ودق الرواعد قحت والتبول على النار الطاهر ابوجوهرة
ماسة نيوز :الخرطوم
المحاولة الانقلابية التي سيطرت على موائد الشارع السياسي اثبتت بوضوح ان مطبخ حكومة قحت مازال عاجزا عن المواكبة يحاول انتاج مقطع بتلفون ماركة ( 3310) او بلغتنا الحلوة ( تلاتين عشرة) .. ولذلك يتخبطون .. باختصار .. هذا الانهيار المشاهد على مواعين الدولة .. فشل في مواكبة التحولات على مختلف مواعين الحياة .. ثم محاولات يائسة لاخراج تمساح الحال عبر وجار الضب .. انها النكتة التي تذكرنا حكاية الذين يدفنون النار بالبول .. فجفت ينابيع قحت ولا ماء لاطفاء الحريق القادم سوى هذا الخيار المضحك في ظل كليتين يحاصرهما الفشل يجهدهما الغسيل .. نعم .. في السياسة اخطر انواع التقدم هو محاولة الاستباق في مياديين العمل السياسي لاستدراك سوء ردة فعل احمق وقرار اجوف .. وهذا ماوقعت فيه قحت في حضرة الانقلاب المقلوب .. تسرع قادتها في استباق الجهات المتخصصة المناط بها تقديم التقرير الكامل الخاص بالعملية ونعني الاستخبارات العسكرية والجهات ذات الصلة .. وزير الاعلام ورئيس الوزراء وحزب الامة جميعهم استبقوا المواعين المتخصصة واعلنوا ان منفذي المحاولة هم ازرع النظام البائد .. سؤال .. كيف عرفوا ذلك ? .. هل من نتيجة تحقيق دقيق من جهات صادقة ام محاولة تصفية الحسابات الخاسرة في خزانة واقعهم العملي بعد الثورة .. عندما تسيطر نعرة الانتقام تكون الهزيمة قاب قوسين .. ولان الشعب السوداني تطورت سعة استيعابه لمجريات الاحداث لم يحفل بالاتهام الذي حددت عبره بطريقة فقيرة هوية الانقلابيين بل لم يتجاوب مع نداءات الخروج لحماية الفترة الانتقالية لانه علم مبكرا ان مبنى ثورته تسوره لصوص اليسار ونهبوه .. فكانت نتيجة مبكرة صادمة لحكومة قحت بان الجماهير ما عادت تهتم بمصيرهم ولو كان الانقلاب حقق اهدافه ونجح وهذا اخطر ستار كشفته المحاولة بالنسبة لحكومة قحت , ماعادت الجماهير هي الجماهير التي كانت تخرج بمجرد اشارة من تجمع المهنيين الذي تصدع لاحقا.. ثمة حقيقة خطيرة يجهلها اليساريون وقيادتهم , الحقيقة التي صرح بها احد قدامى الاسلاميين العارفين ببواطن الامور المعقدة عندما قال ساخرا قبل عام في سياق متشابه مطمئنا قواعدهم 🙁 إن اليساريين اذا قاموا بانقلاب ناجح وشكلوا مجلسهم المدني وليس العسكري من خمس واربعيين عضوا فان خمسة وثلاثين منهم بيكونوا كيزان وده جهد عمره ثمانية وخمسين سنة ) .. هذا ما تجهله المخابرات الاقليمية التي تبحث عن مشنقة للتخلص من رقاب الاسلاميين منذ سقوط البشير .. اذن .. آنف الحديث يريحنا من السؤال والرد في آن واحد اذا اردنا الاجابة على السؤال المركب من افشل الانقلاب المقلوب .. ازمة حمدوك ومجموعته بجانب حزب الامة المخترق الذي ظل ترلة تجري خلف عربات اليسار ان هناك آداب انغرست في نفوس الشعب السوداني ومؤسسته العسكرية ثوابتا يصعب محوها تجلت بوضوح اثناء خطاب البرهان بعد افشال المحاولة عندما كان يكبر العساكر تلقائيا بالمدرعات خلف كل جملة يقولها ( الله اكبر ) .. إذن .. حتى وإن اخليت ادور القران للمثليين فان الشعار يظل حاضرا وفطرة الشعب السوداني هي فطرة الله التي فطر الناس عليها .. قف .. الخطاب .. ونعني خطاب البرهان بالمدرعات .. الذي يشير بوضوح الي مفاصلة تحتية جرت بين العسكر ومدنيي اليسار بمجلس السيادة نهايتها يحدده سلوك القحتيين لاحقا ومدى إنضباطهم في إيصال السفينة بنجاح الي مرسى الانتخابات التي لا ترغب فيها قحت .. وطالما مصيبة قوم عند قوم فوائد فإن هذا الانقلاب الفاشل إثبت ان لا خيار امام الواقع الا الانتخابات فهي المنقذ والساتر الذي يحمي جدار الممارسة من الانهيار وهذا الخيار يكرهه اليسار .. نتابع .. ثمة إشارات اخرى خرجت من صفحات قاموس قيادات الحكومة مثل ..
كنس .. وحسم .. وضرب اذيال النظام البائد .. هذه المفردات تحمل وجهتي نظر .. وجهة نظر المخابرات العالمية والاقليمية التي لها اصلا معركة عالمية تاريخية مع الاسلاميين تدور في الخفاء والعلن هدفها ابعادهم من الحكم ولو اتت بهم انتخابات نزيهة كما جرى في تونس والجزائر ومصر .. ووجهة نظر اخرى محلية لها عداءا تاريخيا مع الاسلاميين شخصيا محليا منطلقا من وجهات نظر ايدلوجية .. وفي كلا الوجهتين يكون بالتاكيد للاسلاميين ردود فعل تقدر بمقدارها في اطار كسب مقدمات وملحقات المعركة وهذا ماتجهله قحت وهي تحتار امام التفاعل البارد للاسلاميين امام كافة الاستفزازات الميدانية التي ظلت ترسلها قحت منذ سرقتها للثورة من اجل جرهم الي نقطة الصدام .. نعم .. تسرع اليسار واخطأ التقدير في بحثه عن الاجابة عندما قرر ضرب عصفور الشرق وهدهد الاسلاميين بحجر واحد فتمخض الجمل فولد فارا.
ودق :
وما للمرء خير في حياة
اذا ماعد منسقط المتاع
رعد :
محلك هناك
مكان الزمان
تتلب عقاربو ويخليك براك
يعاتبك هواك
تحاصرك سماك .. برعد فظيع
يلومك جناك
ابو الفاشلين
مدنقر عيونك بتخجل كمان?!
التعليقات مغلقة.