*في ذكري الثائر* *الفكي علي الميراوي* *[2]* *بقلم ~* _أحمد الشين الوالي
ماسة نيوز
_بسم الله الرحمن الرحيم_
_
*مركز الثورة و محيطها*
_عبقرية الشعوب و القبائل_
تقع قبيلة ميري ضمن مجموعة
واسعة تتحدت لسانا واحدا هو لسان «كادو مداقو» التسمية التي تعني «الناس الفوق» علوا و رفعة ، و هي مجموعة واسعة الانتشار في جنوب الجبال تشمل إثنيات شتى هي _كادوقلي_ : تلا _ حجر المك ، مرتا ، كلبا ، دمبا ، كليمو ، تافري ، حجر النار ، و كحليات . _و كيقات_ : كيقا لبن ، كيقا تميرو ، كيقا الخيل ، كيقا جرو . و مجموعة _ميري :_ ميري بره ، و ميري جوه ، دميك ، الأخوال ، ماسنق ، كوفا ، ليما ، كانقا ، أبو سنون ، كرسي . و _كرنقو_ : كرنقو عبد الله ، چرورو ، أبو هشيم ، طمطم ، طلسة ، الأميرة ، المسالكين الطوال و القصار ، و طچو . و مجموعة _جنوب كادوقلي_ : التمة ، بلينجا ، حجر عنبة ، كوفا ، بركة ، تونا ، كچا _ كاتشا ، كافينا . و مجموعة _تبانچا_ : الدبكاية ، القناية ، الريكة ، فاما ، طروجي ، التيس ، و دي ما دينقو _ انقولو . و للمجموعة امتداد في الجبال الغربية _ لقاوة : _كمدا_ ، و _تلشي_ .
و أهل لسان «كادو مداقو» يطلقون على أنفسهم تسمية «كا قلو» صيغة جمع مفردها «تا قلو» . و هم إذ يقولون «كا قالو مابو جاني» يعنون أنهم نوبا الجبال البعيدة . و في لسان الصبوري تكافئ جادبيي «Gadbaie» مفردة «كا قلو» و تعنيان : نحن الجبليون ، أو نحن سكان الجبال ، دون ذكر لكلمة نوبا . و الحوازمة يسمون جنوب كردفان «الصعيد» يعنون جهة الجنوب ، و يستخدمون مفردة «الحجار» مكافئة للجبال . و التسمية «جبال النوبا» جاءت في فترة الحكم الثنائي الإنجليزي _ المصري .
و ميري ذات النسب «تا ميري» انتساب إلى جدهم المؤسس الموصوف بالأسود الشجاع ، أو الشجاع الأسود . و في ميري اختلاط الدماء و تداخل الأجناس : نوبا ، فونج ، داجو ، برقو ، و شاديين .
و «دي ما دينقو» تسمية تعني «البيت الفوق» العالي . و عند انتقال الحرب إلى منطقة العمليات رقم 2 ، و اقتحام التمرد لديارهم رأينا مجئ «دي ما دينقو» إلى كدوقلي «حجر المك» و استقرارهم بجوارهم ، و قولهم أنهم أهل البيت الفوق «دي مادينقو» ينحدرون من الناس الفوق «كادو مداقو» ، و هم القوم المعروفون بانقولو .
كانت كادوقلي تتزعم مجموعة «كادو مداقو» في جنوب الجبال خلال سلطة الحكم الثنائي البريطاني _ المصري ، و عرفت سلطتها بالإدارة الأهلية الوسطى . و «كادوقلي» تسمية للقبيلة و المدينة ، و هي تحريف لاسم الجد المؤسس «كدوقلي» المولود في «حجر تلا» حجر القنا _ حجر المك اليوم . و كانت قبيلة كادوقلي تسمى «كولة» .
{1}
إن مجموعة النوبا الثانية في محيط ثورة الفكي علي الميراوي هم قبيلة المورو . و التسمية مورو امتداد و تعديل للتسمية مور ، موريتان ، و موروك ، تسمية الفرنجة اليونان ، و الرومان ، و الإسبان ، للزنوج السود في شمال إفريقيا . و تواصل التسميات إشارة إلى روابط قديمة معقدة تحكي حركة التاريخ ، و تداخل الجغرافيا .
و المورو في جنوب الجبال يقطنون محلية أم دورين كلها ، و هم تسع بطون : أم دورين ، اللبو ، كاين ، كربج ، نوة ، أم سردبة _ أم دري ، كورراك ، أبو ليلة ، و أم جبر الله . و كان أول مكوكهم الذي عرفه الحوازمة الملك توتو الأحمر ، ثم المك محمد توتو الأحمر ، ثم المك القطة ، ثم المك تاور محمد أم دبالو ، ثم المك نتو القطة .
و تجاور المورو من جهة الشرق هيبان _ إيبا ، محلية و مدينة ، في الجنوب الشرقي من جنوب الجبال تسكنها قبائل : تيرا ، أطورو ، الشوايا ، أبل ، و الليرا . و هيبان أرض ذات جبال شاهقة ، و وديان ذات انحدارت عميقة و إلتواءت متعرجة ، و بعد نسبي عن محيط ثورة الميراوي .
• • •
و في جنوب الجبال يتمركز فخذ الحوازمة المسمي «الرواوقة» انتسابا لشهرة جدهم محمد [الرواق] بن حامد بن شاكر . و المفردة «الرواق» تعني عندهم ستار البيت . و عند محمد بن أبي بكر صاحب معجم مختار الصحاح : «الرواق سقف في مقدم البيت . و أيضاً الفسطاط ، يقال ضرب فلان روقه بموضع كذا إذا نزل به و ضرب خيمته ، و الرواق أيضاً ستر يمتد دون السقف ، و يقال بيت مروق بضم الميم و تشديد الواو . و راقه الشئ : أعجبه . و راق الشراب : صفا» . و أصحاب الاسم إذ ينادون أنفسهم يقولون : «عيال أم رويق» .
و الرواوقة هم : *دار جامع* _ الطوال و القصار . و *أولاد* [محمد] *نوبا* : الفقرا «الفقهاء : الحاج ، حجي ، و عبد الله» ، أبو عجال ، أولاد رحمة ، و دار بلال _ بتشديد اللام . و *الديلمية* : أولاد المؤمن ، دار عجول ، أولاد تينا ، أم مقندة . و للرواوقة حلفاء كثر من خارج الحوازمة عاشوا بينهم فاندغموا فيهم ، و أصبحوا منهم .
و عند دخولهم جنوب الجبال كانت قيادة الرواوقة في دار جامع بقيادة شيخهم تاور كاكيدلي أبو جردة ، و يشاركه في القيادة في الديلمية توبين أبو النو ، و شاع الدين أبو موسى اللعيسر . و في أولاد [محمد] نوبا : بهلول أبو محمداني ، و حامد اللكة أبو بلال . ثم خلف هؤلاء الآباء أولادهم : الشين أبو فضة ول توبين ، موسى اللعيسر ول شاع الدين ، محمداني ول بهلول ، بلال ول حامد ، و سومي ول تاور . و كان معظم هؤلاء القادة الشباب الوارثون للقيادة أبناء مخلطون لأمهات نوباويات من بيوت عز و شرف . كانت أم «الشين توبين» شيخ الديلمية بنت زعيم في الكدرو _ البرنقلي . و كانت أم نائبه موسى اللعيسر من أسرة نافذة في الغلفان _ الأنشو . . و في غيرهم انتساب كثير لبطون النوبا .
{2}
كان يشهد للعرب الوافدين إلى إقليم كردفان بالشرف ، و الأنفة و المروءة ، و الكرم ، و الوفاء ، و حماية الجار ، و الالتزام بالعهد و حسن التعامل مع من حولهم من الشعوب . كانت السرقة عندهم خسة و نزالة و جبنا و يانفون من فعلها ، و السارق عندهم هو اللص أو السلال من جاء مستترا مستخفيا إلى حرز فهتكه و أخذ منه ما ليس له ، و كانوا يعيرون من يقوم بالإسلال أو السلة . و كانوا يعلمون أن الشرع يقطع يد السارق اليمنى ، و يصلب قاطع الطريق .
إن مجتمع العطاوة البدوي المتحرك تجاه الجنوب من شمال كردفان الكبرى كانت له مؤسسات تضبط ايقاع المجتمع ، و الأفراد . . منها مؤسسة رجال الدين الذين يطلق عليهم «الفقرا _ الفقهاء» و تخفف التسمية فيقولون في صيغة الجمع «فكياء» مفردها «فكي» تعني «فقيه» .
كان هناك «فكي» سيار متجول مع القوم السيارة ، رجل حافظ للقرآن ، و معه شئ من الفقه الميسر و الالتزام الشديد البارز في السلوك و الانضباط ، يقود الوعي الديني و تزكية النفوس وسط المجتمع . و يقوم بدور المدرس المعلم يدرس الفقه الميسر ، و هو المفتي يجاوب ما أشكل على الناس من طارئ الأحوال في الحلال و الحرام . و هو المأذون في الزيجات ، و المفتي في مشاكل الطلاق ، و يقوم بطريقة أو أخرى بدور في جباية الزكاة يحث و يذكي الناس و يذكرهم بفريضة الزكاة ، و الفطرة في نهاية شهر رمضان ، و يحضهم على الانفاق في سبيل الله ، و التكافل بينهم .
إن أولئك الفقهاء السايرة كانوا مهمين جداً في حياة المجتمع الرعوي البدوي ، و فاعلين ، لهم أثرهم الكبير في هداية الناس ، و ضبطهم .
كان أولئك القادة الدينيون متفاوتين في أثرهم اليومي ، و برز منهم أفراد ما يزال أثرهم باقيا . إن الأفراد الذين يناديهم البدو البسطاء مستغيثين بأسمائهم في الملمات يقولون : «يا علي» استغاثة بالشيخ المشتهر بالفكي «علي أبو قرون» عند المسيرية الحمر ، أو يقولون في استغاثة ، أو تعجبا و استنكارا : «يا دود»! عند المسيرية الزرق .
و في الحوازمة نسمع النداء المستغيث : «يا حجاجو» عند دار بخوتة _ حوازمة الدلنج . و في الحوازمة الشرقية نسمع اسم الفكي «أبو خديجة الحجر» . و في أولاد محمد نوبا _ الرواوقة نسمع ذكرا للفكي «أب طويقيية» _ «أب رأسا إبييض» أبو الفقرا «عبد الله ، الحاج ، و حجي» . و عند أولاد المؤمن نجد الفكي «أبو دباي الراقد العرديباي» ، و الفكي «الحاج يعقوب» ، و اشتهر منهم «الفكي سلمان» ولد «الفكي جبريل» ، و كتابه المسمى «أبو يومين» كناية عن خطورة القسم عليه استهتارا و بغيا ، و معتقدهم أن من أقسم عليه باغيا لن يمكث حيا فوق يومين! و قبة الفكي سلمان يعرفها المورو ، و الرواوقة ، في أم شوكة بالقرب من أم دورين .
إن تلك الأسماء كانت لرجال دعاة وسط الرعاة البدو الأعراب المتجولون في طلب الفلاة الغنية ، و الماء الوفير . إن المجتمع البادي البسيط الساذج في تبجيله لأولئك الرجال الدعاة كاد أن يرتقى بهم إلى مثال الذين ألهوا من الصالحين من قبلهم ، ودا و سواعا و يغوثا و يعوقا و نسرا ! و تلك سنة في الأولين!
كان «الضرا» مؤسسة أخرى ذات أثر عميق في ضبط المجتمع الرعوي البادي بعيدا عن المدينة _ القرية المستقرة ذات المؤسسات الضابطة المؤثرة في المجتمع المستقر .
كان «الضرا» فكرة بسيطة فعالة تقوم بدور المسجد ، و النادي ، و قسم الشرطة ، و بيت الضيافة . فالضرا تجمع للرجال بكل فئاتهم العمرية مرتين خلال اليوم : الأولى عند الصبح حين يجتمع القوم لشرب الشاي ، و الأخرى في المساء عند مغيب الشمس ، و حتى تناول وجبة العشاء .
كان «الضرا» منتدى لحراسة القيم ، و رقابة المهام الحياتية المتجددة : الاجتماعية _ الثقافية في الفنون و الأدب ، و التاريخ و عبر الماضي . و الاقتصادية _ في معاش الناس و تكافلهم الاجتماعيو رصد و مناقشة تبدل أحوال المعاش . و في الضرا معاينة الأحوال السياسة في الأمن و الحرب و السلم ، و تدبرها . و كانت حكمة الآباء و الجدود ، و تجارب الأولين حاضرة دوما في نقاشات «الضرا» .
كان الضرا مؤسسة للشورى ، و تقليب الأمور و الوصول إلى رأي الجماعة الغالب ، و التخيط لانفاذ ما اتفقوا عليه . و في شورى الضرا يشارك كل فرد بما يفقه و يرى ، و أحيانا يستنطق الكبار الحكماء في ما أشكل على الناس من رأى .
كان الحوازمة في مجيئهم إلى كردفان الجنوبية قد نفروا ثبات ، و أخذوا معهم حذرهم و مفاهيمهم و وسائلهم في الأمن و الأمان ، و في التعايش مع الآخر متمثلة في «الأحلاف» مواثيق معاهدة و معاقدة على التعاضد و التساعد و الاتفاق . و كانت التسمية «أحلاف» لأن العهد لا يعقد إلا بالحلف . و ذلك هو اليمين أو القسم ، لأن المتحالفين يقسمون بالأيمان أن يكون أمرهم بالوفاء واحدا . و يعني العهد و الميثاق اليمين التي يستوثق بها ممن يعاهد ، و الأمن و الأمان . و كل ما كان بين الناس من المواثيق فهو عهد . و الميثاق هو العهد المحكم المؤكد بالحلف أو اليمين . و العقد توكيد العهد ، و الميثاق ، بالعزم و النية و الحلف على الوفاء ، و هو أوكد العهود . و الحبل الرباط ، و هو أيضاً العهد و الميثاق و الذمة و الأمان و الجوار . و الجار الحليف ، و الناصر ، و الخفير . و لما كانت القبيلة وحدة متماسكة لزم أن يتضامن أبناؤها جميعا على الوفاء بتلك الحقوق .
و الوحي القرآني يؤيد و يشدد على تلك القيم و الأخلاق . قال الله تعالى : «و أوفوا بعهد الله إذا عاهدتم و لا تنقضوا الأيمان بعد توكيدها و قد جعلتم الله عليكم كفيلا ، إن الله يعلم ما تفعلون» سورة النحل _91 .
إن العادات و التقاليد العابرة للاقاليم لا تجنح للتعديل الشامل في الظروف الصعبة إلا بوفود جماعات ثقافية أشد بأسا و أكثر تمدينا مما هو الحال لدي أولئك المحليين . و الأثر الفعال المغير لمعالم الثقافة الاقليمية غالباً ما يتم عبر التحام الجماعتين ، الماكثة و القادمة ، في تعامل معتبر حجما ، و مدى زمنيا يكفى لإحداث التعديل الشامل في الثقافة المحلية .
إن مجموعات العربان البدو الذين تخللوا البلدان ، و تكاثروا ، ظلوا يمثلون بقعا عربانية بدوية وسط السكان الأهلية _ بقعا و وجودا حضاريا تسود فيه عناصر الثقافة العربية الإسلامية فيها عادات ، و لغات ، و أعراق ، و تقاليد
يلتزمونها .
• • •
كان دخول الرواوقة جنوب الجبال في وقت عصيب شديد كربه حتى عرف عندهم ب «زمن الجوالي» حيث الناس في حراك و احتكاك ، يجولون و يجوسون خلال الديار يعتدي القوي منهم على الضعيف . كان الأعراب يتقاتلون بينهم أسفل الجبال ، و النوبا في قمم الجبال ينظرون! و كان بعض أقوياء النوبا يعتدي على البعض الضعيف منهم . و كانت حركة النوبا ضعيفة محدودة في التواصل بين بعضهم البعض ، و كانوا يزرعون في مساطب في أعالي الجبال .
و مع ذلك الحال كان تواصل العرب من أسفل الجبال مع النوبا في أعاليها أمر في غاية الصعوبة يحتاج حكمة و حنكة .
و في انطلاقهم تجاه الصعيد جنوب ضفة خور أبو حبل «وادي كجار» تقاسم الرواوقة خطة رسموها في الضرا للتواصل و عقد الأحلاف مع أهل الحجار للعيش معهم دون صراع أو احتكاك . و في خطتهم قسموا الحجار على الأفخاد ، و كللت مساعي الانفاذ بالنجاح فكانت الأحلاف و العهود على هذا النحو :
• الجبال الستة «الكدرو ، الكافير ، الكرورو ، كرتالا ، كلدجي ، و الدباتنة» ، و أم حيطان ، و الكواليب ، حلفاء لأولاد المؤمن جماعة توبين أبو النو .
• شاتات «الدمام ، الصفية ، أم زارق ، و كلولو» و مورو أم دورين حلفاء لجماعة شاع الدين أبو موسى اللعيسر .
• كادوقلي ، و معها الداجو «تلو ، الصبوري ، اللقوري ، تيسييه» حلفاء لجماعة حامد اللكة أبو بلال .
• كيقات «تميرو ، جرو ، لبن ، الخيل» ، دميك ، الشعير ، الكويك ، و مجموعة ميري ، و جنوب كادوقلي ، حلفاء لجماعة تاور كاكيدلي أبو جردة .
• • •
و في حلف أولاد المؤمن مع «كواليب دري» مثال يوضح طريقة أداء قسم العهد و الميثاق بين الحوازمة _ الرواوقة و النوبا . ففي حلف «الشين توبين أبو النو» ، و «جرو» جد علي قادم جرو و المك كچچو هنوة : [أقسموا على المصحف و الشوراي . و ذبحوا التيس الأسود ، و رشوا بعضهم بعضا بالدم ، و أكلوا لحم التيس ، و قالوا : «يربطنا خيط و يقطعنا سيف»] .
و في حالات أخر كان التحالف و القسم عبارة عن [تماسح بالأكف ، و يستخدمون الدم و الرماد يدخلون أيديهم فيه ليتم عقدهم عليه] كناية عن اشتراكهم في شئ واحد .
إن مهمة الوصول إلى النوبا في أعالي جبالهم لعقد الأحلاف كانت مهمة تحتاج همة ، و حيلة ، يختار لها ذو الكفاءة الأذكياء من الرجال الرواغة يروغون [يستطلعون الأرض و أهلها] لمعرفة الجبال و مداخلها ، و هم في هيئة جلابة يجلبون للنوبا أشياء يحتاجونها مثل الأدوات الحديدية ، و كان أدواتهم الأهلية بدائية تتخذ من شجر الأبنوس مثل السلكاب و الحشاشات ، و يأتونهم بالسكسك و أنواع الخرز و الودع . و كان الملح نادرا شحيحا يحتاجه العرب أنفسهم .
و في خدمة تلك المهمة أوجد الطرفان ، العرب و النوبا ، وسيطا يتحرك بينهم ينقل المراسلات ، و سموه «سيد الدرب» و منحوه رآية بيضاء شعارا للسلام و الأمان يجلها الجميع . فعلا كان الأمن دوما غريزة إنسانية في كل الأزمنة و الأمكنة .
و مهما تكن تدابير الأمن ، و احتياطات السلامة ، المتبعة إلا أن مهمة الرواغ مثل كل مهمة استخبارية استكشافية كانت مهمة خطرة . كان «محمد ول ضحية ، و خاله كمبو تيري أبو أم سماح» رائغين متسللين يحاولان الوصول قريباً من قيادة المورو في أم دورين ، فوقعا في قبضة رجال المك توتو الأحمر فمكثا في الأسر حولا كاملا . ثم جاء عبد الله رجل من شات هو [سيد الدرب و معه البيرق الأبيض] ، و قال للعرب أن المك توتو يريد فدية لاطلاق الأسيرين ، محمد و خاله كمبو . أعطى الرواوقة الفدية ، و ذهب وفد منهم مع سيد الدرب حتى توتو الأحمر ، و وجدوه تحت حماية عيال الأزرق الثلاثة _ فرسان المورو . كانت تلك سانحة يريدها الرواوقة فانتهزوها ، فقادتهم لأول حلف بين أم مقندة _ عشيرة في فخذ الديلمية _ و المورو . و كان في الحلف مؤاخاة و صداقة بين الأسيرين و الآسر ، فلما ولد للمك توتو ولدا ، بعد حين ، سماه «محمدا» على مؤاخيه محمد ول ضحية . و سمى كمبو خال محمد مولوده «توتو» على المك توتو الأحمر . و تزوج فلان «خال البشر ولد أحمد أبو قرينات» أحد الرواوقة أخت عبد الله الشاتاوي سيد الدرب .
و في المستقبل ولد ل « محمد ولد توتو الأحمر» ولدا سماه «عجبنا» تيمنا بالسلطان عجبنا الثائر في جبال الأما _ النيمانچ . و قام الخواجة المستعمر عند دخول التلميذ «عجبنا» إلى المدرسة بتبديل الاسم من «عجبنا» إلى «جون»! فشاع اسم جون بين أقرانه حينا من الوقت ، و لم يكن الاسم الدال على الثورة شيئا مذكورا ، ثم عاد «عجبنا» مرة ثانية فهو والد أخونا الأستاذ «أجبر عجبنا محمد توتو» .
كان المك توتو الأحمر مك عموم المورو رجلا عبقريا حكيما رعى الحلف مع الرواوقة ، و طوره إلى مستوى العرف .
و في الحياة الدنيا دوما يسير الشر و الخير في جوار بين الناس ، و تكفكف القوانين و العوائد و تجارب الشعوب و القبائل آثار ما يقع إلى حده المعقول . وقعت مشاجرة بين فردين أحدهما موراوي و الآخر رواوقي فأدت للقتل ، إذ قتل الأخير الأول . فجلس قادة الناس لمعالجة المشكل ، و قالوا جميعا ب «الدية» ، و طلبوا من المك توتو أن يحدد مقدار الدية . طلب المك توتو فقط 15 رأسا من البقر دية للقتيل . و فعلا أخذ أهل القتيل الدية خمسة عشر رأسا من البقر . و في أقل من عام من ذلك الحادث قتل فرد من المورو فردا من الرواوقة . و قالت الرواوقة بالدية ، و أن ديتهم 60 رأسا لغير صاحب العرف ، و 31 رأسا لصاحب العرف . و طالبوا المك توتو بالدية 60 رأسا من البقر ، لأنه لا عرف بينهم و المورو . قال المك توتو أن ما ذكره أهل القتيل فعلا هو عرف الحوازمة ، و أنه يعرف ذلك ، و بسبب معرفته تلك قرر من قبل أن يدفع له الرواوقة دية قتلهم لفرد من افراد قبيلته فقط 15 رأسا من البقر ، و طلب من الرواوقة النظر لتلك الحادثة كسابقة ، و الأخذ بها .
كان المك توتو يقدر أن قومه ما داموا في جوار و تعايش مع الرواوقة فلا شك أن سيقع بينهم الشر ، و سيقتلون من الرواوقة قتيلا في يوم من الأيام ، و تلك طبيعة الحياة ، و كان يرى صعوبة أن يدفع أهله دية العرب ، فاحتاط للمستقبل عندما طلب فقط 15 رأسا من البقر!
كان منطق المك توتو رصينا بينا اضطر قادة الرواوقة لقبوله ، فأصبح فعل المك توتو الأحمر عرف بين الرواوقة و المورو ، و العرف ما تعارف الناس عليه ، و قبلوه .
في فترة تطبيق سياسة المناطق المقفولة ، سيئة الذكر _ لعن الله من فكر فيها و من طبقها _ في جبال النوبا أبعد الحوازمة من جوار الحجار إلى الأراضى السهلية على بعد أميال من قاعدة كل الجبل و محيطه ، و حفرت لهم هناك آبار _ سواني _ فوراً و عاجلا . أبعد أولاد المؤمن _ الرواوقة من جوار أم حيطان الجنوبي إلى ماريق _ الفنقلو ، و أبعد أولاد غبوش من شمال أم حيطان _كبلا إلى القفيل ، و الورل . و أبعد دار نعيلة من كتنق الغلفان إلى الودي . و أبعد الشوابنة من جوار جبل شيبون إلى الشلالية ثم إلى عقب . و أبعد الفلاتة من جوار جبل كادوقلي _ كلبا إلى البرداب . و أبعد الرواوقة من أم دورين ، و أبقوا فقط على العمدة أبو طينة بحجة تعهده باللبن لتلاميذ المدرسة ، و أبقوا على «الفكي سلمان ولد الفكي جبريل» خوفا من مكانته الدينية ، و حذرا من غضبته و تأثيره في الناس ضد المستعمر .
كان المك توتو صادقا ، كعادة قومه المورو ، راعيا للعهد و الميثاق ، و يعتبر الرواوقة جزءا من قومه لا يطردهم من جوار الحجر بل يتستر عليهم حتى إذا علم بخبر يعلم بمجئ الخواجة المسؤول نقل أسر الرواوقة إلى داخل القرية ، و أحرق ما تبقى لهم من أثر يدل على فريقهم تغطية متواطئة مع حلفائه ، و خداعا للمستعمر يريه أنه يرعى قيود الحكومة ، و يلتزم شروطها .
كانت للمك توتو أبقار قليلة جداً ، و لكنه كان يضم إلى أبقاره مئات الرؤوس من قطعان حلفائه ، و يظهر أنها أبقاره حماية لهم من العقاب و المصادرة ، و هو بذلك الصنيع يقاوم و يعارض سياسة المستعمر التي تفرق بين أهل الوطن ، و يتقى الله ما استطاع . و مرة انتبه الخواجة المستعمر لخداع المك ، فسأل المك مشيرا إلى قطيع من أبقار العرب ، و يريه أنه يميز بين أبقار البقارة و أبقار النوبا الجبلية المميزة قصيرة الطول صغيرة الحجم ، و لا بد أن الخواجة لاحظ وسم البقر على طريقة العرب . و المك توتو الأحمر الداهية المحنك المراوغ لا يجد صعوبة في الخروج من تلك الورطة .
• • •
كان المسيرية الزرق في جبال لقاوة على حلف مع جماعات من النوبا يتبعون لإدارة الناظر خليل دليب أول نظار المسيرية الزرق في عهد التركية السابقة ، و هو من أولاد هيبان . و هي عموديات : كمدا بقيادة السلطان ضحية موسى ، و تلشي بقيادة السلطان المدني المبارك ، و الداجو الدار الكبيرة ، و سليچي ، و ورينا ، بقيادة السلطان عبد الرحيم صباحي و السلطان سليمان أزرق و السلطان حسين سليمان ، على التوالي .
و كانت بقية العموديات هي عموديات الأجانچ في جبال لقاوة : طبق بقيادة السلطان زيد ، و أبو جنوك بقيادة السلطان كركون بطران ، و تيما بقيادة السلطان موسى ، و الشفر _ الفرسان _ بقيادة إيرة مهدي .
و ما يزال كبار المسيرية يحكون ، في مجالس الضرا ، وصية كبيرهم الناظر خليل دليب «بوصيكو على داري ، دار الشيمة . عجوز دارنا أخير من صبي دار الرجال . بوصيكو على الحجار الخمسة : الكاشا ، الشفر ، كندكرو ، كندكيرا ، و ضلمان حجير الكجور دربان» .
كان الناظر ود الجبوري والد حامد محمد الجبوري يتزعم المسيرية الزرق في بداية عهد الحكم الثنائي البريطاني _ المصري . ثم خلفه الناظر حماد محمد دفع الله من الدريهمات . ثم جاء بعده الناظر حميدة خميس ، ثم ولده عز الدين حميدة والد الأمير الحريكة عز الدين حميدة خميس والد الأمير الصادق .
إن صلات المسيرية الزرق مع نوبا لقاوة ، و الداجو ، امتدت لتربط بين المسيرية الزرق و جبال غرب كادوقلي في صلات و صداقات _ لا روابط أحلاف و عهود . و كان للمسيرية الحمر ، في كيلك ، صلات و روابط و مصاهرات بنيت على الحلف و العهد و الميثاق مع نوبا «كادو مداقو» : تبانيا ، أنقولو ، فاما ، طروجي ، كانقا ، ليما ، كرسي ، أبو سنون . و الحلف مع المسيرية الحمر «أولاد سرور» خاصة .
{3}
و المصاهرات ، مثل الأحلاف ، عنصر رئيس في توطيد قواعد الأمن ، و توطيد السلام . . نظام قديم عرفه عرب الجاهلية في جزيرة العرب إذ كانوا يصهرون إلى القبائل القوية الكبرى اعتزازا بمنعتها ، و كثرة أفرادها ، و موقعها .
و المصاهرات بين الرواوقة و النوبا ، في جنوب الجبال و في كل الجبال مع كل الحوازمة ، في مستواها الأفقي أصعب من أن تعد و تحصى ، فهي منتشرة و متعمقة ولدت اختلاطا واسعا . و حسبنا أن نأتي بشئ من المثال نضربه للنظر في التداخل الأسري بسبب المصاهرات بين قادة القوم لعله يفي بما نريد إيصاحه :
• تزوج المك «رحال أندو كدوقلي» مك كدوقلي نساء شتى من الحوازمة ؛ فولده حامد أمه من دار شلنقو أحد افخاذ أولاد عبد العال في الدلنج ، و ولده إسماعيل أمه رزيقية .
• و للمك رحال أخوات متزوجات في دار بخوتة و دار شلنقو _ حوازمة شمال الجبال . الأولى أنجبت أبناء ضمن أسرة العشا ، و الأخرى أنجبت أبناء دراسي . و أخرى أنجبت أولاد المليح بالميع .
• و في جنوب الجبال تزوج الناظر «سومي ول تاور» زعيم دار جامع العازة بنت أندو أخت المك رحال .
• و تزوج المك «شكر الله» مك كدوقلي ابنة يعقوب بهلول أحد قيادات أولاد نوبا ، و منها ابنه يعقوب . و تزوج أيضا ابنة ونسي من أسرة الشيخ فخذ أولاد رحمة ، من أولاد نوبا .
• و تزوج المك «محمد رحال أندو» ابنة الحاج المامون تاور في دار جامع .
• و تزوج المك «يعقوب رحال» ابنة العمدة أبو طينة أحد زعامات الديلمية ، فهي أم الأمير حازم يعقوب رحال أمير أمارة كادوقلي اليوم .
• و الشين أبو فضة ول توبين كانت زيجاته كلها مرتبطة ، تقريباً ، بالعرف حتى زواجه من أم ولده الأكبر آدم الشين و أخيه ضيين كان سببها الحلف مع السلمانية _ الهبانية القادمين إلى جواره من شركيلا في شمال كردفان . و كان زواجه من جبارات الفلايتة الحمر في كيلك من أم ولديه «أحمد الريال» و أخيه الوالي سببها الحلف و ما يجر إليه من دفاع و نصرة . و يبدو أن سبب زواجه من أولاد رحمة _ في فخذ أولاد نوبا ، من أم ولده العمدة سليمان كرشوم والد الأمير الحالي سند سليمان الشين .
و تزوج الشين توبين من نوبا *كرنقو* زوجته أم ولديه النو و إدريس و اختهما مناهل . و تزوج من نوبا *الدباتنة* في الجبال الستة ، الأجانچ ، أم ولده معالي مؤسس قرية «مشقة الحجار» شرق مدينة هبيلا ، على الطريق المرحال العابر ل «حدبة الزراف» شمالا و جنوبا عبر الأراضي التي أصبحت مشروع هبيلا ، و قد عوض ابنه إسماعيل أرضا بعد أن صودرت القرية و حرمها الأرض الزراعية التي أصبحت جزءا من مشروع هبيلا الزراعي الآلي . و تزوج الشين أبو فضة من نوبا *الغلفان* _ *وطا* أم ولده محمد الشين المشهور ب [عبد القوي] . و تزوج من *تقلي* من أسرة المك آدم أم دبالو ، بعد تعارفه مع المك أيام معارك الثورة المهدية ، فهي أم ولده ابنه محمد الشين المشهور ب[ محمد اللزيرق] و أخواته . و تزوج من نوبا *أم حيطان* أم ابنتيه صفية أم شدار و أختها .
إن المصاهرات بين النوبا و الحوازمة متجذرة جداً بسبب الفعل العبقري الراشد الذي انتهجه سلفنا الصالح إتكاء على تجارب القرون ، و سيرة الآباء و الجدود الأولين . إن تلك الزيجات و التصاهرات انتجت تلك الخلطة التي هزمت جيوش المستعمرين ، كما استشهدنا من قبل بما دونه من أصبح رئيسا لوزراء بريطانيا العظمى _ ونستون تشرشل .
و منذ دخل الحوازمة جبال النوبا ، و الرواوقة لجنوب الجبال ، كان النوبا كلهم حلفاء للحوازمة في كل قرية و كل جبل . كان الحوازمة يحافظون على احلافهم ، و لا يعتدي حازمي على حليف حازمي آخر بل يدفع عنه و يدافع معه . و لكل ذلك لم تقع دوسة واحدة أو حرابة بين الحوازمة و النوبا طيلة الأزمنة الممتدة حتى انتقلت حرب التمرد من الجنوب إلى الشمال ، فكانت خرابا و وبالا على الناس أجمعين _ في جنوب كردفان .
• • •
في معالجة للظلم الذي حاق بأهلنا جميعا ، و للتهميش الذي ابتدره المستعمر اللعين المتمكن المتفوق بقوة الحديد و النار ، ففرق بين خلف السلف الأخلاء منذ جاء بالسياسة الماكرة المعروفة ب «سياسة المناطق المغلقة» في بقاع شتى من وطننا ، و في جبال النوبا خاصة . و قد قسم المستعمرون أهل إفريقيا إلى دويلات بخطوط الطول و العرض الجغرافية الوهمية دون اكتراث لعمق التاريخ و صلاته ، و لا نظر لعلاقات الشعوب و أصولها .
حاول بعض أبناء جيلنا في سبعينات القرن العشرين ، من أبناء النوبا في المدارس الثانوية و بعض الأساتذة المدرسين و طلاب الجامعات و الموظفين ، انتهاج خطة تفضي إلى وقف استغلال إنسان جبال النوبا سخرة في الخدمات الهامشية المسيئة لإنسانيته ، ثم الانتقال به في رشد لتطويره ليلتحق ببقية أهل الوطن في التعليم ، و ما يتبع التعليم من كرامة و عزة للوطن .
فقاد الاجتهاد الساذج بعض أبناء النوبا لتكوين منظمة سياسية سرية أسموها «تنظيم كمولو» تيمنا ، بكفاح الأفارقة السود في جنوب إفريقيا و غربها ، و تأثرا بحركة الإفريقانية المناضلة و جهودها في التحرر الإفريقي ، و اعتزازا بنضالات نيكروما و نيلسون مانديلا ، و غيرهما من القادة و المفكرين .
لقد قرأنا في المدرسة في مقرر الأدب الإنجليزي قصة الروائي الإفريقي «ألن بتون» في كتابه «أبكي وطني المحبوب _ Cry the beloved Country» . و تأثرنا جداً بشخصية «أبسالوم كومالو Absalom Kumalo» أحد شخوص الرواية . و عشنا في حسرة من جريمة البيض اللإنسانية _ جريمة العصر ؛ التفرقة العنصرية في جنوب إفريقيا ، و مأساة النزوح و مدن الشتات العشوائية قبل أن نعيشها رأي العين في وطننا الحبيب .
و الذين تأثروا مثلنا ، برواية ألن بتون ، من أخواننا النوبا اتخذوا لكيانهم العنصري اسم «كمولو» الذي حزنا لما يجرى و لأهله في جنوب إفريقيا!
كان «كمولو» النوباوي تنظيما محكم السرية يخضع العضو النوباوي المنتمي إليه «لدراسة و متابعة لصيقة في مكان السكن ، و العمل ، لتقييم سلوكه ، و تعامله مع الآخرين ، و قدرته على التصرف تحت ظروف ضاغطة للتأكد من صلاحيته و ولائه التام للنوبة ، و قضاياهم الأساسية» .
و كان عضو «تنظيم كمولو» يحلف عهدا و ميثاقا : «أقسم بالله العظيم ، و كتابه الكريم ، أن أعمل مخلصا لهذا التنظيم ، محافظا على أسراره ، و منفذا لكل قراراته ، و الله على ما أقول شهيد» .
و اشترط دستور «تنظيم كمولو» السري أن يكون عضو كمولو « *نوباويا أبا و* *أما*» .
و تحت الضرورة القصوى الملجئة ، للتغيير و التبديل ، اضطر «تنظيم كمولو» ليعدل النص ليقرأ «أن يكون عضو التنظيم *نوباويا أما* *أو أبا»* . و حكمة ذلك و الضروة الملجئة لذلك أن قائد زعيم التنظيم السري الذي يقود لجنة «كمولو» المركزية من كادوقلي *عوض الكريم كوكو ،* و شقيق *ه عز الدين كوكو _ المفك* عضو كمولو ، و إخوانهما و أخواتهما هم لأب نوباوي كادوقلاوي ، و *أمهم عربية شويحية* من أسرة عربقة مشتهرة في مدينة الأبيض .
إن اشتراط أن يكون عضو «تنظيم كمولو» الإثني السري «نوباويا أما و أبا» لا ينطبق على الزعيم الرئيس عوض الكريم كوكو . و أن النقاء العرقي أمر صعب غير متحقق على مستوى العالم اليوم ، و بذلك تم هزيمة من أرادوا التفريق بين النوبا و العرب في جنوب كردفان . فاضطروا لتعديل دستور تنظيم كمولو .
التعليقات مغلقة.