مع السلامة يا أنغيلا.. زعيمة أوروبا تودع الغرب

ماسة نيوز :وكالات

 

 

تقطع أنغيلا ميركل بزيارتها التي قامت بها إلى البيت الأبيض الاسبوع الماضي، شوطاً كبيراً على طريق استكمال جولتها الوداعية على العالم الغربي. فقد حضرت في أواسط يونيو (حزيران) الماضي إلى جانب قادة أغنى دول العالم قمة السبع التي عُقدت في كورنوال. وتوجهت بعد عشرة أيام من تلك المناسبة، إلى قمة دول حلف الناتو لتودع زعماءها قبل أن تلقي تحيات الوداع على قادة الاتحاد الأوروبي حين شاركت في القمة التي عقدوها وكانت آخر اجتماعات على هذا المستوى في الموسم الماضي. ولم يمضِ سوى أسبوع حتى تناولت الغداء مع بوريس جونسون في مقر رئيس الوزراء البريطاني الريفي في “تشيكرز”، ثم تناولت بعد ذلك الشاي مع الملكة في قلعة ويندسور.

وتوحي الصور التي التقطت لميركل أن لقاءها بالملكة كان مريحاً أكثر من اجتماعها مع جونسون على مائدة الغداء، فقد بدت السيدتان، المتمرستان في مدرسة السياسة الأقل صخباً، كما يمكن القول، وهما تتعاملان بود مع بعضهما البعض وقد ارتاحت كل منهما لصحبة الأخرى. وتعتبر الزيارة التي ستقوم بها ميركل للبيت الأبيض دليلاً على ما تتمتع به من مكانة لا تُضاهى وهي تستعد للانسحاب من المسرح السياسي بعد 16 عاماً من تبوئها منصب المستشارة الألمانية، لا سيما أنها ستكون أول زعيم أوروبي يتلقى دعوة لزيارة البيت الأبيض في ظل سيده الجديد بايدن. صحيح أن جونسون كان أول زعيم أوروبي اجتمع بالرئيس الأميركي الحالي وجهاً لوجه عشية قمة السبع، غير أن ميركل هي أول من يحظى بشرف اللقاء به في واشنطن.

وسيُوجه اجتماع ميركل بالرئيس الأميركي رسالة خاصة للغاية، شأنه في ذلك شأن الجولة الأوروبية التي قام بها بايدن أخيراً. وقد تكون المكاسب التي سيحققها الرئيس من هذا الاجتماع قليلة، باعتبار أن مستشاراً جديداً سيتسلم زمام الأمور في برلين بحلول عيد الميلاد، وربما سيكون على رأس ائتلاف حاكم يجري تشكيله بصورة مختلفة عن الحالي. بيد أن مباحثاته مع ميركل ستعزّز الانطباع الذي دأب على التشديد عليه خلال جولته الأوروبية بأنه رئيس مختلف كل الاختلاف عن سلفه دونالد ترمب.

ويمكننا أن نتوقع نشر مجموعة من الصور المصممة خصيصاً لتبدو متناقضة مع أكثر الصور التي تعود إلى سنوات ترمب بلاغة وقدرة على التعبير. ولعلكم تتذكرون إحدى هذه الصور من قمة السبع لعام 2018 التي عقدت في كندا، وبدت فيها ميركل في مقدم زعماء دول أخرى، وكأنهم يعربون عن اعتراضاتهم على ترمب الذي جلس قبالتهم وقد وضع ذراعيه المطويين على صدره بشكل متعاكس في موقف ينمّ عن التحدي. لن يكون هناك شيء من هذا القبيل هذه المرة، بل من المرجح أن ينخرط كل منهما مع الآخر انخراطاً حقيقياً فيما سيسود جو رسمي يدل على الاحترام.

وإذ سيكون التناقض بين بايدن وترمب مدهشاً، فإن ميركل ستكون هي نفسها، الزعيمة الألمانية المعهودة لا أكثر ولا أقل. وقد ازدادت مكانتها أهمية خلال ولايتها الرابعة الحالية، حتى صارت أشبه بالزعيمة المعترف بها لأوروبا كلها. والواقع أن أي زعيم وطني أو أوروبي في السنوات الأخيرة لم يقترب من المستوى الذي بلغته ميركل لجهة تمثيل القارة الأوروبية على المسرح الدولي بالحنكة والمرجعية اللتين تتمتع بهما. إلا أنها لم تسعَ إلى أداء هذا الدور، بل لقد فُرض عليها بفضل قيادتها الطويلة وفطنتها الشخصية وكفاءتها المعترف بها في إدارة أكبر اقتصاد في الاتحاد الأوروبي.

يصعب التوفيق حالياً بين شخصية ميركل في وجهيها المختلفين. فهي من جهة، امرأة مألوفة جداً، بقصة شعرها الأشقر القصير وزيها الذي يشتمل على زوجين من الأحذية البسيطة والسراويل السوداء التي ترتديها مع عدد غير محدود من السترات الملونة. بيد أنها من جهة ثانية، الفتاة المبتدئة في عالم السياسة التي بدأت تسلق سلم المسؤولية في الحزب والحكومة بصورة منهجية وهي لا تزال في العقد الثالث من عمرها قبل أن تنقلب بقسوة على هيلموت كول، الذي كان قد شملها برعايته، علماً أنه يعتبر على الرغم من عيوبه الأب الجليل لمشروع إعادة توحيد الألمانيتين.

وصلت ميركل في عام 1990 إلى برلمان (بوندستاغ) ألمانيا التي كانت قد توحدت للتو كنائبة عن دائرة انتخابية في ألمانيا الشرقية سابقاً. وصارت بعد عشر سنوات زعيمة “الحزب الديمقراطي المسيحي” (سي د يو). وقد خدمت بين عامي 1990 و2000 في مناصب عدة، استهلتها بعضوية حكومة كول حيث عملت على التوالي كوزيرة لشؤون النساء والفتيات ثم وزيرة للبيئة. وانتُخبت في أعقاب هزيمة كول الانتخابية عام 1998، أميناً عاماً للحزب ورئيسة له (زعيمة الحزب). وتولت عام 2002 زعامة التحالف البرلماني المعارض لحزب “سي د يو” وشقيقه حزب الـ”سي أس يو” ( الحزب الاشتراكي المسيحي)، وتلك كانت نقطة التحول التي شهدت اختيارها منذئذ مرشحة لجناح يمين – الوسط لمنصب المستشار في الانتخابات التي كانت ستجرى في عام 2005.

وتدل مراجعة الماضي على أن صعودها المطرّد لتتربع على قمة السياسة الألمانية قد تمّ بطريقة منهجية. غير أن الخط الزمني لارتقائها سلم المسؤولية مخادع. فقد سهلت جهود ميركل تقدمها بشكل أقل مما فعله آخرون ممن مهدوا لها الطريق إلى الأعلى بأخطائهم وكانوا سيعرقلون صعودها لو استطاعوا.

بيد أنها تمتعت أيضاً بحسنات وميزات حاسمة، في طليعتها أن شخصية نافذة كانت تشملها برعايتها، إذ اكتشفها في وقت مبكر هيلموت كول الذي كان حينذاك المستشار. فقد اختارها لتسلم منصب وزراي في غضون عام واحد من دخولها البرلمان واعتاد أن يدعوها بـ”فتاتي”، مع أن علاقتهما كانت طبيعية كما يبدو ولم تشتمل على علاقة حميمة أو غيرها من الأشياء غير المناسبة. لكن ربما لاحظ كول أيضاً أن ميركل لم تكن موهوبة سياسياً فحسب، بل كانت تتحلى أيضاً بشخصية مثالية لمنصب مستشار ألمانيا الموحدة في وقت كانت موجة الإثارة الناجمة عن التوحيد قد بدأت تخبو.

كانت ميركل “أوسي”، وهو الاسم غير المحبب الذي أطلقه أحياناً الألمان الغربيون على مواطنيهم من الشرق، بداعي الاستخفاف والهزء. وقد قضت حياتها في بلدة صغيرة هناك، عمل فيها والدها كاهناً للكنيسة اللوثرية البروتستانتية، هي “تيملين”، الواقعة إلى الشمال من برلين المقسمة في ذلك الوقت. كان لدى العائلة أقارب في الغرب زودوها أحياناً أشياء كانت تعتبر في تلك الأيام في ألمانيا الشرقية من الكماليات، مثل بنطال الجينز، كما قضت معهم عطلاتها من حين إلى آخر. وخلافاً لذلك، فقد اتبعت ميركل طريقاً تقليدياً. فهي تجنبت السياسة ومضت بعد تخرجها من جامعة لايبزيغ بشهادة في الفيزياء لتحصل على منصب بحثي في ما كان يسمى أكاديمية العلوم في جمهورية ألمانيا الديمقراطية التي اتخذت من برلين مقراً لها.

ولم تخطُ ميركل خطواتها المترددة الأولى في عالم السياسة حتى بدأ نظام ألمانيا الشرقية يترنح قبيل سقوطه الوشيك. وعندئذ تحولت إلى عضو نشط في “التحالف الديمقراطي” الذي اندمج لاحقاً في “الحزب الديمقراطي المسيحي”. وفي عام 1990 ترشحت لاحتلال مقعد في البرلمان كنائبة عن ميكلينبرغ – فوربوميرن، وذلك في وقت كانت السياسة في الشرق لا تزال منفتحة على نحو فريد وكان حزبها الـ”سي د يو” رائجاً للغاية في أعقاب توحيد الألمانيتين. يُشار إلى أن المستشارة الألمانية لا تزال تمثل هذه الدائرة الانتخابية منذ ذلك الحين.

وكانت ميركل شخصية تدعو إلى الفضول في “الحزب الديمقراطي المسيحي” بوصفها بروتستانتية، وامرأة، ومطلقة علاوة على ذلك، إذ كانت قد انفصلت عن زوجها أولريخ ميركل بعد زواجهما المبكر الذي دام خمس سنوات. بيد أن مصدر ذلك الفضول كانت امرأة نفيسة، جسّدت مسيرتها السياسية حتى ذلك الوقت كل ما كانت ألمانيا الموحدة تطمح إليه.

ولاحظ البعض حتى في تلك المرحلة المبكرة أنها تتمتع بطموح طاغ وعزم لا يلين يخفيهما مظهرها الخارجي الخجول الذي ينمّ عن التواضع وإنكار الذات. لكن سواء كانت تلك الحماسة لديها في البداية، أو أنها طورتها في مرحلة لاحقة، فهي أثبتت أنها على مستوى المسؤولية التي كانت تُناط بها في كل ترقية حصلت عليها في ما بعد، ولم تكن لتستطيع المضي قدماً إلى الأمام في حزب ومؤسسة سياسية تهيمن عليهما العقلية الذكورية لو أنها لم تثبت تمتعها بكفاءة قياسية.

ثمة حادثان على وجه الخصوص يوضحان الطموح الذي كانت تتحلى به ميركل. يتمثل الأول في خطوتها الجريئة التي كانت قاسية وتاريخية فعلاً، للانشقاق عن كول، مع الاعتراف بأن عبء الفساد الناجم عن تورطه في مشاريع تمويل حزبية غير قانونية، كانت أكبر من قيمته للحزب بوصفه المستشار الذي قام بتوحيد الألمانيتين بعد انهيار جدار برلين.

واعتبر كول أن ما جاء في مقال نشرته ميركل لاحقاً في صحيفة “دي تسايت” الأسبوعية بعد عام على هزيمة ائتلاف حزبي “سي د يو” والـ”سي أس يو”، في انتخابات عام 1998 أمام الاشتراكيين الديمقراطيين، كان ذروة الخيانة وأشبه بطعنة نجلاء جاءته من سياسية تتلمذت على يديه. ومع أنه لم يكن مستشاراً أو زعيماً للحزب في ذلك الوقت، فهو كان لا يزال نائباً في البرلمان ورجل الدولة الأكبر في الحزب بلا منازع. مع ذلك، وجهت إليه ميركل في مقالها ذاك كلمات كانت كالرصاصات، جاء فيها: “يجب أن يتعلم الحزب أن يمشي الآن وأن يجرؤ على خوض معارك المستقبل ضد خصومه السياسيين من دون حصان الحرب القديم، كما كان يروق لكول أن يسمي نفسه غالباً… نحن الذين نتحمل حالياً مسؤولية قيادة الحزب، وليس هيلموت كول، سنقرر كيف نقارب المرحلة الجديدة”.

لم تكن ميركل تهدف من خلال هذه الكلمات إلى دعوة الحزب للتخلي عن كول فقط، بل إلى طرح نفسها بجسارة لتسلم زعامة الـ”سي د يو”، وهو المنصب الذي فازت به بعد عام واحد. كما أظهرت خطوتها تلك الإحساس الحاد بالتوقيت الصحيح الذي تميزت به في مسيرتها المهنية. وقطعت لاحقاً شوطاً طويلاً على طريق رأب الصدع مع ذلك الرجل العظيم حين عينته مستشاراً غير رسمي بعدما أُسند إليها منصب المستشار. وبحلول ذلك الوقت، كانت ميركل قد مضت بالحزب إلى “عصره الجديد”، وبات بوسعها أن تتخذ موقفاً شهماً كهذا حيال كول.

وكانت الفرصة قد سنحت بإلقاء نظرة خاطفة على مدى طموحها، المحاط بالكتمان ولكنه معبر بشكل جيد، وذلك بعدما صارت الأمين العام لحزب الـ”سي د يو”، وبات يُنظر إليها كزعيمة مستقبلية للحزب. ويُقال إن عدداً من كبار أعضاء الحزب قد انتُدبوا في تلك المرحلة للتحدث إليها على إنفراد عما رأوه من التنافر بين نمط حياتها والأفكار المسيحية التي يعتنقها الحزب. وكان المقصود من ذلك الإشارة إلى أنها كانت تعاشر منذ وقت طويل يواكيم سوير، وهو بروفيسور في الكيمياء بجامعة هومبولت في برلين، من دون أن تكون متزوجة منه، باختيارها، كما تردد. ونُقل عن هؤلاء المندوبين الكبار تحذيرها ووضع النقاط على الحروف قائلين اجعلي علاقتك معه نظامية، وإلا عليك أن تقطعي الأمل من إمكانية تسلم أي منصب أرفع. هكذا لم يمض وقت طويل حتى عمد الزوجان إلى عقد قرانهما، من دون ضجيج، في ديسمبر (كانون الأول) من ذلك العام.

تتوافر الأدلة الكافية على حنكة ميركل السياسية وحماستها الرصينة، غير أنها لم تستطع اكتساب بعض المهارات السياسية بسهولة. لا بل كانت لا تزال عاجزة عن القيام بحملة انتخابية فعّالة حتى بعد ما يزيد على عشر سنوات في الصف الأول للسياسة الألمانية. لقد تابعتها في الأسابيع التي سبقت انتخابات 2005 حين كانت مرشحة حزبي “سي د يو” والـ”سي أس يو” لمنصب المستشار ووجدت أن خطاباتها في التجمعات والمسيرات كانت بائسة حقاً، وقد أضحت أكثر بؤساً مما كانت عليه بفضل اللمسة السياسية البارعة التي تمتع بها منافسها الرئيس غيرهارد شرودر، المستشار الديمقراطي الاشتراكي. وأدت الأخطاء التي ارتكبتها في مناظرات تلفزيونية وأدائها الباهت في أثناء جولاتها على الناخبين، إلى تفويت فرصة الفوز بالغالبية الكبيرة التي أظهرتها استطلاعات الرأي في الأسابيع الأخيرة من الحملة الانتخابية، وبدا المرشحان في ليلة الانتخابات متقاربين للغاية.

لكن ميركل برهنت بعد ذلك من جديد على أنها تملك ذلك المزيج من القدرة على البقاء في السلطة وعلى التركيز، الأمر الذي خدمها جيداً. فقد جاءت للمشاركة في الطاولة المستديرة التقليدية التي يبث التلفزيون وقائعها بثاً حياً ليلة الانتخابات ويتحلق حولها قادة الأحزاب، وهي تعكس على الهواء مباشرة بشكل مؤلم الجوانب الخاطئة والصحيحة. وكان على ميركل أن تستمع في تلك الجلسة إلى ما لا نهاية لشرودر وهو يتباهى بفوزه المزعوم. وتركته يتحدث ويطيل الحديث كما يشاء، قبل أن تعلن بهدوء إن حزبي “سي د يو” والـ”سي أس يو” كان يتقدمان على حزب شرودر، وكانت مصيبة في ذلك تماماً.

واستطاعت ميركل أن تعلن في غضون ثلاثة أسابيع تخللها الكثير من جولات المفاوضات، عن تشكيل “تحالف كبير” ضم حزبي “سي د يو” والـ”سي أس يو” إلى جانب الحزب الديمقراطي الاشتراكي، بقيادتها كأول مستشارة في تاريخ ألمانيا. أما شرودر منافسها، فترك السياسة نهائياً.

راج في ذلك الوقت الكثير من التكهنات بأن التحالف كان أكثر هشاشة من أن يستطيع الاستمرار. لكنه في الواقع، لم يبقَ حتى نهاية الولاية الكاملة فحسب، خلافاً لتحالف “الأحمر- الأخضر” الذي سبق وأقامه شرودر، بل فتح الباب أمام ميركل للفوز بعدد أكبر من النواب والاحتفاظ بمنصبها، إذ أعيد انتخابها لأربع سنوات أخرى.

يمكن القول بصورة منطقية إن ميركل قد استفادت خلال حملتها الانتخابية وأيضاً حين كانت على رأس عملها كمستشارة، من الإصلاحات العمالية الضرورية وغير الشعبية التي طبقها سلفها شرودر. لكنها أثبتت حين تولت السلطة أنها سياسيّة ماهرة بفضل كفاءاتها هي، ونجحت في تخطي الصعوبات والأخطار التي أحدقت بتحالفها بسبب التوازنات الدقيقة التي قام عليها. ويعود نجاحها هذا إلى المهارات نفسها التي أوصلتها إلى منصب المستشارة، وهي الصبر، وحسن التقدير والقدرة على اتخاذ القرارات والالتزام بها، على الرغم من أنها طورت هذه القدرة غالباً بعد الكثير من المداولات.

صحيح أن هذه السمات باتت موضع مساءلة ولفت البعض إلى أن لها جانباً سلبياً، وذلك في حين كانت ميركل على رأس السلطة. وسنّ النقاد كلمة جديدة بالألمانية هي “ميرلكن” التي تعني المراوغة أو التردد من دون إنجاز أي شيء. وفي الوقت نفسه، لم يكن قليلاً أن تكتسب سياسيّة مثلها نادراً ما تعبر عن عواطفها، الاحترام على نطاق واسع، مع أنهم خصّوها به أول الأمر على مضض. وعلى الرغم من أنها لم تُرزق بأي طفل، وإن كان لدى زوجها سوير ابنان بالغان، فهي نالت لقب “الأم”، أم ألمانيا

التعليقات مغلقة.