المجد والخلود :::د احمد عيسي

المجد والخلود
د. أحمد عيسى محمود
٠١٢١٠٨٠٠٩٩
تنادت أسر شهداء الثورة المصنوعة لإفطار جماعي اليوم في الذكرى الثانية لفض الاعتصام. هدفه الضغط على الحكومة من أجل معرفة مهندس ومنفذ الجريمة. تلك الجريمة التي لخصها الحزب الاتحادي الديمقراطي بقوله: (فض الإعتصام أسوأ جريمة سياسية وأخلاقية تسجل في تاريخ السودان المعاصر). وسبق أن أشرنا مع كثير من المراقبين بأن دم الشهيد قد تم بيعه في سوق ثورة المخابرات. وصدقا لهذا قد أشار ناشط بقوله: (هل سيخاطب خالد سلك المتجمعين اليوم في إفطار ذكرى فض الاعتصام؟ هل سيهتف معهم إبراهيم الشيخ؟ هل سيصنع لهم مبارك أردول العصيدة؟ هل سيوزع عليهم فارس النور المديدة؟ هل سيطوف عليهم أيمن نمر وعلى كتفيه علم السودان القديم أم سيكتفي بمراقبتهم من خلال كاميرات لجنة أمن الولاية؟). تلك الأسئلة المشروعة وغيرها ليس لها إجابة عند قحت مهما ضغط الشارع هتافا وتتريسا. وقد اختبى مؤيدو قحت خلف جدران الخيبة والحسرة. أما القيادة فقد أهانت الثوار في كثير من الشوارع اليوم كما حدث في أمدرمان عندما فضت الشرطة ترس صينية الازهري بالرصاص والبمبان. وبناء على ذلك نرى أن مساحة المناورة السياسية لدى الحكومة قد ضاقت بقبول مطالب الثوار المشروعة. الأمر الذي جعل حالة اليأس تطبق على الجميع. وبدأت تظهر حقائق كانت غائبة أو مغيبة. وعلى سبيل المثال لا الحصر قد أعلن تجمع المهنيين السودانيين في بيان شديد اللهجة مطالبته بإقالة العسكريين في مجلس السيادة ويتهمهم بفض اعتصام قيادة الجيش ويحذر السلطات. وفي تقديرنا لو كانت هناك بعد ظهور أسامة داؤود خلال زيارة البرهان للإمارات الأخيرة حصافة لدى الشارع لأقتنع بعدم المطالبة بدم الشهيد. فالأمر ما عاد داخل البيت السوداني. ومن اليوم وصاعدا سوف ترى تلك الأسر وجها آخر للحكومة. وحتى عبارة (المجد والخلود لشهداء ثورة ديسمبر المجيدة) سوف تختفي كما اختفت عبارات أخرى كثيرة في مشوار الثورة. وعليه نقول: (إن ما تم اليوم من تعامل ميداني مع الثوار يدل على عدم اعتراف قحت بالشهداء. وليت الثوار يعون الدرس بأن حكومتهم الرشيدة عبارة عن حارس أمين لمصالح قوى إقليمي ودولية في الوطن).
الأربعاء ٢٠٢١/٥/١٢

التعليقات مغلقة.