نقلاً عن الانتباهة. هالة حافظ تحاور مهندسه: إيمان حامد عبدالرحيم عضو الغرفة القومية للمقاولين
حوار
اعقب حل اتحاد المقاولين قيام تجمع المقاولين كجسم ثوري فاعل الى ان تكونت لجنة تسييرية للغرف التجارية وحلت محلها أخرى، وهذا اعقبته مطالبة المقاولين بحل اللجنة وفصل اتحادهم عن الغرف التجارية، وكشفت عضو الغرفة القومية للمقاولين م. ايمان حامد في هذا الحوار مع (الإنتباهة) عن حجم المشكلات التي تواجه المقاول كتأخر فترات العقودات وارتفاع نسب التضخم الاقتصادي وذلك بتضاعف الاسعار، بالاضافة الى تأخر الدفعيات الذي يؤدي الى الدخول في خسارات مادية كبيرة، ومديونيات على الحكومة لعشرات السنين وخروج عدد كبير من المقاولين من المجال لهذه الاسباب وآخون قد تعرضوا للسجن، ولفتت الى ان عدد شركات المقاولات المسجل منها رسمياً في غرفة المقاولات يفوق اربعة آلاف شركة.. فإلى مضابط الحوار*:
● ما هي طبيعة عمل المقاول السوداني؟
○المقاول يعمل في عدد من الانشطة المختلفة من بناء وتشييد وبنى تحتية واعمال هندسية وكهرومكنيكية، وهذه الأعمال كانت نواة لتكوين شعب بمسميات هذه الانشطة، وتحت هذه الرايات يعتبر المقاول السوداني هو المشغل الاساسي في الدولة والداعم الرئيس للاقتصاد بصورة مباشرة، وهو مشغل لعدد كبير من العمالة في كل اوجه العمل، صناعية، زراعية، بنية تحتية وتشييد، وقد اهمل المقاول في الفترة السابقة وقد هضمت حقوقه وعانى كثيرا لجهة مشكلات العمل وتآكل رأس الاموال والتضخم وخلافه، وبعد نجاح الثورة تمت محاولات تصحيح وتطوير وضع المقاول الذي عانى كثيراً خلال العهد البائد، وقد تكون تجمع المقاولين السودانيين كرافد من روافد الثورة، ويسعى الى حل مشكلات عضويته وتصحيح مسار القطاع.
● ما هي ابرز مشكلات المقاولين؟
○ اهمها فترات العقودات وارتفاع نسب التضخم الاقتصادي وذلك لتضاعف الاسعار، بالاضافة الى تأخر الدفعيات الذي يؤدي الى الدخول في خسارات مادية كبيرة، ومديونيات على الحكومة لعشرات السنين، وهناك عدد كبير من المقاولين خرجوا من المجال لهذه الاسباب وآخرون سجنوا.
● كم يبلغ عدد الشركات العاملة؟
○ عدد شركات المقاولات المسجل منها رسمياً في غرفة المقاولات يفوق اربعة آلاف شركة، ولكن هنالك تجديداً سنوياً للشركات، اذ ان بعضها لا يقوم بهذا الاجراء، وعادة ما يقوم المشاركون بالتجديد بغرض كسب العطاءات لجهة انها احد شروطه، بيد ان التجديد يفيد في جانب الدخول في الجمعية العمومية، وقدم الاتحاد كثيراً من الخدمات، وفي الفترة الاخيرة كان الاقبال كثيفاً وذلك بعد المحاولة لاجازة قانون الشراء والتعاقد لخطابات الضمان من شركات التأمين، الا ان المشاركين بعيدون عن الاتحاد لذلك لا يكونون على علم بما يحدث، وقد تم تكوين لجنة أخيراً لجبر الضرر في فترة ارتفاع التضخم الاقتصادي الاخيرة لحل اشكالات المقاولات.
●ما هو دور الدولة تجاه شركات المقاولات؟
○ لا يوجد دعم من البنوك لجهة انها قد تشكل عبئاً بفرضها الرهن العقاري او غيره من الاجراءات، ولا توجد تسهيلات كإلغاء الضرائب مثلاً، ولكن في الفترة الاخيرة ساهمت شركات التأمين في منح خطابات الضمان وتسهيل كثير من العمليات للمقاولين.
● اين موقعكم في خريطة الثورة؟
○ لقد كانت مساهمة المقاول فردية منذ بداية الحراك الى ان تم تكوين تجمع المقاولين كجسم ثوري ينفض عنه غبار العهد البائد، وظل يقدم اسهامه داخل ساحة الاعتصام، وقد قام بدور فاعل ونظم افطاراً في ساحة الاعتصام، واقام مبادرة لصرف وشفط مياه الامطار من ساحة الاعتصام والمواقع القريبة.. وبعد فض الاعتصام واصل التجمع مسيره الثوري وتوج ذلك المسير بقيام ملتقى علمي شهدته قاعة بروفيسور دفع الله الترابي بكلية الهندسة جامعة الخرطوم بعنوان (دور المقاول في نمو الاقتصاد السوداني) قدمت خلاله اوراق وتمت مداخلات وخرج بتوصيات.. وكان التجمع يعد لنشاط واسع اوقفته التدابير الصحية لمكافحة جائحة (كورونا).
● ماذا عن اللجنة التسييرية؟
○ بعد صدور قرار حل الاتحادات كان السعي لتشكيل لجان تسييرية، ونحن كتجمع حاولنا رفع اسماء ممثلينا في اللجنة، ففوجئنا بأن اللجنة ضمت اشخاصاً لا علاقة لهم ولم يمثلوا التجمع باستثناء د. هشام ابو زيد، وهو الوحيد الذي جاء اسمه مرفوعاً من قبل التجمع، وقد قبلنا باللجنة على مضض وعملنا على الرغم من تحفظنا على دعمها والوقوف معها دعماً للثورة ومحاولة لإنجاح الفترة الانتقالية لكي تسير الامور في صالح الثورة حتى تحل مشكلات هذا القطاع المهم، وسعينا معهم لقيام اتحاد منفصل، ولكن بعد حوالى عام وجدنا ان اللجنة التسييرية قد حلت بغير مبرر، ولم نجد اجابة عن تساؤلاتنا، ولم يتم الحل كلية فقط ثلاثة اعضاء وابقي على البقية، واحدهم جاء رئيساً. وفي بادرة غريبة تقلص أعضاء اللجنة الى اربعة أعضاء، الأمر الذي آثار الشكوك والتساؤلات، وهذا عبر لجنة إزالة التمكين التي نعول عليها كثيراً في تعديل وتصحيح كثير من المسارات الخاطئة.
● ماذا عن (حرب) المذكرات؟
○ المذكرة رفعت من قبل العضوية بتوقيعاتهم وهي تحوي عدداً من التساؤلات عن اسباب حل اللجنة التسييرية وآلية التعيين ومعايير التكوين وآلية الاختيار، وهناك اشكالات منها ان احدهم لديه تجاوزات في الاتحاد وتم ايقافه لمدة اربع سنوات، وهذه الحالة ثابتة بالمستندات، وكذلك هناك عضو قد تم تسجيله ضمن العضوية بعد تعيينه في لجنة التسيير مما يعد مخالفة واضحة وصريحة وتجاوزاً بيّناً، لذلك طالبت المذكرة بحل لجنة التسيير والعودة للقواعد والنزول للمقاولين وتعيين لجنه تمهيدية منهم، وان يكون على رأس مهامها انعقاد الجمعية العمومية بعد فصل الاتحاد من الغرف التجارية.
● ماذا عن لجنة التسيير السابقة؟
○ معلوماتنا عنها أنها سعت لفصل الاتحاد وبدأت في صياغة قوانين على صعيد ازالة التمكين ومحاربة الفساد، ولم تفتح ملفاً واحداً، وحتى ملف برج الغرفة التجارية المليء بالتجاوزات فُتح واغُلق علي نحو غريب.
● الى اين وصلتم في دعواتكم لفصل الاتحاد؟
○ الدعوات متواصلة وحدث تفاعل كبير من العضوية لقيام اتحاد منفصل، وتم رفع مذكرات للجهات ذات الصلة للمساهمة والاسراع في عملية فصل الاتحاد وقيام اتحاد قوي يساعد في حل قضايا القطاع والمقاولين، علاوة ذلك تم رفع مذكرة لعضو لجنة ازالة التمكين وجدي صالح منذ شهر فبراير نطلب فيها باجتماع كتجمع مقاولين، ولم تحدث استجابة حتى الآن، ونواصل رغم التعامل غير اللائق من المكتب، وقد طلبنا التحويل لمقرر آخر ولم نعرف تحديداً ان كانت المذكرة قد وصلت لوجدي ام لا، وفي شهر ابريل الجاري تم رفع مذكرة بذات المطالب (حل لجنة التسيير وفصل الاتحاد عن الغرف التجارية) سلمت الى الامين العام للجنة ازالة التمكين.
● لجنة التسيير لاتحاد الغرف التجارية.. ما لها وما عليها؟
○ لم نعرف حتى الآن الآلية التي تكونت بها لجنة التسيير في الحالتين (الاولى والثانية)، وقد علمنا من لجنة تسيير المقاولين ان احزابهم هي من اتت بهم مع العلم ان لهذه الاحزاب قاعدة عريضة ضمن المقاولين ولم يكن لهم علم، مع العلم بأن الغرفة كيان مهني لا علاقة له بالاحزاب، وحتى في العهد البائد كان تركيز الحزب على العضوية من المصعدين للغرفة التجارية وأصحاب العمل، وان يكونوا من كوادر المؤتمر الوطني، والآن نطالب بآلية جديدة للاختيار عبر مخاطبة المقاولين ليتم الاختيار بشفافية.. ورفعت المذكرة بتوقيع تجمع المقاولين، وفي المرحلة التالية انفتحت على كل المقاولين في قاعدتهم العريضة فحملت توقيع المقاولين كقطاع، ومازالت التوقيعات مستمرة، وقد طالبت مذكراتنا التي وصلت الى المجلس السيادي ومجلس الوزراء ولجنة ازالة التمكين والمسجل، بفصله عن الاتحاد وحل لجنة التسيير لتحل محلها لجنة تمهيدية
●ما هي رسالتك للمقاولين؟
○ رسالتي للمقاولين ان الحراك في ظل جو ديمقرطي قطعاً سيأتي بنتائج إيجابية، وادعو المقاولين الى ان يلتفوا حول اتحادهم كمطلب اساسي وان ينتزعوا حقوقهم، فلا صعوبة ولا استحالة في الفترة الانتقالية، فهي للتأسيس وإرساء القواعد، والمقاول ليس بمعزل عن اقتصاد الدولة وقوانينها وادارتها، وقد غاب تمثيل المقاول عن المؤتمر الذي التأم أخيراً ولم يشارك ولم تقدم حتى ورقة باسم المقاولين لهذا القطاع المهم، وندعو الجهات المختصة الى النظر بعين الاعتبار للمقاول ومشاركته في الهيئات والمجالس المختصة.
- منقول من صحيفة الانتباهة الصادرة اليوم الخميس٢٩ ابريل ٢٠٢١ م صفحة ٩
التعليقات مغلقة.