عرس السودان د. أحمد عيسى محمود
ماسة نيوز
٠١٢١٠٨٠٠٩٩
حكومة حمدوك نالت شهادة الفشل من المناصرين قبل المناوئين. وفي الفترة الأخيرة انزوت أقلامها في ركن قصي خجلا من ذلك الفشل. ولكن من منصة الحقد للإسلاميين والسجن في ماضي الزكريات الأليم كتب عثمان مرغني مقالا عن مؤتمر باريس تحت عنوان (عرس السودان). لقد قرأت المقال مثنى وثلاث ورباع. ولم أخرج منه إلا بنتيجة واحدة تتمثل في (لي عنق الحقيقة). وهذا العثماني صور لنا من برجه العاجي أن الذي تم في باريس عرسا. ونسي تصريح أحد أعضاء الوفد بأن الحديث عن إعفاء (مليما) واحدا كذب وافتراء. وفات على الرجل ما نقله موقع أثير نيوز بقوله: (ارتفاع تاريخي للعملات الاجنبية مقابل الجنية بعد ساعات من مؤتمر باريس). وربما في صالة فرح عرسه الموهوم نسي أن الدولار بالأمس (٤٣٠). وأظن الرجل بعيد كل البعد عن الواقع. كيف يكون هناك عرس ومعدل التضخم يسجل (٣٦٣٪) لشهر أبريل بزيادة (٢١) نقطة عن شهر مارس الماضي. ولكن لمثل هذا العثماني يجب علينا وضع النقاط على الحروف. عسى ولعل أن نساهم في إخراجه من سجنه النفسي. ويتماثل للشفاء من الحقد والحنق على الإسلاميين. ونقول له: (إنه في عرسك المكذوب قد نزع الواقع آخر قطعة من جسد الحكومة. فهي الآن عارية تماما أمام الناظرين. وها هم الشركاء في سباق مع الريح من أجل النجاة (من المركب المتهالك) التي تكون على حساب الشريك الآخر (كسر العظم). وهذه الأيام ظهرت العمالة على حقيقتها (كثرة الاجتماعات بالداخل مع الكفلاء والزيارات الخارجية غير المعلنة) وهذا يعني أن الوطن في سوق (الله أكبر). والوطن الذي عند المواطن أغلى من نفسه التي بين جنبيه. عند هؤلاء (قرع ود العباس عشرة بجنية ومية زيادة). ورسالتنا للعثماني: (إن كنت صادقا فضع لنا وصفة وطنية تنجينا بها من شر الشركاء الذي قد أقترب). فالعاصفة الهوجاء كما رصدها برج المتابعين للشأن السوداني قد بدأت بعد نهاية العرس الباريسي. وأكاد أجزم بأن لغة الحوار بين الشركاء قد تعطلت تماما. وظهرت لغة الحفر البديلة فورا. عليه نرى أن العرس الحقيقي يتمثل في المصالحة الشاملة. ثم إجراء الإنتخابات. وخلاف ذلك سوف يكون العثماني أول قلم يكتب من داخل صالة الضياع بحزن وحسرة وندامة وبمداد الدم على صفحة الواقع حينها بعد خراب سوبا (الوطن) التي سعي لها مع آخرين منذ بداية الثورة المصنوعة عمالة والمسروقة يسارا).
الجمعة ٢٠٢١/٥/٢١. الصدام
التعليقات مغلقة.