عثمان جلال يكتب:  واحترقت قوى الحرية والتغيير

 

احترقت قيادة وأحزاب قوى الحرية والتغيير أمام ذاتهم نتيجة تناقض سلوكهم الفكري والسياسي بين المعارضة والحكم وليس يصح في الإفهام شيء احتاج النهار إلى دليل. واحترقت قحت أمام قواعد أحزابها السياسية، واحترقت قحت أمام قوى وشباب الثورة السودانية، واحترقت قحت امام المجتمع السوداني ككل وسقطت من وجدانه، عندما أثبتت أنها لا تملك فكرا ولا علما ولا مشروعا ولا تجربة لإدارة الدولة السودانية بكل ما تملك من موارد بشرية ومادية وطبيعية، فهم محض ناشطين احالوا الثورة السودانية بكل عبقريتها إلى رمرمة ثورية وصراع على المغانم بعقلية الفأر يلتهم الفأر.
خيارات قحت
السقوط إذا وصلنا إلى ميس الانتخابات عقب نهاية الفترة الانتقالية
السقوط بإرادة المجتمع السوداني إذا اختارت قحت السباحة عكس التاريخ والكنكشة في السلطة.
السقوط في حالة المضي إلى انتخابات مبكرة
ولأن قحت تدرك هذه السيناريوهات والمآلات الحتمية تتخندق وتتمترس في الحكم.

استمرار قحت في الحكم وفي إدارة المرحلة الانتقالية يعني استمرار الأزمة الثورية ونهايتها تدمير الاقتصاد وتفتيت النسيج المجتمعي والفوضى، والاحتراب الاهلي حرب الكل ضد الكل وتفكك وانهيار الدولة السودانية.

والرأي قبل شجاعة الشجعان هو الأول وهي المحل الثاني ولذلك على عقلاء قحت استكناه هذه الحقائق واقناع الآخرين بضرورة الترجل وتسليم ملف إدارة المرحلة الانتقالية إلى كفاءات وطنية مستقلة مهامها إجراء انتخابات مبكرة، للحفاظ على وحدة السودان، وصيانة مشروع الثورة من الاختطاف، سيؤدي تشكيل حكومة منتخبة ومحصنة بإرادة المجتمع إلى توافق وبناء كتلة تاريخية حرجة من جديد حول قضايا البناء الوطني والديمقراطية المستدامة. وبهذه المبادرة الشجاعة ستعود قحت إلى حالة الفاعلية في المشهد السياسي والمشاركة مع الاجتماع السياسي الوطني في ترسيخ قضايا البناء الوطني الديمقراطي المستدام، والتوافق بين كل القوى السياسية والمجتمعية حول هذا المشروع غايتنا الاستراتيجية.

اما في حالة تعنت قحت وقديما قيل أن معاندة التاريخ حمق وقلة عقل فإن على الشعب السوداني بكل قطاعاته التحرك لإنقاذ السودان من وهدة السقوط والتفكك وهكذا دوما في اللحظات المفصلية من دورات التاريخ البشري تنهض المجتمعات لتكون لها الكلمة وفصل الخطاب.

التعليقات مغلقة.