بيان من المؤتمر الشعبي حول الاحداث الجارية

• بسم الله الرحمن الرحيم
  ﴿ هَذَا بَلَاغٌ لِلنَّاسِ وَلِيُنْذَرُوا بِهِ وَلِيَعْلَمُوا أَنَّمَا هُوَ إِلَهٌ وَاحِدٌ وَلِيَذَّكَّرَ أُولُو الْأَلْبَابِ ﴾.

﴿مِنْ أَجْلِ ذَٰلِكَ كَتَبْنَا عَلَىٰ بَنِىٓ إِسْرَٰٓءِيلَ أَنَّهُۥ مَن قَتَلَ نَفْسًۢا بِغَيْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسَادٍۢ فِى ٱلْأَرْضِ فَكَأَنَّمَا قَتَلَ ٱلنَّاسَ جَمِيعًا وَمَنْ أَحْيَاهَا فَكَأَنَّمَآ أَحْيَا ٱلنَّاسَ جَمِيعًا ۚ وَلَقَدْ جَآءَتْهُمْ رُسُلُنَا بِٱلْبَيِّنَٰتِ ثُمَّ إِنَّ كَثِيرًا مِّنْهُم بَعْدَ ذَٰلِكَ فِى ٱلْأَرْضِ لَمُسْرِفُونَ﴾.
صدق الله العظيم

يدين المؤتمر الشعبي ما جرى خلال تظاهرات الأمس و الأيام الماضية من قتل و استخدام للعنف المفرط الذي راحت جراءه ارواح ذكية من متظاهرين عزل يمارسون حقهم في التظاهر و التعبير السلميين. و نترحم على شهداء الوطن الذين خرجوا لإرساء قيم الديمقراطية و الحرية و السلام و العدالة في هذا البلد.

لقد ظلت مواقف الموتمر الشعبي متسقة ومتوافقة يستمدها من اسس متينة وصلبة اصلها ثابت وفرعها في السماء منذ المفاصلة علي اعلاء قيمة الحرية والوصول الي السلطة وادارة الدولة عبر المؤسسة الديمقراطية في اطار الوطن الذي يسع الجميع دونما اقصاء، وتعضيد قيم الحرية التي نافحنا عنها لتكفل الحقوق في اطار عقد المواطنة والمحافظ علي هوية الشعب وثقافته واعرافه وتقاليده.
ظل الموتمر الشعبي علي هذا الموقف لا يزايد فيه ولم ولن يسعي الي اقصاء ايا من مكونات الشعب السوداني رغم ما اصابنا من هطل الممارسة وعنفها ومحاولات اقصائنا وجر عضويتنا الي ساحات العنف والعراك المبتذل ونحن نعقد مؤتمر الحزب في صالة قرطبة في مارس ٢٠١٩ من اجل ارساء معاني الحرية والتنظيم والتعبير.
ان الموتمر الشعبي له أدب راسخ في الايفاء بالعهد والالتزام بالعقود في ظل معارضة حكومة الانقاذ ضمن منظومة تحالف المعارضة السودانية وثبت موقفه المبدئي من الانقلابات العسكرية وتحديد انقلاب عبدالفتاح السيسي في جمهورية مصر وطالبنا اخوتنا في المعارضة حينها بان نتبني موقف مبدئيا موحدا ضد الانقلابات العسكرية بغض النظر عن الظروف المصاحبة ولكن النظرة المرحلية قصيرة المدي قادت بعض احزاب المعارضة حينها الي تأييد الانقلاب العسكري في جمهورية مصر من واقع الكيد السياسي لانه يزيح خصما ويقرب من الحاكم العسكري الجديد مما يعين علي اقتلاع حكومة عمر البشير، كان موقف ملئ بالعيوب والانتهازية التي ارتدت اليوم علي هذه الاحزاب واحدثت خللا مبدئيا وازدواجية في المعايير رمت بظلالها علي واقعنا السياسي الضعيف.
عليه نؤكد نحن في المؤتمر الشعبي علي موقفنا الثابت ضد الانقلابات العسكرية. وايماننا القاطع و التام بالتحول الديمقراطي الكامل عبر حكومة مدنية تمثل قطاعات الشعب السوداني دونما اقصاء، ولا تحتكر الثورة بوثيقة دستورية هشة تمثل برنامج سياسي معطوب، ولا تُجزّي مؤسسات العدالة وهياكلها وتختزلها في لجنة لارقيب عليها، ونريدها تحترم تطلعات الشعب السوداني في العيش الكريم وتسعي الي تقوية لحمته وتستطيع التعامل بحكمة مع تنوعه الاثني وتعقيداته الاجتماعية، وتتجه نحو الاستفادة من طاقات الامة الشابة والشباب الثائر في الحقول ومواقع البناء والتعمير.
كما نؤكد اننا في المؤتمر الشعبي نتطلع الي المساهمة بالراي في اجراءات العملية النيابية بتكوين مفوضية دائمة للانتخابات للسلطة التنفيذية والتشريعية، واجراء الاحصاء السكاني والتوافق حول قانون الانتخابات الذي يحدد معالم العملية الانتخابية، وانجاح الفترة الانتقالية للوصول الي انتخابات حرة ونزيهة تعبر عن الامنيات العزيزة للشعب السوداني.