كتب بارود صندل المحامي:تشاد إلى أين.

نعزي انفسنا والشعب التشادي في وفاة الرئيس ادريس ديبي،،،ومهما اختلف الناس حول الرئيس ديبي الا ان الوقائع علي الارض تشير الي ان دوره في تطوير تشاد واستقرارها لاينكره الا مكابر،في الماضي لا يعرف عن تشاد الا انها ساحة للقتال والتناحر منذ استقلالها،،ومن خلال حكم ديبي الذي امتد لثلاث عقود استطاع جعل تشاد مؤثرا في المحيط الاقليمي والدولي،تراست دولة تشاد مجلس الامن الدولي،،وتراست الاتحاد الافريقي،،،كما لعبت تشاد ادوارا محوريا في محاربة التشدد والتطرف الاسلامي في افريقيا القاعدة والبكو حرام،لم تتمحور حول مشاكلها بل تجاوزتها لتلعب ادوارا اقليمية ودولية،،،صحيح هنالك اخفاقات في الجانب التنموي،،كان يمكن ان يحذي المواطن التشادي بقدر اكبر من الازدهار لاسيما ان عائدات البترول تتناسب مع متطلبات الدولة التشادية ولكن الانفاق علي الجانب العسكري حظي بالاولوية ولا تثريب علي ديبي فهذه تقديرات سياسية،،،
مضي الرجل الي حال سبيله وبالطريقة التي ارادها،،،طويت صفحته الا ما تبقي من سيرة حسنة وعطاء قدمه لبلده ولشعبه،،،والسؤال ثم ماذا بعد!
يشفق كثيرون علي وضع تشاد بعد ديبي وصحيح ان افريقيا مازالت تعول علي الرؤساء كاشخاص خاصة الذين يتطاولون في الحكم وذلك يعني تغييب مؤسسات الدولة،فمن هذا الباب يحق للمشفقين ان يقلقوا ولكني وبالرغم من انني لست مطلعا او مراقبا للاوضاع في تشاد مثل اخونا تاج الدين بشير الذي ظل يرفدنا بتحليلات مطمئنة وان الاوضاع تمضي بخير ومع ذلك اظن ان القادات التشادية قادرة علي تجاوز ازمة غياب ديبي من خلال الخبرات المركوزة العسكرية والمدنية وقد تجلي ذلك في سرعة لملمة الاطراف والاعلان المبكر عن وفاة ادريس وتولي القيادة الجديدة لزمام الامور،،،ان كان هنالك ما يقلق هو غياب المؤسسات الدستورية والسياسية،،بل الانقلاب عليها وهيمنة الجيش علي الامور،،،اي تفكير لاعادة حكم العسكر بصورته التقلدية ما عاد مقبولا لا من الداخل ولا من المجتمع الافريقي ولا الدولي،،وان اي ردة عن مساحة الديمقراطية المتاحة في الدولة تحت اي ذريعة ليست مقبولة،،،هذا من ناحية ومن ناحية اخري يجب ابعاد اي شكل من اشكال سيطرة القبيلة علي مفاصل البلاد،،،هنالك اصوات تنادي بضرورة تماسك الزغاوة حفاظا علي مكاسبها هذا الامر يؤجج الصراع القبلي،،،ولتجاوز هذه المعضلة علي القيادة الجديدة عدم الانحياز لاي قبيلة،،وان لا وصايا علي الشعب التشادي وان الصراع يجب ان يتحول الي اللسان بدل السنان وان القيادة تبر زها صناديق الاقتراع وليست القوة العسكرية والعضد القبلي،،يكمن الحل في اتساع دائرة الديمقراطية ،،،،وكون ان الشعب التشادي وقد ذاق طعم الديمقراطية والحرية بالقدر الذي كانت متاحة في عهد المرحوم ديبي يستحيل ان يقبل بغير تطويرها الي الافضل والاحسن،،،وعلي الذين ابدوا قدر من الفرحة والنشوة من غياب ديبي عن المسرح ان يعقلوا رشدا ويقبلوا علي الوفاق بين مكونات الشعب التشادي لاحلال السلام الاجتماعي،،،والا ينجروا وراء المخططات الخبيثة لبعض العناصر الخارجية التي ما دخلت الي بلد الا خربها وفرق أهلها واذهب ريحههم،،والعاقل من اتعظ بغيره،،والامثلة قريبة،،،قريبة،
نعول علي وعي القيادات التشادية في تجاوز الفراغ الذي تركه غياب ديبي وان تمضي الحياة بسلاسة،،نطمع ان تقدم القيادة الجديدة نموذج يحتذي،يختلف عن ما يجري في بلدان افريقية كثيرة،،افتقدت الاستقرار وتكالبت عليها المرتزقة من حدب وصوب،،،يستحق الانسان الافر يقيي ان يحي حياة كريمة وان يشارك بفاعلية في ادارة شان بلده وليس ذلك علي الله بعزيز،،

التعليقات مغلقة.