الصدام د. أحمد عيسى محمود

ماسة نيوز

٠١٢١٠٨٠٠٩٩
وصل قطار التفاهم بين شركاء الإنتقالية محطة اللاعودة. والآن الشعب كله في سجن كبير عجز السجان في توفير أدنى احتياجات المسجون. التعليم والصحة والوقود ومعاش الناس كل ذلك تهرب منها السجان بعد أن عطل دولة القانون. فأصبح السجن الكبير عبارة عن غابة. يتقاسم حكمها قوات النيقرز بساطورها ولجنة التمكين بقلمها. والجميع في انتظار المجهول. وغالبا ما ينفجر الوضع عسكريا (إنقلاب) أو سياسيا (انتخابات مبكرة) في الأيام القادمة. والمراقب يرى أن حالة التململ داخل الجيش بلغت الذروة. وليس أمامه غير الثأر لكرامته التي مرغها المدنيون في مؤتمر باريس الأخير أمام القائد العام لقوات الشعب المسلحة. وتقديم البرهان لبعضهم ككبش فداء لقحت قربانا وتزلفا لخطف ودها والمحافظة على كرسيه. هذا الأمر يضع البرهان في وضع لا يحسد عليه (واللبيب بالإشارة يفهم). أما حميدتي الذي يسعى ما بين جبلي صفا الأمارات ومروة قحت (حالة التردد التي أصبحت شيمة له) أفقدته قاعة عريضة من الشارع. بل أصبحت تصريحاته مكان تندر وسخرية (دائم الهروب من تحمل المسؤولية. وما أكثر كلمة “نحن ونحن” في خطاباته). والحال من بعضه. فقحت قد أقسمت بعزة لينين. وعندها (قسم لو تعلمون عظيم) أن تلبس العسكر كل خيباتها وفشلها في الإنتقالية. وإن كان هناك حالة اتزان عند شريك نجدها عند حركات سلام جوبا. وبكل تأكيد هي بعيدة عن قحت ومتقاسمة الهبوط الناعم فيما بينها ما بين حميدتي والبرهان. عليه نقول: (إن عزلة حميدتي الحالية عن الداخل. واستقوائه بالخارج غير مخرج له من شيطنة قحت له. فقد نجحت بوضعه كمجرم حرب في نظر الشارع. وإن البرهان بضعفه وهوانه لقحت أثار حنق الجيش ضده. وليستعد لدفع فاتورة الاستسلام حبيسا بكوبر إن لم يتدارك الأمر عاجلا. وإن قحت بفشلها في إدارة الدولة جلب لها السخط في الشارع. وبهذا ظهرت العلل والجميع في سباق للخروج من مياه الإنتقالية الآسنة على حساب الآخر. والصدام واقع لا محالة بين الشركاء. ونتمنى أن تكون الحكمة والعقلانية حاضرة للحيلولة دون وقوعه. وتحويل تلك الكتلة الملتهبة لبرنامج سياسي (انتخابات) حتى يعرف كل إنسان حجمه الطبيعي بدلا من انتفاخة الهر التي تحكي صولة الأسد.

التعليقات مغلقة.