شــــــــوكــة حـــــــــوت من أين جـاء العسكر؟ ياسر محمد محمود البشر

 

المؤسسات العسكرية فى كل دول العالم هى مؤسسات قومية وليست مؤسسات حزبية فالجندى يدخل الكلية الحربية أو معسكرات التدريب وهو من دون إنتماء سياسى ولا يحق له ممارسة السياسية وهو بالخدمة العسكرية وعندما يتخرج يتخرج بعقيدة عسكرية واحدة لا تعرف التحزب على الإطلاق والمؤسسة العسكرية تعنى كل الأجهزة العسكرية التى ينص عليها دستور أى دولة ومهمة العسكر حماية الحدود الدولية وحماية دستور الدولة والعسكرى عندما يدخل للعمل فى هذه المؤسسات يدخل كما ولدته أمه لا إنتماء له على الإطلاق لكن هناك بعض السياسيين يقفزون فوق حاجز هذه المؤسسة ويقومون بإختراق المنظومة العسكرية ويعملون على تجنيد بعض الضباط لمؤسساتهم الحزبية وينفذون عبرهم معتقداتهم السياسة وبذلك يصبح بعض العسكر فريسة للسياسيين*.

*وإذا أخذنا فى الحسبان وتصفحنا كتاب الحياة السياسية فى السودان نجد أن القوات المسلحة السودانية قد شكلت حضورا فى المشهد منذ حكومة الفريق عبود التى إستولت على السلطة فى العام ١٩٥٨ والتى إنتهت بإنتفاضة إكتوبر ١٩٦٤ والتى أعقبها نظام مايو ١٩٦٩ برئاسة العقيد وقتها جعفر محمد نميرى والتى إنتهت بثورة أبريل ١٩٨٥ التى ترأسها المشير سوار الدهب والتى اعقبتها حكومة منتخبة ومن ثم جاءت حكومة الإنقاذ التى حكمت السودان لثلاثة عقود والتى أطاحت بها ثورة ديسمبر ٢٠١٨ ومن خلال هذا السرد نجد أن القوات المسلحة قد حكمت السودان أكثر من نصف قرن من عمر الزمان ويبقى السؤال هل من المهام المنصوص عليها فى الدستور أن تمارس القوات المسلحة حكم البلاد؟*.

*وتأتى الإجابة أن ضعف الأحزاب السياسية فى القيام بدورها فى حكم البلاد يقود الى تدخل القوات المسلحة لحسم الفوضى السياسية ولا سيما إذا رجعنا لتاريخ الممارسة السياسية للأحزاب وجماعة (الديمقراطية كان شالها كلب ما نقول ليهو جر) ومعظم القوى السياسية إمتطت صهوة جواد القوات المسلحة للوصول للسلطة فالحزب الشيوعى جاء بثورة مايو والجبهة الإسلامية جاءت بحكومة الإنقاذ والشيوعى إختلف مع مايو وتم إعدام عدد من قيادات الحزب الشيوعى كما إختلف بعض قيادات الجبهة الإسلامية مع الإنقاذ وتفرقوا ما بين المؤتمر الشعبى والمؤتمر الوطنى وحركة العدل والمساواة وبذلك تجد القوات المسلحة نفسها مضطرة إضطرارا للمشاركة فى الحكم بعد أن يتم إستغلالها من قبل الساسة*.

*ونجد اليوم بعض القوى السياسية التى تظن أن القوات المسلحة قد خذلتها فى مرحلة من مراحل تاريخ السودان السياسى وبدأت تحقن عقول الشباب وتحرضهم على المكون العسكرى وعلى القوات النظامية بصورة تقلل من هيبتها مع العلم أن العساكر جاءوا من رحم هذا الشعب وهم أبناء ترابلة وزراع وهم ليست من كوكب آخر وهم مواطنين قبل أن يكونوا قوات نظامية وهذه الإستفزازات المتكررة سيكون لها ما بعدها ويجب أن يكون هناك قدر من الإحترام ولو قامت الأحزاب السياسية بدورها كما هو فإن القوات المسلحة تقوم بتصحيح الأوضاع التى فشلت فيها الأحزاب السياسية ومن مصلحة السودان الحفاظ على وحدة القوات النظامية وقد تلاحمت القوات النظامية والجماهير فى كثير من الثورات وكان الشعار الوحيد الأوحد (شعب واحد جيش واحد) ويجب المحافظة على هذه الروح الوحدوية وإذا إتخذت الأحزاب السياسية طريق وإتخذت القوات النظامية طريق آخر فإن القوات النظامية ستصل فى خاتمة المطاف لأن القوى السياسية تخدم أجندتها الخاصة وإن سير التاريخ السياسى لم تورد أن هناك قوات نظامية قد ضلت طريقها فى يوم من الأيام*.

نــــــــــص شــــــــوكــة

*جمهورية مصر العربية أقرب جار للسودان حكمت بأنظمة عسكرية من لدن محمد نجيب وأنور السادات ومحمد حسنى مبارك والآن يحكمها عبدالفتاح السيسى الذى أطاح بحكومة منتخبة من قبل الشعب وتوجد معارضة لحكومة السيسى وفى ذات الوقت تظل القوات النظامية محل تقدير وإحترام الشعب المصرى ولا يستطيع كائن من كان أن يسخر أو يستهزأ أو يقلل من قيمة القوات النظامية المصرية ومنهم خذوا العبرة ولا تقتلوا أسودكم لتأكلها كلاب غيركم*.

ربــــــــع شــــــــوكــة

*البلد الما فيها ضابط بيقدل فيها الإنتهازية الواعية والغير واعية*.

yassir.mahmoud71@gmail.com

التعليقات مغلقة.