من يوقف انحدار البلاد نحو الفوضي؟بارود صندل المحامي
ماسة نيوز
تعيش البلاد حالة من فقدان البوصلة والتوهان مع ان طريق الخروج من هذه المحنة واضح المعالم وسالك ولكن في حاجة الي من يقود اليه،،لا يخفي علي احد انسداد الافق لا سيما بعد فشل الذين قادوا البلاد بعد الثورة فشلا ذريعا لا مثيل له،، كون ان معطيات النجاح كانت حاضرة داخليا وخارجيا ولكن فاقد الشيئ لا يعطيه،،،،سنحت فرصا كثيرة لاعادة ترتيب البيت وتصحيح مسار الثورة ولكن تسربت من بين اصابع السادة الذين لا يحسنون الا طق الحنك والبحث عن المصالح الذاتية الضيقة،،،لم يرعوا ولم يعتبروا من امثال ما اصابت الدول من حولنا من خراب وذهاب الريح،،،،
تفاقمت الاوضاع في البلاد بصورتها الحالية عقب انقلاب الخامس والعشرون من اكتوبر وبغض النظر عن الاسباب والمبررات الداعية للانقلاب فانه هدم ركنا مهما من اركان الحكم، الوفاء بالعهود والالتزام بالدستور والقانون،،ما زلنا ندمن نقض العهود والانقلاب عليها،،،فكيف لنا ان نتقدم الي الامام،،،
هذا الانقلاب لم يات بخير ابدا وان بدا في ظاهره انه اوقف انهيار البلاد والحد من التنازع الذي كان يغشي البلاد،،،ولكن الحقيقة ان ذلك كان الي حين،،بدليل ان ذات المشاكل والمعضلات اطلت براسها مجددا،،،بالاضافة الي حالة الطوارئ والتي بطبيعة الحال تحد من الحريات وتقيد الحقوق وتطلق يد القوات النظامية،،،
اننا نعيش حالة انعدام الاستقرار،،،انقسام المجتمع علي اشده،،شباب الثورة الذين يقودون الحراك تحت شعار اللات الثلاث لا حوار لا شراكة لا شرعية،،،يقصدون بذلك المكون العسكري ويطالبون في ذات الوقت تسليم كامل السلطة للمدنيين والاعجب انهم يرفضون عمليا اي حوار مع القوي السياسية حتي مع القوي التي كانت الي وقت قريب حليفة للجان المقاومة المظلة التي تقود الحراك الان،،،،هي معادلة صفرية تبين مدي قوة انسداد الافق،،،هب ان المؤسسة العسكرية انسحبت تماما من ادارة البلاد وعادت الي الثكنات،،ماذا يحصل بعد ذلك و لمن يترك امر ادارة البلاد؟وعلي فرض جهوزية لجان المقاومة لاستلام السلطة فكيف الطريق الي التسليم والتسلم الذي لا بد من شكل من اشكال الحوار فضلا عن تحديد حدود عمل القوات النظامية،،،
نحسب ان حراك الشباب هو حراك ذاتي ليس وراءه جهات سياسية الا بعض الللمم من احزاب اليسار وعلي راسها الحزب الشيوعي، الناظر الي شكل الحراك يجد تباينات واضحة تشير الي ان السواد الاعظم من جيل الشباب منخرط في الحراك ولكن تحت شعار واحد مدنية الدولة،،،ولا تتحقق هذه المدنية في فهمهم الا بابعاد العسكر من مسرح السياسة والحكم،،،مع ان هذه المفاهيم لا تتفق مع واقع البلاد وتجاربها السابقة،،حتي تجربة الثورة المجيدة قامت علي شراكة بين المدنيين والقوات النظامية التي انحازت لمطالب الجماهير في انهاء حكم النظام البائد وبالتالي فان ابعاد المنظومة العسكرية هكذا من سوح الحكم مرة واحدة ضرب من الاوهام،،،
ونعيب علي حراك الشباب افتقاره لقيادات وافتقاره ايضا لرؤية ومبادرات،،يكون الحراك منتجا ومحققا لاهدافه لو اتجه الشباب الي لملمة الاحزاب والضغط عليها لتحقيق قدر معقول من الوفاق حول ادارة الفترة الانتقالية بحكومة مدنية كاملة مع تحديد دور القوات النظامية تحت مظلة السلطة المدنية،،،وبهذا يكون الشباب هم راس الرمح في تسيير البلاد.العبور بها الي التحول الديمقراطي عبر انتخابات عامة،،،،كما اسلفنا القول فان الحراك الذي ينتظم البلاد يقوده الشباب وهم فئة غير منتظمة في الاحزاب الا القليل القليل،،اما القول بانهم صنيعة حزب معين يحركهم باساليب شتي، او وصفهم باي اوصاف،،صعاليك،،،مساطيل،،،كل ذلك افتراءات واباطيل لا تمت الي الحقيقة،،،هم ذات الشباب الذين قادوا الثورة واصبروا عليها حتي اسقطوا النظام البائد،،،.بالرغم مااصابت الثورة من خيبة امل بسوء سياسية الاحزاب،،فان الثورة ما زالت متقدة في نفوس هؤلاء الشباب،،،و ان أى تجاوز واغفال لدورهم في تصحيح المسار سوف يمني بالفشل،،هم قطب الرحي للثورة،،،،
اما احزابنا السياسية فما زالت تراوح مكانها،،فهي اما ناقمة علي العسكر وتسعي الي اسقاط الدولة نفسها ان لم تكن هي في السلطة،،واما احزاب تماهت مع العسكر بل ذابت فيه كفص الملح في الماء،،،ففي الوقت التي تدعوا امريكا الي الحوار الشامل كطريق للحل،،وكذلك الجامعة العربية ذات الد عوي،،تابي احزابنا السياسية ان تجلس مع بعض حول مائدة مستديرة لتشكيل جبهة مدنية عريضة قادرة علي رسم طريق يصحح مسار الفترة الانتقالية،،،الي متي تظل الاحزاب السياسية تمارس ذات الاساليب القديمة التي اوردتنا المهالك،،،هذه الاحزاب ليست مؤهلة لقيادة البلاد ما لم تصلح حالها كون ان لا بديل للاحزاب الا الأحزاب لا ديمقراطية بدون احزاب،،اي اتجاه لشيطنة الاحزاب مماثلة للدعوات التي تدعوا الي تفكيك مؤسسات الدولة وهيكلة القوات النظامية بدعوي تفكيك النظام البائد،،،،ان دعوات حق اريد بها الباطل،،،
هنالك مساحةواسعة لكفكفة مشاكل البلاد فلا نضيعها بالتنازع،،،
بارود صندل رجب/المحامي
التعليقات مغلقة.