ماذا تفعل الحكومة الانتقالية بعد وقوفها في العقبة!بارود صندل رجب/المحامي

ماسة نيوز : الخرطوم

لايختلف اثنان في ان الحكومة الانتقالية في نسختها الثانية عنوانها الابرز هو الفشل،،هكذا قال مؤيدوها قبل معارضيها،وكون الفشل درجات وخشم بيوت فان فشل الحكومة شامل شامل،،والادهي والامر ان سدنة الحكومة واربابها في غي،،،لا ندري ان كان ذلك عن جهل ام ان العقبة كؤؤد،،سعادة رئيس الوزراء خرج علينا قبل شهرين بما سمي بمبادرة للخروج من الازمة السياسية،،،تحدث الرجل عن ازمات ناعيا التناغم الذي كان سائدا بين شقي النظام،العسكري والمدني،،هذا التناغم الذي كان يتباهي به سعادته في العالمين،،،ومن ضمن ما جاء في مبادرته جزمه بتشكيل المجلس التشريعي خلال ثلاثين يوميا كاقصي حد،،،ومرت الايام شهرا ثم شهرا،،،حدثتنا انفسنا اللوامة بان الرجل سوف يعلن استقالته من رئاسة الوزراء مع الاعتذار للشعب ويذهب الي حال سبيله محافظا علي بعض من ماء الوجه،،ولكنه تعامل مع الامر ببرود شديد،،،كل الذي قاله الرجل ان غياب الارادة السياسية هو الذي حال دون قيام المجلس التشريعي ووسكت علي ذلك،،،ليس في جعبة الرجل مزيد من الحراك نفدت ذخيرته تماما،،،ولكن مستشاره الجديد ياسر عرمان ضرب اخماسا في اسداس واستخدم كل خبرته السياسية ومكره ودهاءه وجمع خيله ورجله نافخا الروح في مبادرة رئيس الوزراء لعلها تدب فيها الحياة،،،الية وطنية لانفاذ مبادرة رئيس الوزراء،،بضع وسبعون شخصا يشكلون الالية،وهم لفيف شتي وعلي نمط لجان المؤتمر الوطني،،وفور الاعلان عنها انسحبت اسماء لامعة،،واسماء اخري في طريقها الي الانسحاب اما طوعا او قسرا خاصة الذين يحوم حولهم تهمة الولاء للمؤتمر الوطني،،،ليست المشكلة في الانسحابات ولكن هذه الالية والتي يقع علي عاتقها تقديم تقريرها خلال شهرين من تاريخ تشكيلها،،لم تجتمع بعد وهي بطبيعة الحال تحتاج الي مقر ومعينات العمل،،،،وعند اكتمال هذه الاجراءات تبدا الالية في تشكيل اللجان الفرعية والتي سوف تجتمع وتنفض وتستعين بخبراء،،وهلموجرا،،،سوف تنقضي مدة الشهرين وهي في بداية الطريق وعلي فرض قدرتها علي انجاز المهام خلال الشهرين فان تشكيل المجلس التشريعي يكون بعد شهرين،،،،وهكذا نري ان الحكومة في تخبط وهي تمشي مكبة علي وجهها والبلاد تتجه الي الانحدار نحو الهاوية،،تراجع الاعتماد علي الخارج،،فمن الغباء ان تضع الحكومة البيض في سلة الخارج وحدها،،،،التعويل علي المجتمع الدولي كان سرابا يحسبونه مالا متلتلا حتي اذا جاءوها لم يجدوا شيئا،،اسقط في ايديهم،،،،
عجزت الحكومة عن تقديم الخدمات الضرورية مثل مياه الشرب والكهرباء والصحة الاولية هذا في عاصمة البلاد اما الولايات والبعيدة عن المركز فلا بو اكي لها،،يتحدث الوزراء المختصون بطريقة بائسة،،،فهذا وزير الطاقة يخرج علينا بشنشنة ، وقف قطوعات الكهرياء يحتاج الي مبلغ ثلاثة مليار دولار امريكي،،،،هذا المبلغ فقط يخصص او يكفي لالغاء القطوعات المبرمجة،،،هذا مبلغ جهد وعلم الوزير لا مجال لبسط الكهرباء لكل البلاد وزيادة مصادر التوليد،،السدود الطاقة البديلة،،الخ سنتان بعد الثورة تفتقر الحكومة للخطط بعيدة المدي والمتوسطة،ما زالت العقلية هي نفسها لا تفكر الا في يومها وفي احسن الاحوال غدها،،
حال البلاد يغني عن السؤال،،ولكن حكومة الثورة مشغولة بشراء عربات للسادة الوزراء بمبلغ نصف ترليون،،،وتعجز في ذات الوقت في توفير مبالغ لتوليد الكهرباء حتي تضطر الشركات الي قطع الكهرباء في مدينة مثل بورتسودان،،،اما توفير الدواء حتي المنقذ للحياة فحدث ولا حرج،،من الصعب نسب الحكومة للثورة،،وبالمقابل تثقل الحكومة كاهل المواطن المسحوق اصلامن الحمل بمزيد من الضرائب والرسوم الجمركية وبزيادة اسعار المحروقات،،،،
لم تظهر هذه الايرادات في الواقع ولم تحلحل اي مشكلة لانها تذهب الي غير وجهتها الحقيقية،،نحن موعودون بمزيد من الصرف الترفي،،،للحكم الاقليمي في دارفور وزراء ومستشارون وكبار الاداريين واعضاء مجلس تشريعي اقليمي،،كل هؤلاء يحتاجون الي عربات فارهات ومساكن وفرش وخدم وحشم،،،الولايات ستشكل حكوماتها ايضا ومجالسها التشريعية،وهلموجرا،تنشغل الحكومة بهذه الاشياء وحين اكتمالها تكتشف ان الفترة الانتقالية قد انسربت،،،بعد ان انقضت نصفها حتي الان،،
ان بسط الامور علي حقيقتها تظهرنا جميعا باننا لا نسلك الطريق الصحيح الذي يقودنا الي بر الامان،،سقطت العبارة التي كانت يرددها كبير الوزراء سنعبر سننتصر،،وغابت العبارة شكرا حمدوك،،اعترفت الحكومة بفشلها علنا وهذه بداية طريق النجاح،،والخطوات التي بعدها الوفاق الوطني والبرنامج الوطني واعادة فتح الوثيقة الدستورية الايلة للسقوط باعتراف الذين نسجوها،،ومحاربة الفساد القديم والجديد وسيادة حكم القانون الخ،
فهل تستطيع النخبة الحاكمة بكل اطرافها من التوافق علي ما يخرج البلاد من ازماتها ام تكرر الاخطاء التاريخية التي لازمتنا منذ الاستقلال،،،ان البلاد تقف علي صفيح ساخن نخشي ان تتردي الي الهاوية

التعليقات مغلقة.