انقلاب الضحي ما حقيقته!بارود رجب صندل المحامي

ماسة نيوز :الخرطوم

عادة تتحرك الانقلابات العسكرية عند السحر وعندما يسفر الصبح يتفاجا الناس بالتغيير،،وثبت في تاريخ هذه البلاد ان الانقلابات الفاشلة في غالبها هي التي تتحرك نهارا،،،وهذا الانقلاب المزعوم سوف ينضم للانقلابات الفاشلة،،وكون هذا الانقلاب ليس الاول بعد الثورة وربما ليس الاخير لو سارت الامور علي الوتيرة التي نراها والفشل الملازم لحكومات الثورة ،لا يختلف اثنان بغض النظر عن موقف الناس من سلطة الانتقال دعما او معارضة انها فاشلة بامتياز،،،،
وان محاولات الانقلاب تاتي تبعا للاوضاع في البلاد،،فكلما تازمت الامور وتعقدت وبالمقابل تخلفت الحلول وتململ الناس وعم السخط العام وغياب الرضا عن اداء الحكومة،،انفتحت الباب علي الانقلابين،،،والوضع الذي نعايشه اليوم يغري المغامرين بشدة علي تجريب حظوظهم،،،،
اتيحت لحكومة الثورة فرصة ثمينة لكفكفة الامور في البلاد،،بحسبان ان الثورة وحدت اهل السودان الي حد معقول كان يمكن استثمار تلك الوحدة الي الوفاق العام،،كما وان الثورة جعلت المجتمع الدولي يقبل علي البلاد عارضا دعما غير محدود كان كفيل بانتشال الاقتصاد المنهار من الجرف،،،،وان شعارات الثورة دفعت الحركات المسلحة الي ان تجنح الي السلام باقل ثمن،،،لم تستثمر الحكومة كل تلك الفرص بل اضاعتها،،،بعدت الشقة بين اهل البلاد تشفيا وانتقاما، صدمت المجتمع الدولي الذي اكتشف ان الحكومة تضرب بغير هدي وتتخبط خبط عشواء،،،،وبالتالي احجم عن الدعم الحقيقي بل وضع شروطا قاسية مقابل الدعم والحكومة عاجزة عن الوفاء بالشروط،،،وفوق هذا تباعدت المسافة بين الحكومة والمواطنين،،،شعر المواطنون ان حكومته في وادي وهم في وادي اخر،،،تحاصر المشاكل المواطن وتمسك بتلابيبه لا يكاد يحي حياة عادية في الماكل والمشرب والتعليم والصحة والكهرباء وهلموجرا،
وهو في هذا الوضع يفتقد الحكومة التي تواسيه وتسهر علي حلحلة مشاكله وتراقب وتحاسب المقصرين وتضرب بالقانون الجشعيين والفاسدين،،،حكومة الثورة غائبة تماما من المواقع التي تفترض تواجدها،،،الاسواق مواقع الخدمات بسط الامن،،الخ ظلت الحكومة تمارس واجباتها بالطريقة التقليدية،،،ابهة السلطة وبريقها،،العربات الفارهة والمكاتب الفخيمة والزبانية،،،نفس النمط والمظاهر التي اودت بالحكومة البائدة،،تحولت السلطة الي دوائر حزبية كل حزب بما لديهم فرحون،،تحولت وزارات بحالها الي كونتونات حزبية،،،بيان قوي المقاومة بالخارجية نموذجا،،التعينات في الوظائف،،،اما الفساد فقد عاد اكثر قوة من ذي قبل ولا احد يستطيع مواجهته،،،من اوتمنوا علي استرداد المال العام وقعوا فيه اكلا سرطا سرطا،،ولا حساب،،والشعب يراقب كل ذلك،،تغييب مؤسسات المراقبة والمحاسبة والعدالة عمدا،،لم ير المجلس التشريعي النور بعد عامين ونصف من الثورة،،،المحكمة الدستورية عطلت وهي ركن اساسي للعدالة،اما الشباب قطب رحي الثورة فقد ابعد عن مواقع القرار وعن التوظيف اخمدت فيه روح التفاؤل ودب في اوصاله روح الياس من الاصلاح فاتجه الي طرق باب الهجرة العشوائية،،،تقول الاحصائيات ان نسبة الهجرة بعد الثورة تضاعفت مرات من قبلها،،،هي اجواء تنذر بخطر ماحق،،،،البلاد حبلي بالفوضي العارمة،،،قد تلد انقلابا او حربا داخلية او انقساما وانفصالا،،،والاسوا ان السلطة الحاكمة وحاضنتها لا تبدي تحركا جديا للامساك بالامور والذهاب بها الي الحلول فهي في شغل شاغل قسمة المغانم وتمكين الانصار والاصحاب،،، اصبحت السلطة عبئا ثقيلا علي البلاد،،،والاسوا من ذلك تجنح السلطة الي الكذب وتلفيق الامور،،اين وصلت تحريات محاولة اغتيال رئيس الوزراء،،،وهل كانت رواية السلطة تتمتع بالمصداقية وهل صدق الشعب تلك الرواية؟
اين الاجراءات التي وعدتنا بها لجنة ازالة التمكين ضد الفلول ومؤامراتهم التي كادت ان تجهض الثورة في الثلاثين من يونيو 2021،،،ماذا جري للادلة الدامغة والبينات الحاضرة التي وعدت لجنة الازالة بكشف الغطاء عنها للشعب،،،ذهب كل الذي هرف به وجدي صالح وصلاح مناع ادراج الرياح ،،،بل مجرد ادعاءات فارغة لالهاء الناس عن الواقع المر،،،،هذا قليل من كثير يبين بؤس السلطة،،،نخشي الا يصدق الناس ما تقولها السلطة وتوابعها،،اتذكرون قصة محمود الكذاب هجمني النمر هجمني النمر،،،وهذه فرصة الانقلاب بضاعته،،،
الانقلاب المزعوم تولي كبر الكشف عنه المكون المدني في السلطة بينما اخمده واحتواه المكون العسكري بهدوء ولولا جعجعة الناشطين السياسين لمر الامر امنيا وبهدوء بعيدا عن التهويل والتضخيم،،،، وكفانا معونة الضرر الذي اصاب البلاد في سمعتها واستقرارها لو ان الصحافة اجرت اختبارات للراي العام اظن ان نسبة غير المصدقين بالانقلاب من اساسه تفوق نسبة المصدقين،،،تحدث المكون المدني عن الانقلاب واشار باصابع الاتهام لفلول النظام البائد هكذا ضربة لاذب لا تحريات ولا تثبت،،والاجهزة الامنية المنوطة بها كشف الحقيقة ما زالت تمسك عن الكلام المرسل وفي جعبتها الكثير المثير وهي تفلتر المعلومات فليس كل ما يعرف يقال،،،استمرار النهج التهريجي من السلطة المدنية يقضي علي اي مصداقية للسلطة،،،ويثبت للناس ان النهج هو نهج الحكومة البائدة شبرا بشبر وذراعا بذراع ،،،اذن النتيجة المنطقية تقودنا الي تسقط بس،،،،
هل من طريق امن للخروج من هذا المازق،يقودنا الي بلوغ مرامي الانتقال السلس الي الديمقراطية عبر الانتخابات،،نخشي من قطع الطريق من مغامرين مدفوعين من الداخل والخارج،،،اللهم لا نسالك رد القضاء ولكن نسالك اللطف فيه،،،الحمد لله انتهي زيول انقلاب الضحي من دون دماء او تخريب شكرا لقواتنا الامنية،،،وتبا للحاضنة السياسية البائسة،،
بارود صندل رجب/المحامي

التعليقات مغلقة.