المدافعون السودانيون عن حقوق الانسان SUDANESE HUMAN RIGHTS DEFENDERS بيان حول التعدي علي حرية التجمع السلمي وحظر الإفطارات الرمضانية
ماسة نيوز
بسم الله الرحمن الرحيم
كيف ولم تنتهك الحرية في ساحات الحرية ، وما الداعي لإزهاق أرواح الصائمين ؟!!
لم تعبأ المجموعة السودانية للدفاع عن حقوق الانسان بالاعتداء علي حرية التجمع السلمي المتمثل في إقامة إفطار رمضاني قبل عدة أيام خلون في ساحة الحرية (الساحة الخضراء سابقاً) ظناً منها أنه مجرد حادث معزول لن يتكرر مجدداً مع مظنة السلطات الحاكمة لهذه الممارسات الرعناء التي تستهدف التضييق علي حرية المواطنين وحظر إقامة الإفطارات الرمضانية التي درج المجتمع السوداني علي إقامتها منذ القدم بدون أن يعترضه معترض. غير أن تكرار مظاهر العدوان علي التجمع السلمي شرق مطار الخرطوم أمسية السابع عشر من رمضان مما أدي لوقوع خسائر جسيمة في الارواح كان من ضمنها استشهاد الشاب عبدالرحمن عمر الحافظ لكتاب الله والطالب بجامعة القران الكريم والعلوم الاسلامية يجعل المجموعة تعيد النظر في موقفها باعتبار أن السكوت علي إزهاق أرواح الصائمين بدون ذنب جنوه واعتقال العشرات والتعدي علي الحق المشروع في التجمع السلمي يعد جريمة كبري لا يمكن اغتفارها.
والمجموعة إذ تستدعي هذه الوقائع المؤسفة التي حدثت بالامس فإنها تدين بأشد العبارات تكرار الجرائم التي ترقي الي مصاف الخرق الجسيم (Gross Violation of Human Rights) للمرتكزات المنصوص عليها في العهد الدولي للحقوق المدنية والسياسية الأمر الذي يمثل انتكاسة كبري في مسار الحريات في عهد الثورة التي لم تقم إلا لارساء مبادئ الحرية والسلام والعدالة في واقع المجتمع السوداني.
إن انشغال بعض منسوبي أجهزة إنفاذ القانون العاملين تحت إمرة الاجهزة العدلية بملاحقة الافطارات الرمضانية مع إغفال الفوضي الامنية الضاربة باطنابها في العاصمة والولايات يعكس بجلاء حجم الفشل الامني الذريع الذي تشهده البلاد علي نحو غير مسبوق ، مما يدعو المجموعة للمطالبة باجراء تحقيق عاجل يكشف عن طبيعة الجهة الآمرة بهذه الخروقات الفاضحة للحقوق والحريات، ومن ثم محاسبة المسئولين عن ارتكابها ، وتعويض ذوي القتيل وسائر المتضررين ، وإطلاق سراح المعتقلين علي خلفية فض الافطارات الرمضانية، فضلاً عن ضمان عدم تكرار مثل هذه الحوادث المؤسفة مستقبلا.
وليس ثمة شك قي أن العدوان علي الافطارات الرمضانية علي هذا النحو المتوحش المفضي الي قتل الأبرياء في شرق المطار يقوض مبادئ التسامح الاجتماعي وينسف التعايش الديني سيما ونحن نستظل ببركات شهر رمضان المعظم . ولا شك أن تكرار هذه الحوادث الخرقاء تعيد الي الاذهان أيام كالحات اختبرتها الامة السودانية بمختلف تياراتها علي عهد النظام السابق ويرجي لها الا تعود ، حيث كانت القوة الغاشمة تستخدم جهاراً لكبت الحريات وقمع الراي الاخر والتضييق علي المعارضين لنظام الحكم. وفي هذا السياق فأن ذاكرة التاريخ لن تنسي إقدام الاجهزة الامنية علي إشهار السلاح الناري في وجه الاساتذة الافاضل المرحوم عبد الله سليمان العوض ، وحسن هرون، ومصطفي ادريس البشير ، وعمار الطاهر ، والتيجاني محمد أحمد عجبنا ومن خلفهم نفر من كبار أطباء السودان لا يتجاوز عددهم عشرون فرداً وذلك بتهمة تقويض الامن والسلامة العامة ، مع العلم بأن الغرض من الاجتماع المذكور الذي أقامته الجمعية الطبية الاسلامية في أعقاب تعرضها للحل بواسطة مفوضية العون الانساني لم يكن سوي اعداد تقرير للتسليم والتسلم ، وكأنما التاريخ يعيد نفسه في عهد الثورة اليوم مع توالي انتهاكات حقوق الانسان، وحظر حرية التنظيم والتجمع السلمي ، واعتقال النشطاء وحل المنظمات بلا مسوغ قانوني ؟؟!!.
وفي ظل استمرار ذات النسق المتكرر من انتهاكات حقوق الانسان قبيل اندلاع الثورة وما بعدها فإن ذلك لا يمكن أن يفهم منه سوي أن هنالك بعض الأيادي المعلنة والخفية تريد العبث بالثورة ونسف مبادئها الأساسية وتاليب الشارع الثائر عليها وهو مخطط خبيث لا بد أن يلقي المناهضة اللازمة بكل السبل والوسائل السلمية المشروعة ذلك ان آخر ما تبحث عنه الثورة إحداث شرخ في جسد الامة يضرب السلم المجتمعي في مقتل ويتسبب في إندلاع فتنة لا تبقي ولا تذر..
إن المجموعة إذ تعرب عن بالغ أسفها للعدوان الذي طال منسوبي التيار الاسلامي وهم يقيمون افطارا رمضانياً تسوق أحر الوان التعازي لاسرة الشهيد وتواسي المصابين فانها لتؤكد علي حق كافة التيارات الفكرية والسياسية، بما فيها التيار الاسلامي، في ممارسة الحقوق المشروعة في التنظيم والتعبير. وتعلن المجموعة مناهضتها لممارسة العزل السياسي والفكري، أو إقصاء أحد أو جهة أو تيار عن ممارسة حرية التعبير والتنظيم ، باعتبار أن ذلك يتناقض مع الوثيقة الدستورية فضلاً عن المواثيق والمعاهدات الاقليمية والدولية في شأن حقوق االانسان. وفي هذا الاطار فإن المجموعة تري أن أي محاولة لاعتراض هذه الحقوق أو مصادرة حريات الاخرين فوق كونها تعد خيانة للثورة ومبادئها ، فإنه سوف يتسبب في إحداث فتنة عظمي لا يمكن التنبؤ بمآلاتها الوخيمة علي سلامة الفترة الانتقالية.
ونحن إذ نذكر بهذا المعاني فاننا لا نريد أن ننبري للدفاع عن منسوبي التيار الاسلامي بكافة تنظيماتهم وجماعاتهم المتعددة ، فهم أقدر منا في الدفاع عن أنفسهم، ولكننا نود أن نذكر بحقيقة واحدة من باب العدالة والانتصاف ذلك أن منسوبي التيار الاسلامي لم يكونوا بعيدين عن المنافحة عن الثورة والدفاع عن أهدافها حيث قدموا تضحيات لا يمكن انكارها، ومن ضمنهم الشهيد احمد الخير ومن سواه من الشهداء ، كما سجلوا حضوراً فاعلاً في مختلف مدن السودان وسوحه أثناء الثورة، وبالتالي فليس من الحكمة عزلهم، أو تحميلهم أخطاء الافادات المنسوبة الي بعض قادة التيار الاسلامي هنا أو هناك ، أو محاسبتهم علي أوزار الرئيس المعزول عمر البشير وأركان حكمه، وإنما يتعين الحكم علي منسوبي التيار الاسلامي ، مثلهم مثل غيرهم من منسوبي التيارات الاخري، وفق الجرائم المحققة التي تم ارتكابها علي وجه التعيين، لا تعميم الاتهامات غير المؤسسة علي جميع منسوبي التيار الاسلامي علي خلفية جرائم مزعومة.
ومن منطلق الحرص علي تحقيق أهداف الثورة، وضمان سلامة الفترة الانتقالية فاننا نتوجه برسالة مخلصة الي العقلاء في دست الحكم من مجلس عسكري انتقالي ومجلس للوزراء ومجلس شركاء الفترة الانتقالية وقادة حركات الكفاح المسلح وفصائل قوي الحرية والتغيير بان يعوا جيدا هشاشة الفترة الانتقالية ويقدروا حجم الاستهداف الذي تشهده الثورة وقواها الحية من داخل السودان وخارجه مما يجنبهم مغبة الوقوع في أخطاء جسيمة تقوض مشروع الحكم المدني ، وتعيق الجهود المبذولة علي الصعيد الوطني لتعزيز الكرامة الانسانية والارتقاء بحالة حقوق الانسان، وتهدد ، فضلاً عن ذلك، قضية الحقوق والحريات مما يؤذن بإعادة السودان الي وصاية الخبراء المستقلين والمقررين الخواص في المحافل الاقليمية والدولية.ويبقي السؤال قائماً :كيف ولم تنتهك الحرية في ساحة الحرية ؟، ومن هي الجهة التي تسعي لاحداث الفتنة وبذر بذور الكراهية في أوساط المجتمع السوداني؟؟، . و يبقي الحرص مطلوباً لتأمين الثورة من المهددات المحتملة ولكن ليس من الحكمة ولا المصلحة الإفراط في التعسف ، ذلك أن الافراط سوف يؤدي الي سقوط ضحايا أبرياء مما يفضي الي تأليب الناس علي الثورة وهو ما نحذر من وقوعه .
الخرطوم في
30 ابريل 2021 م
د. فتح الرحمن القاضي،
رئيس مجموعة المدافعون السودانيون عن حقوق الانسان
Dr. Fath Elrahman Elgadi, Chairperson, Sudanese Human Rights Defenders
TEL:
+249912219666
E – Mail: elgadi100@gmail.com
التعليقات مغلقة.