مرحبا بالولاة الجدد!! بارود صندل المحامي

ماسة نيوز

يبدوا ان اتفاقية سلام جوبا تتقدم ببطء شديد ونخشي ان تصيبها العرج لتلحق بمثيلاتها من الاتفاقيات التي اقعدتها مرض النخب الحاكمة،،،ادمان نقض العهود والمواثيق،،،تبرم الاتفاقيات بعد مفاوضات مارثونية تكلف خزينة الدولة مليارات،،،ورغما عن ذلك تبيت بعض الاطراف النية علي نقضها وفرملتها،،،والا فما المبرر الموضوعي الذي يحول دون انفاذ اتفاق جوبا في حده الآدمي،، بل ما هي العقبة التي تقف في طريقه ،،،بعد حوالي عشرة اشهر من التوقيع عليه لم نشهد تقدما معتبرا في مسلك انفاذ الاتفاق،،التفسير الوحيد المنطقي هو ان البعض من النافذين في الحكومة الانتقالية بشقيها السيادي والتنفيذي والحاضنة السياسية، يفكرون بذات عقلية النظام البائد ويستخدمون ذات الاليات في نزع روح التفاؤل من الاتفاقيات،،،حتي يجردونها تماما من معانيها ومحتواها ومضامينها لتبقي مجرد حبر علي الورق،وبالمقابل تتضعضع الاطراف الاخري وتفقد وهجها وبريقها رويدا رويدا حتي تذوب كفص الملح في الماء،،،راجعوا تصريحات قادة حركات الكفاح المسلح بعد توقيعهم الاتفاق وعودتهم الميمونة الي حضن البلاد،،تلك التصريحات التي وجدت تجاوبا منقطع النظير من عامة جماهير الشعب،،،لانها لمست اوتارا حساسة وهوي في النفوس،،،مثل اعادة لحمة اهل السودان بلا اقصاء،،،تصفير عداد الفترة الانتقالية بمعني اعادة هيكلة مؤسسات الدولة علي اسس متينة بعيدة عن المحاصصة الحزبية،ومراجعة الوثيقة الدستورية وفتحها من جديد لاستكمال القصور واحكامها ومحاربة الفساد واعلاء قيم العدالة والمساواة والبعد عن روح التشفي والانتقام الخ،،ظننا وان بعض الظن اثم ان هذه المجموعة اضافة حقيقية للسلطة الانتقالية بحيث تكبح جنوح بعض مكوناتها الي زرع الفتنة والشقاق بين مكونات اهل السودان،،،وان تعدل ميزان العدالة التي رجحت كفة استبدال تمكين بتمكين اخر اعمق واظلم من تمكين النظام البائد،،،وان تمكن دولة القانون وتحقق سيادة القانون،،،ولكن لا حياة لمن تنادي افتقدناهم همسا وركزا،،ترقيعات لمكونات السلطة باضافة اشخاص جدد،،لا جديد في المضمون،،،وحتي هذه المشاركة الشكلية اصبحت عزيزة وعصية علي المنال مما استدعت ان يقاتل القادمون باللسان وبالحرد احيانا والاعتصام لنيلها،،،وفي هذا الاطار جاء تعيين بعض الولاة بعملية في غاية العسر بالقطاعي،،،واليان لدارفور من ممثلي حركات الكفاح المسلح،،،ووالي للنيل الازرق من ممثل الحركة الشعبية شمال مالك عقار،،،الولاة الجدد وكعادتنا جميعا ادلوا بتصريحات منمقة غارقة في التفاؤل واعدين الناس بالمن والسلوي وطيب الكلام وهذا في حد ذاته خير تفاءل خيرا تجده ولكن الحديث المرسل لا يكفي وحده لمواجهة المعضلات التي تاخد بتلالايب الولايات خاصة المبتلاة بالازمات،،،في تقديري ان ترتيب الاولويات عند الولاة الجدد حسب تصريحاتهم، اظنه بالمقلوب،،،الحديث عن الامن والاقتصاد ومعاش الناس والمصالحات والتنمية الخ ضروري لا يختلف عليها اثنان ولكن الاهم هي الاليات والهياكل التي يستعين بها الولاة في تحقيق ذلك،،اين الوزراء في الولايات،،،اين المعتمدون،،،اين التشريعون،،،اين المحليات،،،فمنذ اندلاع الثورة وحتي اللجنة لم تكتمل هياكل اي ولاية من ولايات السودان،الولاة المعينون عسكريين ومدنيين يمارسون السلطة في الولايات باجتهاداتهم وبمعاونين من الاهل والاصدقاء والاصحاب وهلموجرا،،،لا قانون مرسوم ولا لائحة تنظم،،،ولا يحزنون والنتيجة تغييب المؤسسات وبروز الفردية في ادارة الدولة،،،
لا احد يطالب الولاة بما فوق طاقتهم وقدرتهم وليس في ايديهم عصا سحرية،،،ولكن الحد الادني المطلوب هو ارساء نظام مؤسسي قادر علي اسناد حكومة الولاية بالبرامج والخطط المدروسة،،وباليات تنفيذية تخضع للمراقبة والمحاسبة،،وجود هذا النظام المنضبط هو الفيصل في نجاح الولاة،،،فبدلا من اطلاق الوعود التي لا تقف على ساقين سليمتين،،،يجب علي اي والي استكمال هيكل سلطته اولا باشخاص يتمتعون بالخبرة اللازمة والقدرة علي حلحلة المشاكل كخطوة اولي ومن ثم تشرع الحكومات في وضع الخطط والبرامج بمشاركة واسعة من اهل الو لايات والشروع بعد ذلك في انفاذها علي قدم وساق،،هذا هو الطريق في راينا،،،نكرر التهنئة والتبريكات للسادة الولاة الجدد ونتمني لهم التوفيق فالحمل ثقيل والزاد قليل،،،
بارود صندل رجب/المحامي

التعليقات مغلقة.