المسألة الفلسطينية : تقرير أخباري / الاستاذ : عبدالمنعم أبوبكر

ماسة نيوز

نواصل الحلقة الثانية عن فلسطين
ثانيا :ولشعب فلسطين العتبى حتى يرضى ؛

إلى إخوةالإسلام في أرض الرباط فلسطين:
في القدس المباركة بأقصاها وأكنافها ،
في غزة العزة والصمود ،
في الضفة والثماني والأربعين ، وأسراهم البواسل في سجون العدو ، ظلما، الرابضين أسودا .
وفي أرض الشتات بين الملاجئ والمهاجر، تأهبا للأوبة المشرفة إلى الأرض المباركة عنوة واقتدارا بإذن الله .
بارك الله فيكم وفي جهادهم ، وتقبل شهداءكم ،وشفى جرحاكم ومرضاكم ،وفك أسر أسراكم ، ووحد صفكم ، ونصركم على عدوكم ، وآواكم وعوضكم خيرا مما أخذ منكم .

أما بعد ،فإني لأعتذرإليكم إخواني بفلسطين الجهاد والرباط ، ونيابة عن كل أهل بلدي ، بلد اللاءات الثلاثة ،السودان، والذي شارككم شعبه قبلا جهادا، دما بدم ، وهدما بهدم ، ولا يزال وهو يتحرق شوقا للكرة.فهل تصدقون أن يصير هذاالبلد هو بلد الذل والإنبطاح للعدو ، بلد اللعنات التي لاتعد ولاتحصى؟
يقيني ومبلغ علمي ،أنكم كلكم تنكرون.
فلن يفت ذلك في عضدكم ولن يوهن من عزمكم ، ورباطة جأشكم أو يعيل به صبركم بعون الله وتوفيقه ستنتصرون. ولا يضركم من خذلكم ، ولكن أنفسهم يظلمون .

فإني لأهديكم إخوتي قول الله العزيز الحكيم شعارا للمرحلة:

( الآن ، خفف الله عنكم ، وعلم أن فيكم ضعفا، فإن يكن منكم مائة صابرة ، يغلبوا مائتين ، وإن يكن منكم ألف يغلبوا ألفين ، بإذن الله ، والله مع الصابرين ) .
الأنفال الآية ٦٦،
“وإن شئتم فاقرأوا من الآيات قبلها ٥٥ – ٦٥ بل وكل سورة الأنفال ” .

ثم لتعلموا أنه قد سقطت كل المعاذير ، لا من قلة عدد ، ولا من نقص عتاد ، و لا عز النصير،فليكن منكم الإيمان أولا، فعون الله
أكبر وأسرع ،فهو آت وما “سيف القدس” منكم ببعيد .
“وما رميت إذ رميت ولكن الله رمى” .
وصدق الله ” وكان حقا علينا نصر المؤمنين”

وأقول مستعينا بالله ، وأسأله التوفيق :
*وانطلاقا من آية الأنفال الكريمة – ٦٦- فمنها تتنزل عليكم -أهل فلسطين- البشارات والبركات ، فإن الغلبة ستكون لكم بعزة الله وقدرته ، فقاتلوا عدوكم كفاحا ، وحيثما ثقفتموه ،فإنه لايقاتلكم إلافي قرى محصنة أو من وراء جدر ،أو بكفل كفيل ، ولو كان
أوهى من بيت العنكبوت ، فاحملوا عليه قاتله الله أنى يؤفك فهو مهين .

* إن معركة ،، سيف القدس ،، كانت بعثا جديدا للمسلمين ، وفتحا مبينا للمجاهدين ، وهزيمة ساحقة للصهيونية ، ومن آزرها من ملل الكفر ، وشلل المنافقين . وهي معركة قد قوت من إيمان المتشككين ، وأحيت الأمال في قلوب اليائسين محليا وإقليميا ودوليا . فكانت فتحا من الله ونصرا مؤزرا ، فمن ثمرات “سيف القدس”:

** إن الجهادالشامل :فكرا وسياسة وقتالا ، فيجب أن يكون صداما دائما مع العدو ، ورفضا مطلقا لكل اعتداءاته ولكل قراراته الإدارية والسياسية والإقتصادية والأمنية والقضائية وعدم التعايش معه لا بالتراضي ولا هدنة ولا تأجيلا ، فلابد من مواجهته بالحسم بقدر الوسع والجهد ، ولا يعطى العدو عهدا ، ولا وعدا يثبت ظلمه أو يقر باطله ، مهما بلغت التكلفة فهي إن عظمت : فقتل ، وجرح ، وأسر ، وذهاب مال :

(ولا تهنوا في ابتغاء القوم ، فإن تكونوا تألمون ،فإنهم يألمون كما تألمون، وترجون من الله مالا يرجون ،وكان الله عليماحكيما)
النساء ، الآية – ١٠٤-

**إن سيف القدس فكماهي الطريق الوحيد
والأقصر ، إلى التحرر من نير الإحتلال فهي
أيضا من أصح المناهج وأسرع الأسباب إلى تحقيق وحدة صف الشعب الفلسطيني عمليا وواقعيا، وتمكينا له من نيل الإستقلال وتحريرا لكل أرض فلسطين من دنس يهود الصهاينة ، وبالإصرار على إنجاز أهداف الشعب الكبرى والتي يسعى إليها حثيثا ويطمح لتحقيقها وشيكا بإذن الله .

** إن معركة سيف القدس تعني بالضرورة رفضالكل الأساليب السابقة والوسائل،والتي اتبعت لمعالجة القضية الفلسطينية ،خاصة تلك التي تقرالتشرذم والصراعات والنزاعات المتضادةوترقى إلى درجةالعداوة والبغضاء وأحيانا إلى مقارفة الإقتتال وسفك الدماء بين الفرقاء الأشقاء ، مما يفتح الثغرات لتدخل الأعداء بينهم وبإذكاء الفتن فلا بد إذن من ابتداع المواعين والأطر المحكمة والتي تستوعب كافةمدارس الكفاح والجهاد ولكل قطاعات الشعب وصهرها في بوتقة واحدة متناغمة . فلا تضير بعد الاختلافات في الاجتهادات ، في إطار وحدة الأهداف والغايات المحددة بالاتفاق.وإن وحدةالشعب تعني وحدة الخطط الشاملة: غايات وأهدافا ووسائل ومراحل ، وخطط التنفيذ واختيار القيادات..الخ .وتعني أيضا مشاركة قطاعات الشعب الفلسطيني جميعا مهما تباينت مواقعهافي بقاع الأرض ،وكيف ما كان حالها من اليسر أو العسر فلا بد لها من المشاركة الفعالة في إعداد هذه الخطط الشاملةبعلمها وخبراتها ونفوذها وعلاقاتها ، فتعمل على إعداد الكوادر وفق متطلبات الخطط ،والتي يجب أن يدعمهاكل الشعب فكراومالاورجالا
ويجب على الشعب أيضا أن يحدد ويجيز معنى الإلتزام الوطني الحق ، مع بيان ما يرقى من المواقف إلى الخيانة وما يهدد أمن الشعب أو يعيق أهدافه ، فيملي بذلك الشعب على الجميع ما يحقق الإلتزام بتلك المعايير .

** وإن أفضل وسيلة قد يتمكن بها الشعب الفلسطينيى من الإحتفاظ بذلك التأييد الجارف وذلك الدعم المعنوي الهائل والذي فاض عليه من شعوب العالم كافة ، هو الحرص والإصرار على وحدة صف الشعب الفلسطيني والاستمرار في نضاله المسلح والدؤوب وبكل الوسائل وعدم التراجع أو الإستسلام لهذا العدو المبغوض جدا من كل شعوب الدنيا لما تبين لها من فحش وحشيته الدموية وغطرسته وتكبره على الناس وازدرائه لهم ، لأنه هو شعب الله المختار ، فضلا عن ارتمائه بغباء وتهافته دائما إلى أحضان القوى الإستبداديةالبشعة والممعنة في الظلم والإعتداءات ، متشبثا بحبل من الناس متخذا أمريكاإلاها من دون الله قامعةباطشة بالمستضعفين من شعوب الأرض.

** وأخيرا ،فعلى علماء الأمة وأئمتهاوالدعاة المرشدين والمربين أن يولواالشباب الثائرين و المقاومين ” طلاب الشهادة في سبيل الله” بإذن الله، أن يولوهم اهتماما بالتوجيه بأن يحيوا فيهم سنن وسمت المجاهدين ، وأن يمسكوا بما هو يزين خلقا ، ولا يشين دينا ، خاصة وهم بساحات الأقصا وكل مساجد الله ودور العبادة ، إذ لا يليق بها أفعال
” الصفيروالتصفيق أو المكاء والتصدية” لأ الله تعالى ذمها فعلا للمشركين وهم داخل المسجد الحرام ،واعداإياهم بالعذاب الأليم فهناك من التهليل والتكبير والرجز مايغني عن ذلك تشجيعا ، ولا يخرج عن ذكر الله.
والله تعالى أعلم ، إذ يقول سبحانه :

( وما كان صلاتهم عند البيت ، إلا مكاء وتصدية،فذوقوا العذاب بما كنتم تكفرون ) .
الأنفال الآية : ٣٥.
هداني الله وإياكم سبيل الرشاد.

ع المنعم أبوبكر

التعليقات مغلقة.