شــــــــوكــة حـــــــــوت سيـاسـة الأمـر الواقــع ياسر محمد محمود البشر
عندما تفقد الحكومة هيبتها يضطر المواطن لتوفير الحد الأدنى من هيبته المفقودة بسبب سياسات الحكومة وأكبر دليل على الإحتجاجات التى شهدتها منطقة سوبا شرق بمحلية شرق النيل يوم أمس على خلفية زبح إثنين من أبناء المنطقة داخل بقالتهما مما أدى إلى إغلاق طريق كبرى سوبا الرابط ما بين الخرطوم وشرق النيل لعدد من الساعات عطفاً على إحتجاجاتهم على تأخر الشرطة فى الحضور إلى مسرح الجريمة كما شهدت مدينة الخرطوم بعض الإحتياجات أمس الأول والتى أدت الى تعطيل الحركة بموقف جاكسون وعدد من المواكب والمسيرات التى شهدتها كثير من المدن السودانية فى الفترة الأخيرة وهذه المسيرات ليس الغرض منها تنبيه الحكومة لأن الحكومة تعلم علم اليقين أنها حكومة من دون هيبة وحكومة مثل بيت العنكبوت كل طرف فيها يسعى إلى إلتهام الطرف الأخر الأمر الذى جعل عصمة الحكومة بيد التجار والسماسرة وتسبقهم أيادى المخابرات الأجنبية التى ترسم المشهد المعقد المعيش الآن إلى جانب أن هناك دول أرسلت عملائها لتنفيذ أجندة إقتصادية وسياسية بالسودان بواسطة سودانيون يحملون جوازاتها*.
*فهيبة الدولة لا تشترى إنما تفرض عبر تنفيذ القوانين والتشريعات لكن حالة السيولة التى تعيش فيها الحكومة الإنتقالية جعلت التجار يفرضون سيطرتهم ويكون صوتهم أعلى من صوت الحكومة ومن أمن العقوبة أسأ الأدب ولذلك نجد التجار يتحكمون فى عملية أسعار السلع وأصحاب شركات المواصلات يتحكمون فى رفع أسعار تذاكر السفر بين الولايات وأصبح الحال يغنى عن السؤال وكل يغنى على ليلاه كل ذلك والحكومة الإنتقالية لا تمتلك إلا أن تقدر حجم المعاناة التى يعيشها المواطن وتطالبه بممارسة المزيد من الصبر لكنها لا تستطيع أن تحرك ساكن (حاكومة لا بتهش ولا بتنش)*.
*وعندما يضطر المواطن لحماية نفسه فى ظل عجز الحكومة عن توفير سبل الحماية له فإن المعادلة ستكون مختلة ونتحول إلى بحيرة أسماك نتعامل بسياسة (أصغر منك دوسو دوس) وبهذه الصورة سيكون هناك ضحايا ودماء ودموع وربما يتعقد المشهد بصورة دراماتيكية تؤدى إلى ما لا يحمد عقباه من التعقيدات الإجتماعية والسياسية والأمنية فى ظل وضع شاذ بأقل ما يمكن وصفه ويبقى السؤال إلى متى تظل الحكومة فى خانة المتفرج من دون أن تتحرك لوقف هذا العبث الممنهج وكيف سيكون المخرج من هذا الجب العميق أم أن هذه الحكومة هى حكومة (مواسير)*.
*وما تشهده مدن السودان من إحتجاجات فى غرب دار فور بمدينة الجنية وجنوب دارفور وأحداث ولاية والبحر الأحمر وكسلا كلها إحتجاجات ضد سياسة الحكومة الحالية وعدم مقدرتها على القيام بدورها تجاه المواطن المغلوب على ويمكن القول أن الحكومة حولت المواطن إلى بقرة حلوب ومصدر أساسى من مصادر الدخل لخزينة الدولة (حاكومة حيلها ميت تب)*.
نــــــــــص شــــــــوكــة
*وما زالت الحكومة تسير فى طريق الفشل ولم توجد أدنى ملامح الإنفراج أو أن هناك برامج وخطط وسياسات من شأنها تقلل من حدة الإنهيار الإقتصادى بقدر ما أن الحكومة تتحدث عن المحاصصات الجهوية والقبلية والحزبية ولا بواكى على المواطن و(الغراب التعيس بيقول للبومة يا أختى)*.
ربــــــــع شــــــــوكــة
*حمدوك تبقت عشرة أيام على وعدك للشعب السودانى بتشكيل المجلس التشريعى كما مضت تسعة عشر يوماً على وعد الحكومة بتقييم أدائها وتعزيز سياسة التقشف وفرض الرقابة الصارمة على الأسواق والحساب ولد*
Yassir.mahmoud71@gmail.com
التعليقات مغلقة.