وقود الثورة د. أحمد عيسى محمود
ماسة نيوز
٠١٢١٠٨٠٠٩٩
جاءت أخبار خطاب الحمدوك تمشي على استحياء عبر الميديا. لعلم الداعمين (بأنها سوف تصير مادة تندر) والمناوئين (بأنها لا تساوي الحبر الذي كتبت به). ولم يخيب الرجل ظن الجميع كعادته. الخطاب تناول الاقتصاد بلغة الإنشاء لا الأرقام (هكذا الكفاءة المطلوبة). وخلاصة أمر الملف تم تعليق الإخفاق على النظام البائد (التبرير الإفلاسي). ولم يتطرق الرجل من قريب أو بعيد لأي خطة علاج إسعافية (فاقد الشيء لا يعطيه) عسى ولعل تكون ترس أمام غول السوق المتوحش. وفي الملف السياسي كان قصر النظر هو سيد الموقف. ولم نشك في ذلك لأن مهمة الرجل تنحصر في تفتيت السودان شعبا وأرضا. لذلك لم يتطرق للمصالحة الشاملة (العاصمة من القاصمة). وفي قضية الساعة المتمثلة في الإنفلات الأمني كان الرجل في قمة السعادة للذي يحدث لأن ذلك نتيجة من نتائج مخططه المنتدب إليه. فلم يحدثنا الرجل عن أسباب تلك الفوضى. والغريب في الأمر نجد الرجل قد أشاد بلجان المقاومة (جهاز الأمن المرتقب) ولم يشيد بالشرطة العين الساهرة على حماية الشعب وراحته. عليه نرى أن الخطاب في مجمله في نظر الشارع محبط للغاية وهو محفز لأن يكون وقودا للثورة التصحيحية القادمة التي انتظمت البلاد طولا وعرضا. وخلاصة الأمر لابد من الإشادة بالشيوعي كمال كرار فقد (صدقنا وهو كذوب) عندما قال: (الحكومة الإنتقالية تعمل لصالح أجندة خارجية). ولمثل هذه التصريحات أهدافا لا ترى بعين البصر. بل بعين البصيرة. وما هي إلا توزيع أدوار لتشتيت الرؤى لدى الشارع الذي تيقن بأن عشمه في العبور مع الحمدوك عشم إبليس في جنة الله الموعودة. عليه نقول: (ليس من زاوية اليأس المطبق على الشارع. ولكن من ميدان الواقع المعاش. ربما يكون هذا الخطاب الأخير للسودان الموحد. لأن عملية انهيار الدولة السودانية لم يتبق منها إلا إشعال عود الثقاب في برميل البارود).
الأربعاء ٢٠٢١/٦/١٦
التعليقات مغلقة.