هل هي مجرد تفلتات امنية ام تدبير مدروس ؟بارود صندل المحامي

ماسة نيوز :وكالات

شهدت البلاد في الفترة الاخيرة احداث امنية منبعها الاحتكاكات بين القوات الامنية الرسمية وقوات الحركات المسلحة،،،وتكمن خطورة هذه الاحتكاكات ان القوات من الطرفين تستخدم الاسلحة الالية والمركبات وبالتالي فان اثرها يتعدي الي عامة الناس،،تخويفا وارهابا وضرر جسدي،،،،
صحيح ان الوضع بعد السلام افرز بعض الظواهر السالبة،،وجود مجموعات مسلحة للحركات داخل الاحياء وفي قلب العاصمة،،،،وهذا الوجود ليس له ما يبرره،،،يمكن لقوات الحركات ان تتخذ معسكرات في اطراف العاصمة وهي بكامل عدتها وعتادها او حتي تستضاف في مواقع الجيش او الامن او الشرطة،،،،الي حين استكمال الترتيبات الامنية حسب الاتفاقية،،،وبالنسبة لقيادات الحركات التي دخلت الحكومة والتي لم تدخل بعد فهي تحتاج الي حراسة خاصة تعهد الي افرادها، لعدد محدود تحمل سلاح الحماية فقط،،،ولا يجوز باي حال من الاحوال ان تتحرك قوات الحركات داخل العاصمة ان تكون لها نقاط تفتيش فمن غير المعقول وبعد عشرة شهور من التوقيع علي الاتفاقية لم ينفذ بند الترتيبات الامنية بل ان الحكومة تخلت عن التزاماتها في رعاية قوات الحركات التي قدمت الي العاصمة،،،تركت الامور للحركات في اعاشة قواتها،،وهذه ثغرة ولجت منها تفلتات كثيرة وفي ظل السيولة الامنية في البلاد يمكن لاي مجموعات اجرامية ان تدعي انها تابعة للحركات وتقوم بعمليات نهب وابتزاز،،والملاحظ ان تاخر الترتيبات الامنية سوف يفتح الباب لاستنساخ حركات جديدة او انشقاقات وسط الحركات الكبيرة لا سيما ان ايادي خبيثة ادمنت خلط الاوراق بايجاد اجسام موازية للحركات الموقعة علي السلام وهي تسعي الي جعل السلام مجرد وظائف ومواقع لعدد محدود لقادة الحركات واغفال القضايا الاساسية التي تمس جوهر الاتفاقية،،،والحاصل فعلا الان ان الحركات منشغلة بنفسها وتتنافس في الحصول علي المواقع ،،ما عادت حتي تتحدث عن البطء في انفاذ الاتفاق،،اما اللاجئين والنازحين وعودتهم الي مواقعهم وكفكفة امورهم فقد انقطع الحديث عنهم،،اما التنمية والاستقرار فحدث ولا حرج،،،،ما مصير المؤتمرات الخاصة لجلب الدعم للاتفاقية؟اين الاموال المحلية التي رصدت للاتفاقية؟الضبابية التي تكتنف كل هذه الامور تساهم بصورة مباشرة في التفلتات الامنية،،وقد تتطور هذه التفلتات الي مالا يحمد عقباه،،ينظر البعض الي قوات الحركات نظرة عنصرية بحته وبالتالي يسعي الي شيطنتها بالصاق كل مظاهر الفوضي الامنية لها،،،نفس السينارو واجهته قوات الدعم السريع والتي حاولت بكل الطرق لاثبات مهنيتها وانضباطها لم تشفع لها ذلك لان الذين يقودون حملة شيطنة هذه القوات ينطلقون من منطلقات عنصرية للحفاظ علي الوضع القديم المائل،،وكون ان هذه المجموعات هي المسيطرة علي مفاصل الدولة،مالا ونفوذا ومواقع فانها تستطيع خلق اجواء متوترة هي الشغل الشاغل للسلطة اطفاء الحرائق هنا وهناك مع تجاهل المشكلات الحقيقية،،،سوف نشهد شنشنات كثيرة واستنساخ لحركات جديدة وانشقاقات حقيقية وسط الحركات وانشقاقات وهمية مجرد اعلام لشغل الحركات،،،ما زالت عقلية المؤتمر الوطني هي الحاكمة،،،بل ان بصمات قادته الافذاذ ظاهرة ،، تدبير ومكر وزراعة للفتن بحيث يظل كل في محنته،،،ان ظاهرة الجيوش الكثيرة تنذر بخطر ماحق،،،اليوم تفلت تمازج وغدا تحرير السودان جناح مين وميين وعدل ومساواة وهكذا دواليك،،،،ولا يستبعد وجود حركة استقطاب واسعة تقوم بها بعض الجهات الرسمية السياسية والعسكرية لاحتواء حركات وتسخيرها لمناهضة نظيراتها من الحركات الاخري هي سياسة فرق تسد لا نكاد الفكاك منها،،،،يتقن البعض صناعة الازمات ولا يستطيع العيش في الجو المعافي وان له مصالح لا تتحقق الا من خلال خلط الاوراق،،،فما نعيشه اليوم ومنذ التوقيع علي اتفاق سلام جوبا هو هذا الخلط المفرمل لانطلاق سلام حقيقي،،،معرفة هذا الذي يعشعش في عقول المتسلطين لا يحتاج الي درس عصر،
فمن يتصدي لاحباط المخططات الاثمة،،بلادنا هذه المرة تجلس علي براميل من بارود قابلة علي الانفجار في اي لحظة،،،ما العمل؟
بارود صندل رجب/المحامي

التعليقات مغلقة.