سوق ابوجهل.. الماضي والحاضر والمستقبل سعد محمد علي
الخرطوم : ماسة نيوز
سوق ابوجهل واحد من الاسواق الشعبية المشهورة على الاطلاق في ولاية شمال كردفان عموما.. وفي مدينة الابيض على وجه الخصوص.
وتاتي اهمية سوق ابو جهل في انه يجمع كل المنتوجات البلدية التي تشتهر بها ولاية كردفان الكبرى من منتوجات زراعية وحيوانية حيث تتجسد المنتوجات الزراعية في الكركدي والعرديب والقضيم والدوم والنبق والقنقليس واللالوب وحب البطيخ والفول والسمسم اضافة الى كل انواع التوابل والبهارات.
اما المنتج الحيواني فنجد السمن والجبنة بكل انواعها من المضفرة والبيضاء وجبنة المش حيث اشتهرت منطقة كازقيل بتوريد تلك الاصناف من الاجبان التي اشتهرت بانتاجها.
هذا السوق اختلف الناس في مصدر تسميته.. كثير من العالمين ببواطن التاريخ ينسبون المسمى على ان هناك امراة كانت تملك مساحة كبيرة من السوق وكان الناس او التجار يطلبون منها منحهم مساحات لعرض بضائعهم ولكن احدهم حاول استغفالها بحكم انها امراة فحاول ان يتملك مساحة بالغش والتدليس ففطنت لتلك الالاعيب وقالت قولتها المشهورة (بالله شوف ابو جهل دة ) فنسبت تلك المقولة لتكون تسمية للسوق.
واستمرت التسمية على مر الازمان الى ان جاءت الانقاذ لتغيير اسم السوق من سوق ابوجهل الى سوق ابن مسعود وظل هذا الاسم في اضابير المكاتب وحتى عندما تستخرج ايصالات تعنون باسم سوق ابن مسعود بين قوسين ابو جهل.
يعتبر السوق قبلة لكل زوار المدينة من العابرين والزوار واهل المدينة حيث تعبا المئات من الكراتين والجرادل لتطوف في مدن السودان المختلفة ولتعبر لخارج السودان وتعتبر منتجاته من اعظم الهدايا التي يمكن ان تقدمها لعزيز.
تغنى بمكانته العديد من شعراء الدوبيت امثال المرحوم عبدالباقي ود ام سيالة مفخما محبوبته (في سوق اب جهل لاقيت رئيس الدولة .. لولحت راسي وقلت لا حول ولا قولة.. خالقها الكريم المولى.. وكان خرجت تحارب اكبر دولة)
سوق ابوجهل حاولت محلية شيكان تطويره الا ان الفشل لازمها فلم تستطع محو خصلة من الشعبية التي يتميز بها.. فلا زال الكول يطلق روائحه والمساويط عناوين لصناعة العصيدة وترقد بجانبها المفاريك لخفق الملاحات.. والبروش بشتى انواعها مصنوعة من السعف.. وتتمدد منتوجات السوق لتجد سوق الروب واللبن والسمن في الجانب الشمالي من السوق.
وهناك الازيار التي تاتي من قرى الداجو تحتل الشمال الشرقي لتجدها جاثمة بكل فنياتها الابداعية والفنية.
سوق ابوجهل سيظل رمزا هاما من رموز الولاية وعلامة فارقة من علامات الابداع التجاري ومتنفس حقيقي لكل مواطني المدينة والزائرين والعابرين في توفير احتياجاتهم من المنتوجات البلدية وسيظل السوق الاكبر والافضل والاهم بين الاسواق الشعبية في الوطن الكبير.
التعليقات مغلقة.