الازمة الخانقة سبيل الي الوفاق!!بارود رجب صندل المحامي

ماسة نيوز :الخرطوم

ستبلغ الازمة التي تعانيها البلاد ذروتها يوم الحادي والعشرون من شهر اكتوبر الجاري ذكري ثورة اكتوبر،،ستخرج الحشود من كل حدب وصوب تحت شعارات متباينة كلا يغني علي ليلاه،،،والمحصلة مزيد من الاستقطاب والشقاق وبالمقابل سيظل المواطن العادي هو الضحية،،،تتفاقم مشكلات المعاش والخدمات علي شحهها اصلا،،،،الاطراف المتصارعة هي نفسها التي قادت البلاد بعد الثورة الي ما نحن فيه الان من الازمات التي باتت تهدد وحدة البلاد،،،
والناظر الي الشعارات التي ترفعها اطراف النزاع اليوم بل المطالب والاستحقاقات المنادي بها تكاد تكون متطابقة،،،،قوي الحرية والتغيير جناح الوفاق،،،تنادي بالتمسك بالوثيقة الدستورية،،،،وبالاعلان السياسي لقوي الحرية والتغيير،،وبسرعة استكمال هياكل السلطة الانتقالية،،،المجلس التشريعي الانتقالي،،،،المحكمة الدستورية،،مجلس القضاء العالي،،مجلس النيابة،،،المفوضيات،،واهمها مفوضية مكافحة الفساد واسترداد الاموال العامة،،،،والترتيبات الامنية،،،واصلاح الاقتصاد ومعاش الناس،،،،وهي ذات المطالب في جعبة قوي التغيير والحرية المجلس المركزي،،اما الخلاف فيكمن في حل الحكومة واعادة تشكيلها من كفاءات وطنية مستقلة،،، توسيع قاعدة المشاركة في السلطة الانتقالية،،،،حل لجنة ازالة التمكين و استبدالها بمفوضية مكافحة الفساد،،،هذا ما تنادي بها قوي تغيير والحرية،،،الوفاق الوطني،،،اما ضرتها فتطالب بالحكم المدني والتحول الديمقراطي،،تسليم السلطة للمدنيين،،،تسليم المطلوبين للجنائية الدولية،،لجنة تحقيق دولية في مجزرة القيادة،،تفكيك بنية النظام،،هذا الخلاف داخل البيت الواحد مقدور علي كفكفته دون جر البلاد الي ازمات تثقل كاهلها المثقل اصلا الي درجة الدهاق،،،،عجز مكونات الفترة الانتقالية في الاتفاق علي قيادة الفترة الانتقالية شيئ محزن فبعد سنتين ونصف من نجاح الثورة وجدت البلاد نفسها في تقهقر مريب ليس له ما يبرره،،،ومع اننا لسنا من انصار البكاء علي اللبن المسكوب والوقوف علي اطلال الفشل،،،ولكن لا بد من استصحاب الماضي القر يب،،،الحاضنة السياسية والتي ضمت اكبر تحالف سياسي في تاريخ السودان ،،،من الاحزاب،،النقابات،،منظمات المجتمع المدني،،،النساء الشباب وهلموجرا،،هذا التحالف العريض ظل هو المسيطر علي البلاد خلال الفترة الماضية،،،الجهاز التنفيذي بالكامل في قبضته،،،الجهاز السيادي يملك اغلبية،،،وبقية مفاصل البلاد ما عدا جزء من الاجهزة العسكرية النظامية،،،كون ان الشرطة وجهاز المخابرات العامة تابعة للسلطة التنفيذية،،،فقط الجيش والدعم السريع خارج السلطة التنفيذية،،،وبالتالي ما الذي اقعده عن انفاذ ما يطالب به اليوم،،،،قوي التغيير والحرية في اوج عنفوانها عجزت عن استكمال هياكل السلطة الانتقالية،،،عشرات المرات تتحدث عن ضرورة تشكيل المجلس التشريعي الانتقالي،،،عشرات المسيرات المطالبة بذلك وبتشكيل المحكمة الدستورية ومجلس القضاء العالي،،،والمجلس الاعلي للنيابة والمفوضيات ولا حياة لمن تنادي،بح صوت الشباب ولجان المقاومة وهم يستفرغون الوسع في اصلاح المسار،،،،ظلت حكومات الولايات بلا مجالس وزراء،،فقط ولاة يحكمون بلا قانون ولا دستور،،،من المفارقات ان الولاية الوحيدة التي لها حكومة مكتملة الاركان هي ولاية النيل الازرق التي يحكمها والي اوحاكم ينتمي الي حركة مسلحة موقعة علي اتفاق سلام جوبا،،،،اليس من العجب ان تظل قوي الحرية و التغيير تطالب بذات المطالب حتي نهار اليوم في بيانه البائس،،،،فعلا الاختشوا ماتوا،،،هذه الحاضنة هي اس المشكلة لا تريد ان تعمل ولا تترك الاخرين يعملون،،،
بعد انكشاف عوارها وسوء تدبيرها وانفضاض القوي الحية من حولها جاءتها فرصة لانتشالها من وهدتها ولكنها تابي وترفض(تدس المحافير)،، ادرك المكون العسكري ان مفتاح نجاح الفترة الانتقالية بيد الوفاق توسيع مشاركة القوي السياسية والمجتمعية في السلطة الانتقالية،،،وتبعه في ذلك رئيس مجلس الوزراء،،ومن بعدهما التيار الجديد لقوي الحرية واالتغيير ،،الوفاق الوطني،،ولكن قوي الحرية والتغيير اربعة طويلة (المجلس المركزي، اسم دلع)،،في عزفها المنفرد،لم تغادر المربع الاول،،الشعارات،،،الخصومات السياسية،،،تصفية الخصوم الاستحواذ علي السلطة الكنكشة المحاصصة،،تصر اليوم انها هي الوحيدة الممثلة للقوي المدنية والمالكة لصكوك الثورة والتي تضن بها حتي علي حلفاء الامس بل سحبت منهم صفة الثورة والصقت بهم صفة الفلول،،،ولسان حالها يقول بضرورة بقاء الاوضاع علي ما هي عليها!!لا تريد العودة الي الوثيقة الدستورية التي تنص علي تشكيل حكومةكفاءات وطنية مستقلة،،،لا ترغب في توسيع دائرة المشاركة،لم تستوعب الحراكات التي تموج في طول البلاد وعرضها،،،والحشود التي تحاصر القصر الجمهوري وتتمدد علي مجلس الوزراء والحشود الموعودة ليوم بعد غد،،والشرق والترك وما ادراك ما الشرق،،كلنا في الهم شرق،،،هؤلاء القوم في سكرتهم يعمهون،،،المحير ان حزب الامة القومي في معية هؤلاء،،،احزاب لا تري بالعين المجردة تقود حزب الامة القومي،،نلتمس للحزب الكبير العذر هو يفتقد الرجل الضخم صاحب المبادرا ت الذي يخرج من بين الازمات حلولا وطنية يرتضيها الجميع،،الامام الصادق،،،
قوي الحرية والتغيير المجلس المركزي ربما يعول علي مسيرة اكتوبر دعوها تجرب،،،لجان المقاومة والشباب سوف يلقنونها درسا يذهب بسكرتها ولكن بعد فوات الاوان،،،
بيانها اليوم يوضح بجلاء عدم استيعابها المتغيرات،،،وان حراك السادس عشر من اكتوبر والزخم المصاحب قلب الامور راسا علي عقب،،،،ما عادت المسالة مجرد خلاف بين مكونات السلطة عسكريين ومدنيين،،ومدنيين مدنيين،،،بل تحولت الي ازمة وطنية خانقة تمسك بتلاليب الجميع ولا فكاك الا بوحدة الصف الوطني والعودة الي منصة تاسيس الثورة،،،وضحت الامور تماما،،،المجموعة الحاكمة ما عادت قادرة علي قيادة البلاد،،،اضاعت كل الفرص التي اتيحت لها فلا مناص من ذهابها،،،من عسكريها ومدنيها،،،علي الجميع الوقوف مليا علي مبادرة المؤتمر الشعبي،،،،علي رئيس الوزراء ان ينصرف بمجلسه،وعلي مجلس السيادة حل نفسه،،،لاعادة التشكيل بقيادة شخصية مدنية مستقلة يتفق عليها،،،وان يقلص عدد اعضائه ويكون تمثيل الجيش بعضويين،،،اما رئيس الوزراء فيرشح شخصية قومية عبر مشاورات واسعة،،وان تتولي القوي السياسية وشباب الثورة ومنظمات المجتمع المدني تشكيل المجلس التشريعي الانتقالي،،،،هذا هو الطريق،،،،
اما همهمات حمدوك،،من المبادرة والتي توقفت ولم تتحرك بعد،،،ومن خارطة الطريق التي تجاوزتها الاحداث،،،ومن اللجنة السباعية التي فرتكتها قوي الحرية والتغيير المجلس المركزي قبل ان تتشكل،،،مهما كانت نوايا رئيس الوزراء فان قدرته علي قيادة سفينة الفترة الانتقالية قد تضعضعت،،،ربما يصلح رئيسا شرفيا لمجلس السيادة كوجه مقبول عالميا ويحظي بقدر من الاحترام داخليا،،،،او شئي من ذلك!!
بارود صندل رجب/المحامي

التعليقات مغلقة.