبر التي راح ضحيها قيادات التحالف الذي بنته الولايات المتحدة والمملكية العربية السعودية في أفغانستان لمواجهة الروس فيها .

بعد الإنتصار الذي حققه المجاهدون بدعم من أمريكا والسعودية ضد الروس عاشت أفغانستان حالة من الفوضي والحروب الأهلية وانقسم المجاهدون الي حركات منفصلة وظهرت من بينهم حركة طالبان التي أساس تكوينها من طلاب العلوم الشرعية وأصبح لهم رأي في أدارة الدولة مخالف لتوجهات الليبرالية الأمر الذي أجبر الولايات المتحدة لخوض حرب جديدة باسم الإرهاب في أفغانستان في مواجهة طالبان حتي انتصر عليها طالبان في 2021وبهذا الانتصار قد فقدت الولايات المتحدة معظم حلفائها  مثل فرنسا وبريطانيا وغيرهم من اعوانها في مكافحة الإرهاب المزعوم وذلك بعدم تنسيقها معهم في عملية الإنسحاب بالإضافة إلي الخسائر الاقتصادية التي تقدر بمليارات الدولارات التي صرفتها في تلك الحرب و أزمة الكورونا التي دهست اقتصاد الولايات المتحدة وقتلت آلاف من الامريكين والمشاكل السياسية التي واجهتها   منها خروج امريكا من الاتفاق النووي مع إيران و مقتل جورج فلوايد الأمريكي علي يد الشرطة وعصابات ترامب التي تسلقت البيت الابيض ورفضه لعدم تسليم السلطة بعد فوز بايدن هذه كلها مشاكل أصبحت تعاني منها الولايات المتحدة الأمريكية وجعلتها غير جديرة بالريادة في المستقبل وكذلك عقدها بيع أسلحة نووية محرمه مع بريطانيا الي أستراليا هذا كلها جعلها غير جديرة بالمحافظة علي الامن والسلام الدوليين .

  إلا أن مستقبل النظام العالمي ذاهب في اتجاة أن يتشكل من جديد في شكل تعددي مع النمو الصيني والقوة الإقتصادية التي ظهر بها بعد جائحة كورونا كذلك الظهور القوي لروسيا التي تعد الحليف الإستراتيجي للصين وكذلك الظهور التركي الذي بدأ ينادي رئيسها رجب طيب أردغان بأنه لا يمكن لهذا العالم ان تهيمن عليه أقلية دولية تمثل في مجلس الامن وفقا لهذا أن النظام الدولي متشابك يحكمه مبدأ القوي الاقتصادية والعسكرية لهذا أن عملية تشكيل النظام العالمي تحتاج الي مشاركة جميع الأطراف المؤثرة في النظام الدولي وإعادة تشكيل مجلس الأمن بصورة أكثر تعددية تؤدي إلى تحقيق الأمن والسلام الدوليين .

التعليقات مغلقة.