نمر الورق د. أحمد عيسى محمود
ماسة نيوز : الخرطوم
٠١٢١٠٨٠٠٩٩
العاصمة هي السودان المصغر. وهذا الأمر يجعل والي الخرطوم على مر الزمان من عمر الدولة السودانية هو رئيس السودان الثاني بحكم المسؤولية الملقاة على عاتقه. وتلك من مخلفات العقلية السياسية السودانية (جدلية الهامش والمركز). وإذا لم تتبدل تلك العقلية سوف يستمر الحال حتى يقضي الله أمرا كان مفعولا. ووالي الخرطوم الحالي الحاكم بأمر مزاجه. وفي إطار سعيه الدؤوب للهروب من تحمل مسؤوليته كما عهدناه من بواكير توليه أمر الولاية. نجده يتوعد الإنقاذيين بقانون قاراقوش. عفوا الوالي الهمام. إن دغدغة مشاعر الشارع بمحاربة الدولة العميقة ما عادت مقنعة. وأن عبارة (تصرخون) التي تتندر بها أثبتت الأيام أنها شقيقة (شكرا حمدوك). وقد انقلب السحر على الساحر. من الذي يصرخ الآن أخي الفاضل؟. من هو في السجن حبيسا لأكثر من عامين. وقابلة للزيادة بدون محاكمات في عهد دولتك التي رفعت شعار (حرية.. سلام وعدالة). أم الحاكم العاجز عن توفير أبسط مقومات الحياة لشعب ضحى بالغالي والنفيس من أجل البحث عن حياة كريمة؟. وليتك تهتم بمشاكل الولاية التي أغلقت (٥٠٪) من صيدلياتها الأبواب. وقريبا من ذلك الأفران. وتباعدت الأسر بسبب ارتفاع تعريفة المواصلات. والعصابات تتجول كما تريد (على عينك يا تاجر). والجريمة أصبحت عنوانا لولايتك. وقد أصبحت عاصمة بلادك من المدن القلائل في العالم التي لا تصلح للعيش الآمن والكريم. والخريف على الأبواب والعاصمة عبارة عن مكب نفايات (زبالة كبرى) فهي موعودة بكارثة بيئة محققة. وخاصة توقعات الإرصاد الجوي بأن أمطار هذا العام أكثر من أمطار (٨٨) إن شاء الله. والغريب في الأمر مازالت المجاري غير جاهزة. وأكاد أجزم سوف تظل على حالها بسبب اللامبالاة. عليه نهمس في أذن الوالي بأنك موعود بأيام كوالح بسبب ثورة الجياع التي انتظمت بفضل عجزك المشين. وسوف تظل تصرخ وتصرخ وأنت ترى عما قريب من خلال نافذة مكتبك الجماهير تهتف (تسقط بس.. حكومة الجوع). وربما تكون غافلا عن ندم المواطن على استبداله لنمر الإنقاذ بنمر من ورق.
الثلاثاء ٢٠٢١/٦/٢٢
التعليقات مغلقة.