*بين عصرين* « _500_ _ق.م_ _ _600 م_» *صون تزو شارحا و مفسرا* *لغزوات الرسول الخاتم* *بقلم ~* _أحمد الشين_ _الوالي_
ماسة نيوز
« _الحلقة الثانية_»
*قلة الجيوش و الكثرة*
*في تدابير الأمن و القتال*
كانت سورة البقرة أول التنزيل القرآني في المدينة تشرع لمجتمع المسلمين الوليد هديا في تطوره مع الابتلاءات . و من تلك القضايا المقصوصة تحكي آيات من سورة البقرة تجربة الملأ من بني إسرائيل من بعد موسى ، عليه السلام ، بقيادة ملكهم طالوت قتالا لجيش جالوت ، و بروز داوود الجندي المقال عليه السلام في تلك الحال ، يعلم القرآن المسلمين تجربة بني إسرائيل في القتال ، و مواقف المؤمنين المتوكلين منهم على الله . قال تعالى : (قال الذين يظنون أنهم ملاقو الله كم من فئة قليلة غلبت فئة كثيرة بإذن الله ، و الله مع الصابرين) 2 : 249 .
و المؤمنون (الذين يظنون أنهم ملاقو الله) هم الذين توهموا القتل في سبيل الله شهادة لقلة عددهم ، و عظم عدوهم «فهزموهم بإذن الله» . فيظنون تعني يوقنون ، و ظننت في اللغة بمعنى أيقنت ، و لو كانوا شاكين لكانوا ضلالا كافرين . و في قولهم «كم من فئة قليلة غلبت فئة كثيرة» : «كم» عبارة عن العدد ، و يستعمل في باب الاستفهام ، و يقتضى معنى الكثرة . و ال «فئة» هي الجماعة المتظاهرة التي يرجع بعضهم إلى بعض في التعاضد . و القلة و الكثرة يستعملان في الأعداد ، كما أن العظم و الصغر يستعملان في الأجسام ، ثم يستعار كل واحد من الكثرة و العظم و من القلة و الصغر للآخر . و قولهم «بإذن الله» ذلك دأب المؤمنين ، و الدلائل الشاهدة على تأييد الله بالنصر متعددة : (و الله يؤيد بنصره من يشاء) 3 : 12 ، و (إن ينصركم الله فلا غالب لكم) 3 : 160.
و قولهم «و الله مع الصابرين» جعلوا الصبر من شروط النصر ، و معية الله عز و جل . و الصبر الإمساك في ضيق ، و حبس النفس على ما يقتضيه العقل و الشرع ، أو مما يقتضيان حبسهما عنه . فالصبر لفظ عام ربما خولف بين أسمائه بحسب اختلاف مواقعه ، فإن كان حبس النفس عند المصيبة سمي صبرا و يضاده الجزع ، و إن كان في محاربة سمي شجاعة و يضاده الجبن ، و إن كان في إمساك الكلام سمي كتمانا و يضاده المزل ، و سمى الله كل ذلك صبرا و نبه عليه بقوله : (و الصابرين في البأساء و الضراء و الكاظمين الغيظ) 2 : 177 . و تلك قمة المعنويات .
و التوجيه الرباني آمر : (يا أيها الذين آمنوا اصبروا و صابروا و رابطوا و اتقوا الله لعلكم تفلحون) 3 : 200 . يعني حبس النفس على العبادة و مجاهدة الأهواء _ أمرهم بالصبر ، و هو حال الصبر في نفسه . و المصابرة مقاومة الخصم في ميدان الصبر ، فهي مفاعلة في حال المؤمن في الصبر مع خصمه . و المرابطة هي الثبات و اللزوم و الإقامة على الصبر و المصابرة ، فقد يصبر العبد و لا يصابر ، و قد يصابر و لا يرابط ، و قد يرابط من غير تعبد بالتقوى . فالمرابطة ، كما أنها لزوم الثغر الذي يخاف هجوم العدو منه في الظاهر ، هي لزوم ثغر القلب لئلا يدخل منه الهوى و الشيطان فيزيله عن مملكته .
و في واقعة بدر القتال كان نصر الله رهيب ، و عجيب ، قال تعالى : (و لقد نصركم الله ببدر و أنتم أذلة لعلكم تشكرون) 3 : 123 . و ال«أذلة» جمع قلة و الذلالة جمع الكثرة ، و جاء بجمع القلة ليدل على أنهم على ذلتهم كانوا قليلاً ، و ذلتهم : ما كان بهم من ضعف الحال و قلة السلاح و المال و المركوب .
و الذل ما كان عن قهر ، و ما كان بعد تصعب . كانوا أذلة في العدد {1 : 3} لصالح عدوهم . و كانوا أذلة في العتاد ، معهم 70 بعيرا ، و فرسين . فكانوا يتعاقبون الإبل ، الاثنين و الثلاثة و الأربعة ، و بعضهم لم يركب خطوة ذاهبا و لا راجعا . و كان عدوهم في حالة كثرة زهاء ألف مقاتل ، و معهم مائة فرس ، و الشكة و الشوكة .
و دعا رسول : (اللهم ، إنهم حفاة فاحملهم ، و عراة فاكسهم ، و جياع فاشبعهم ، و عالة فأغنهم من فضلك) ، كما روى الواقدي و ابن إسحاق .
كانت معركة بدر نصر كاسح للمسلمين الذين استشهد منهم 14 رجلا . و كانت خسائر قريش فادحة 70 قتيلا و 70 أسيرا ، بنسبة {1 : 10} لصالح المسلمين!
و بعد معركة بدر تنزل القرآن يخاطب الرسول : (يا أيها النبي حسبك الله و من اتبعك من المؤمنين • يا أيها النبي حرض المؤمنين على القتال إن يكن منكم عشرون صابرون يغلبوا منكم مائتين ، و إن يكن منكم مائة يغلبوا ألفا من الذين كفروا بأنهم قوم لا يفقهون • الآن خفف الله عنكم و علم أن فيكم ضعفا ، فإن يكن منكم مائة صابرة يغلبوا مائتين ، و إن يكن منكم ألف يغلبوا ألفين بإذن الله ، و الله مع الصابرين) 8 : 64_66 .
و قول الله عز وجل «حسبك الله» يعني الله كافيك «و من اتبعك من المؤمنين» ، كما قال المؤمنون عندما سمعوا من الناس أن الناس قد جمعوا لهم : (حسبنا الله و نعم الوكيل) 3 : 173 .
و في قول الله «الآن خفف الله عنكم و علم أن فيكم ضعفا» الضعف خلاف القوة ، و قد يكون في النفس و البدن و الحال . و قيل الضعف “بالفتح” و الضعف “بالضم” لغتان . و في قول الخليل الضعف ، بالضم ، في البدن . و الضعف ، بالفتح ، في العقل و الرأي ، و منه قول الله : (فإن كان الذي عليه الحق سفيها أو ضعيفا) 2 : 282 .
و النصر من عند الله ، و «بإذن الله ، و الله مع الصابرين» . و الهزيمة من نصيب الذين خزلهم الله ، و الذين «لا يفقهون» . و الفقه هو التوصل إلى علم غائب بعلم شاهد ، فهو أخص من العلم . و فقه الرجل فقاهة إذا صار فقيها ، و فقه أي فهم فقها ، و فقهه أي فهمه ، و تفقه إذا طلبه فتخصص فيه ، قال الله تعالى : «يتفقهوا في الدين» 9 : 122.
و الكثرة ليست مجلبة للنصر دوما ، و معنا في تجربتنا ما وقع في غزوة حنين من اضطراب و فشل . قال الله تعالى : (و لقد نصركم الله في مواطن كثيرة و يوم حنين إذ أعجبتكم كثرتكم فلم تغني عنكم شيئا و ضاقت عليكم الأرض بما رحبت ثم وليتم مدبرين • ثم أنزل الله سكينته على رسوله و على المؤمنين و أنزل جنودا لم تروها و عذب الذين كفروا ، و ذلك جزاء الكافرين) 9 : 25_26 .
كانت غزوة حنين في آخر شهر شوال من سنة 8 للهجرة . كانت الواقعة في وادي حنين قبل الطائف _ شرق مكة . كان مع رسول الله يوم حنين قريش ، و هي كنانة ، و من من أسلم يوم الفتح ، و المهاجرين و الأنصار . كان عددهم كبيرا _ اثني عشر ألف مقاتل . و خرج مع رسول ناس من المشركين كثير منهم صفوان بن أمية ، و منهم رجال خرجوا ينظرون لمن تكون الدائرة فيصيبون من الغنائم و لا يكرهون أن تكون الصدمة لمحمد و أصحابه . و خرج أبو سفيان بن حرب في أثر العسكر ، كلما مر بترس ساقط أو رمح أو متاع من متاع النبي حمله ، و الأزلام في كنانته ، حتى أوقر جمله . و اضطرب صفوان ، و هو في المدة التي جعل له رسول الله ، و معه حكيم بن حزام ، و حويطب بن عبد العزى ، و سهيل بن حرب ، و الحارث بن عشان ، و عبد الله بن أبي ربيعة ، ينظرون لمن تكون الدائرة!
و بحنين من المشركين عجز هوازن ، و معهم ثقيف ، فاقتتلوا بحنين ، و هم 20 ألفا . و كان يوما شديدا على الناس . إذ عبأ مالك بن عوف أصحابه ليلاً في وادي حنين ، و هو واد أجوف ذو شعاب و مضايق ، و فرق الناس فيه ، و أوعز إلى الناس أن يحملوا على محمد و أصحابه حملة واحدة .
و دارت الدائرة ، و ولى المسلمين مدبرين ، و طفق رسول الله يركض بغلته نحو الكفار و العباس آخذ بلجام بغلة النبي يكففها و هو ، صل الله عليه و سلم ، لا يألوا ما أسرع نحو المشركين . و أبو سفيان بن الحارث آخذ بغرز رسول الله .
و مواطن الحرب في قول الله «و لقد نصركم الله في مواطن كثيرة» مقاماتها و مواقعها ، و امتنع عن الصرف لأنه جمع و على صيغة لم يأت عليها واحد ، و المواطن الكثيرة هي وقعة بدر ، و النضير ، و قريظة ، و الحديبية ، و خيبر ، و فتح مكة . و عطف الزمان و المكان ، و هو يوم حنين ، على المواطن الكثيرة معناه : و موطن يوم حنين أو في أيام كثيرة و يوم حنين . و قوله : «إذ أعجبتكم» بدل من يوم حنين ، لأن كثرتهم لم تعجبهم في جميع تلك المواطن ، و لم يكونوا كثيراً في جميعها .
• • •
و قبل أكثر من 1100 سنة من تنزل القرآن في مكة ، في عام 515_512 ق.م ، كتب «صون تزو» كتابه في «فن الحرب» يفسر فقه القلة و الكثرة في الجيوش المتقاتلة ، كأنه يفسر النص القرآني : «كم من فئة قليلة غلبت فئة كثيرة » ، أو «إن يكن منكم عشرون صابرون يغلبوا مائتين ، و إن يكن منكم مائة يغلبوا ألفا من الذين كفروا بأنهم قوم لا يفقهون»!
كتب «صون تزو» يقول [هناك خمس حالات يصح فيها التنبؤ بالنصر العسكري . . . و الحالة الثانية هي إدراك القيادة إدراكا صحيحا ، و أمينا ، حاجة الموقف إلى جيش صغير أو جيش ضخم . لقد حذر {تو_ يو} من حشو الجيش بعناصر لا نفع منها سوى غرام القيادات العسكرية بالأعداد الضخمة من الرجال و العتاد ، فقال «هناك حالات لا تستطيع فيها الكثرة من الجند أن تحارب القلة في معسكر العدو . و هناك حالات ، أيضاً ، يستطيع فيها الجيش القليل العدد أن يسيطر على جيش عدو له أكثر منه في العدد و السلاح . فالنصر هو للقادر على الحركة السريعة لا يرهق نفسه بأكداس من المسؤوليات التي لا علاقة لها بصنعة الحرب ؛ كتل بشرية من الجند ضعيفة التدريب ، بطيئة الحركة ، باهظة النفقات ، تخلق للجيش مكامن ضعف لا مصادر قوة .
و الحالة الثالثة من الحالات التي يصح فيها التنبؤ بالنصر هي أن يتوفر في صفوف الجيش وحدة هدف ، و وحدة حال و مصير» . و نقل {تو _ يو} عن الحكيم {مانشيوش} قوله أن «اعتبارات الطقس في فصول السنة أقل من اعتبارات الطبيعة لأرض القتال ، و كلاهما أقل في الاعتبارات العسكرية من أهمية العلاقة البشرية في صفوف الجيش . فالجيش المتحالف و المتآلف من عناصر متشعبة ، في الأنساب و الولايات و الرئاسات و المذاهب ، هو جيش تعيس مهما كان ضخما في عدد الرجال و كمية العتاد العسكري . فقد تتحد هذه العناصر في مستوى الجند في خصومتها المشتركة للعدو ، و لكن قيادات الجيش أو رئاسات الولايات التي ينتمى إليها الجيش المتحالف قد لا تكون متحدة . هذا النوع من الجيوش لا نفع فيه لتحقيق النصر . و ليست المسألة في توحيد هذه القيادات المتطاحنة تحت إمرة قائد واحد بل هي في وحدة الفكر ، و الغرض ، و العقيدة التي يؤمن بها الجيش المتحالف كله في صفوف الجند و في مناصب القيادات ، و سياسة الولايات المتحالفة على قهر العدو المشترك أو ردعه»] ، ص 106_107 .
إن الحكيم «صون تزو» يرى في وضوح [ليس المهم أن يكون الجيش ضخما في العدد بل دقيقا في التنظيم ، و توزيع المهام على مختلف الوحدات . . و المهارة العسكرية و أصول مسؤولياتها لا تختلف سواء كان الجيش مؤلفا من ألف جندي أو عشرة آلاف أو مئة ألف ، فالذي يسوس القلة على أساس التنظيم الصحيح يستطيع أن يسوس الكثرة على نفس ذلك الأساس . . فالمسألة ليست في ضخامة عدد الجيش أو عدد الرجال ، فالضخامة لا تعني شيئا بل قد تكون عبئا على الجيش إذا لم تعرف القيادة و الجند كيف يجيدون فن القتال] ، ص 116 ، 120 .
و في «فن الحرب» [يحرص القواد العسكريون العظام ، ذوي التجارب و الثقافة العسكرية الأصيلة ، أن يتفادوا المغامرات في الهجوم على العدو قبل أن يتأكد القائد المهاجم من أنه متفوق على العدو في سعة الموارد و المعنويات و الدهاء العسكري ، و سرعة الحركة ، و في مزايا الوضع على أرض المعركة . لذلك فنصيحتي للرجال العسكريين : أعرف عدوك ، و أعرف نفسك ، فستضمن ضمانا أكيدا أهداف النصر ، و لن تصاب بالأذى سواء في الكر أو الفر في الهجوم أو في الدفاع . و أعرف ، أيضاً ، كل ما يجب معرفته عن طبيعة الأرض و أحوال الطقس ، فإذا تيقنت من أنها مواتية لك فالنصر مضمون] ، ص 185 .
و في ميدان القتال [في معمعة الحرب ، فإن كثرة الرجال و العتاد لا تعطيك مزايا عسكرية فاصلة . و الأفضل أن لا يكون اعتمادك في معارك الفصل العسكري على الضخامة وحدها ، بل على بقية العوامل الفنية و غيرها . قال {شانغ _ يو} : «فإن الذي يقرر النصر النهائي هو مهارة القيادة و ثقافة الجند و تجاربهم في فن القتال ، و في رواسخ المعنويات»] ، ص 175 .
و في قول صون تزو «الثقافة العسكرية الأصيلة» ، و «ثقافة الجند» ، يعني الثقف الحذق في إدراك الشئ و فعله ، و منه استعير المثاقفة . و رمح مثقف أي مقوم و ما يثقف به الثقاف . يقال ثقفت كذا إذا أدركته ببصرك لحذق في النظر ثم يتجوز به فيستعمل في الإدراك ، و إن لم تكن معه ثقافة . قال الله تعالى : (فإما تثقفنهم في الحرب فشرد بهم من خلفهم لعلهم يذكرون) 8 : 57 .
و في قوله «رواسخ المعنويات» معنى الصبر ، و المصابرة ، و المرابطة ، و تقوى الله .
و يتوسع صاحب «فن الحرب» في فقه عجيب [استعمال الجند تحت إمرة القائد في ميدان القتال فن قائم بذاته] _ ص 102 _103 :
• [إذا كانت قوتك في الرجال تعادل عشرة أضعاف العدو ، فحاول أن تطوقه من جميع نواحي معسكره . و إذا كانت خمسة أضعاف قوة العدو فهاجمه . و إذا كانت قوتك العسكرية ضعف قوة العدو فحاول أن تشطر معسكره إلى شطرين . قال {أمير الحرب الأول} : “إذا عجز القائد أن عن شطر قوات الأعداء فسيعجز القائد عن استنباط ما هو أدهى من فنون الاستراتيجية” . و إذا تعادلت قوتك العسكرية مع قوة العدو فاشتبك معه إن شيئت . قال {هو _ يان _ هسي} : “في مثل هذه الحالة فإن أمهر القائدين هو الذي سيقرر مصير المعركة”] .
• [و إذا كنت أضعف عددا من عدوك ، فكن مقتدرا على الأقل أن تجيد عملية الانسحاب و التراجع . قال {تو _ مو} : “إذا كان عدد الجنود في معسكرك يقل عن العدد في معسكر العدو ، فحاول مؤقتا أن تعطيه فرصة الهجوم المفاجئ على معسكرك ، فأكبر الظن أنك مستطيع أن تجد ناحية ضعيفة في معسكر العدو لتفاجئه أنت بالهجوم . عنئذ استجمع كل قوتك و اعزم على النصر ، و سيكون النصر حليفك .
قال {شانغ _ يو} : “إذا كان العدو قويا و أنا ضعيف فسأتفادى الاشتباك معه و انسحب موقتا ، لكي أتفادى بعثرة الجهد و القوى و استنبط أسلوبا حاذقا للهجوم أو لاستحكامات الدفاع” . و في مثل هذه الحالة فإن الذي يقرر النصر النهائي هو مهارة القيادة و ثقافة الجند و تجاربهم في فن القتال و في رواسخ المعنويات . و إذا كان معسكري و قواي في نظام معقول و مستوى حسن ، و كانت قوات العدو النظام و رفعة المستوى ، و إذا كنت أنا نشيط الفكر الحركة و كان خصمي بليدا مشوش الفكر و فاقد الحركة الماهرة ، عند إذن ساشتبك معه في القتال فورا”] .
• [و إذا لم تتعادل قوتك مع قوة العدو في كل مقاييس ، فكن قادرا على الأقل أن تتفادى إعطاءه الفرصة للاشتبك معك . فأي خسارة تلحق بك ، و أنت أضعف من عدوك فهي غنيمة للعدو القوي . قال {شانغ _ يو} : “لا يقاس الكبير بالصغير ، و لا الضعيف بالقوي ، و لا القلة بالكثرة في مستويات الرجال و العتاد و الكفاءة و الاستعداد”] .
• [و لو تعادلت معنويات الجند في الجيشين المتحاربين ، و تعادلت نماذج الأسلحة التي يستعملونها و مختلف التدابير العسكرية و مستوى التدريب الفني ، و غير ذلك من مستوى القتال و صنعته ، و كان الجند في طرف واحد عشرة أعداد الجند في الطرف الآخر {10 :1} ، فإن النتيجة هزيمة للجند القليل . قال {مو _ تو} : “إذا ارغمتك الظروف على مبارزة العدو و قوته عشرة أضعاف قوتك {10 :1} ، فعليك قبل الاشتباك معه أن تراعي أمورا هامة منها : مستوى الدهاء في قيادة جيش العدو ، و مستوى الشجاعة و الجبن في صفوفه ، و أن تراعي أوضاع الطقس ، و المزايا أو فقدان المزايا في طبيعة الأرض التي يرابط فيها العدو . و هل مؤونة جيشه متوفرة أم أن جنده جياع و ذخيرتهم تافهة ، و هل جنود العدو مرتاحون أم أنهم خائرو القوى”] .
و صدق الله تعالى الآمر :
(و اتقوا الله ، و يعلمكم الله ، و الله بكل شئ عليم) 2 : 282 .
التعليقات مغلقة.