انتصرت الثورة وانصرم عامان فطفق الشريكان يصرخان / الاستاذ: عبدالمنعم ابوبكر

ماسة نيوز :الخرطوم

اولا: تحرير المسألة ؛

* الشريكان هما :

١) الشريك الأول ،ويضم جميع قوات الشعب  المسلحة السودانية ، وهي الجيش ، والشرطة
والأمن ، والدعم  السريع، وأخيرا بعض قوات الكفاح المسلح المسالمة، الجبهة الثورية
ويطلق على هذاالشريك الأول أجمالا؛ “بالمكون العسكري.”
٢) الشريك الثاني ؛ وهو ما يشار إليه ” بالمكون المدني” ويضم بعض شظايا الأحزاب السياسية السودانية المنشقة أوالمنشق عنها.وهي أحزاب: الأمة القومي والشيوعي وأخرى  لم تنل  يوما شرف انتخاب أي عضو لها بواسطة الشعب في أي انتخابات عامة جرت في البلاد حتى اليوم وهي  أحزاب  الإتحادي  المنشق  والسوداني والبعثي والناصري والجمهوري ، ويضاف  إلى هذاالمكون المدني بعض قوات الكفاح المسلح غير المسالمة  وعدد  من  الواجهات  الوهمية التابعة لبعض تلك  الأحزاب  الصغيرة  وهي واجهات زائفة  تدعي  زورا تمثيل  النقابات  والإتحادات والتجمعات المهنيةوالحرفية بالبلاد  والتي  تعرف بمنظمات المجتمع المدني ، ودون  اختيار لها أو تفويض .ولكثرة هذه الواجهات ولقلة عضويتها يكاد عددها يفوق أعداد عضويتها .
٣) الشراكة بين الخطأ والخطيئة :
* فقد أخطأ الشريك المكون المدني حين غره تمكنه من خداع الثوار الأغرار فسطا سارقا الثورة ، مرتهنا إعصار جموع الشعب الغاضبة إلى لاجئة لدى شط القيادة العامة للجيش ،فتحولت الثورةالعارمة إلى عاصفة مدارية لتصير إنقلابا عسكريا ، وليس انحيازا ثوريا من الجيش إلى ثورة الشعب لأن السلطة في الواقع كانت بيدالجيش فعلا،بقيادة المشيرعمر البشير ، ومااللجنة الأمنية إلا من بعض أخلص وأوثق أعوانه.فأخمدت الثورة بطفح من الآمال كذوب.
* ولقد أخطأ الشريك الأول المكون العسكري ممثلا بقيادة  جيش الشعب  السوداني  ،حين ارتضت لتكون شريكا لبعض من أحزاب شعب السودان بدعوى أنهاهي الأحزاب الممثلة لكل الشعب السوداني دون غيرها . وفي الحقيقة أنها ماهي إلا أحزاب منبوذة، دمويةإقصائية إستبدادية ، كما يشهد بذلك تاريخهاالسياسي، داخل وخارج السودان ،استحوذت على سلطة الثورة تحت كنف أكثر أحزاب البلاد نفرا لا لأنه أعظم انجازا ، بل لأنه  حزب ذوعصبة طائفية وهو حزب مضطرب فكرا ، وأسوأ إدارةوأضعف سياسة، ما من انقلاب عسكري  وقع بالبلاد ،أو محاولة إنقلاب فاشلة إلا وكانت إدارة الدولة السودانيةتحت زعامة  وقيادة  هذا الحزب، أو هو شريك أساسي فيها. فها هو الآن يحتضن ويدافع عن أسوأ وأفشل حكومة لمكون مدني  سطت على سلطة الثورة المسروقة ، وهي حكومة أضل فكرا وأخطل  سياسة وأرذل أخلاقا .مرت على البلاد.
٤) أما  الشريكان  فقد  عقدا  شراكتهما  على خطايا عظمى :
* أولى هذه الخطايا وأفحشها  خطيئة فض
إعتصام القيادة ، وما أزهق فيها من أرواح
بريئة ، وسفك فيها من دماء طاهرة.وقدارتكبت هذه الجريمة البشعة باتفاق الشريكين.
* وخطيئة نكوص المكون المدني عن تعهداته
بتشكيل حكومة مدنية من عناصر ذات كفاية ومستقلة ، فشكلها وفق محاصصات حزبية ،مقصيا غيره ، نابذا أي وفاق . خارقا بذلك
بنود  المرسوم  الدستوري ، ومخالفا   منطوق بيان  الثورة  الأول. وغير ذلك من  الخروقات والتجاوزات إضافةإلى الإعتداءات على عقيدة الشعب وأعرافه النبيلة…..الخ.
ثانيا : أما بعد ؛
١) ما  كان   ينبغي  لجيش  السودان  أن  يكون شريكا  لأحد  من أفراد  الشعب  السوداني  أو
لجماعة منه أو لطائفة أو حزب أو قبيلة أو إلى
أي تشكيل  من  تشكيلات  الشعب  أو لجهةمن جهات الوطن …
فنحمد الله للجيش أنه قد أدرك مدى ما وقع فيه من خطأ ، جره إلى خطيئة .ولكن الجيش  عزم على إصلاح ما أفسد :
فدعا إلى الوفاق  دون  إقصاء ، وإلى تكليف
ذوي الكفاية المستقلين المدنيين لإدارةالبلاد
لإقامة أجهزة العدالة ومحاربة الفساد، وتهتم  بمعاش الناس وإصلاح الخدمات.والإسراع إلى تكوين المجلس التشريعي ، والإعداد لإجراء الإنتخابات العامة.
٢) لكن الشريك المكون المدني الإقصائي،لايزال على ضلاله القديم .يرفض الوفاق ويصر على الإقصاء والمحاصصةالحزبيةرغم فشله الفاضح بل ولا يهتم  بالإنتخابات ، ولا  بمعاش  الناس أو بإقامةالخدمات ، ولا بالحرية ولابالسلام ولا بالعدالة . فلما حاق  بهم  ما  كانوا  يعملون ، فشعروا بانفضاض الناس من حولهم ، فطاروا إلى المنابر وسكنوا شاشات  الأسافير  وملأوا الدنيا صراخا وعويلا، يرغون ويزبدون يهددون بالجماهير ، ويضربون بذراع  غيرهم ولامغيث.
وختاما، على الشعب السوداني المعلم الصابر  الأن عليه أن ينهض وينتفض لخلاص البلاد من أوباش العمالةودفعالهاإلى سبيل الإنتاج النهضة.

والله وحده الموفق والمعين .

 

التعليقات مغلقة.